أما بعد ...
... فقد بلغني ما أنت فيه من كرب شديد، وما تعانيه منذ زمن أو يزيد، فلا حول ولا قوة إلا بالله الحميد المجيد، وإنا لله وإنا إليه راجعون وإن طال بنا العمر المديد، فاصبر الصبر الجميل في كل حال أو موقف عنيد، والزم الفعل والقول السديد، وكن عبدا خاضعا لله وحده مسلما مؤمنا بين العبيد، واعلم أن محمود العاقبة ليس لمن تباهى اليوم بالمال والمتاع العديد، أو أن حسنها لمن تكبر واغتر بلبس الثوب الجديد، أو احتقر الكوخ وسكن القصر المشيد، وتذكر على الدوام أن جهنم ستجيب غدا بهل من مزيد؟ ...
قرأ هذه الكلمات بعد أن كتبها، فوقعت في نفسه موقعا حسنا، ووجد لها في عقله وقلبه أثرا جميلا، ثم همس لنفسه سائلا: هل ثمة يا عبد الله بعد هذا الحديث من حديث؟


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com