بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أخبار الموحدين ، من أنباء الأنبياء والمرسلين ، وعباد الله الصالحين، من إذاعة إياك نعبد وإياك نستعين .
إليكم موجـز الأنبـاء :

إبراهيم الخليل ينجو من النار ، بقدرة العزيز الجبار . يوسف يلتقي بأبيه يعقوب بعد غياب طويل ، وصبر جميل .
موسى الكليم يضرب البحر بالعصى فينفلق ، وينجو من الغرق .
محمد ص يعلن التوحيد ، الذي هو حق الله على العبيد .
في بدر : هزيمة ساحقة ماحقة للكفار ، وانتصار المهاجرين والأنصار .
انتصار المسلمين في القادسيّة ، على الجيوش الفارسيّة .
عمر بن الخطاب ، يقع شهيداً في المحراب .
عثمان بن عفان ، يقتل وهو يقرأ القرآن .
علي بن أبي طالب يستشهد في المسجد ، وهو يتعبد .
خالد بن الوليد ، وكتائب التوحيد ، تهزم جيش الروم العنيد
كان هذا هو الموجـز وإليكم تفصيل الأنبـاء :

وضع إبراهيم الخليل في المنجنيق ، ورمي به إلى الحريق ، فنادى الخليل ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، فقال للنار كوني برداً وسلاما ، فنجا إبراهيم وصار للناس إماما ،لأن ماء الإيمان ، يطفئ لهيب النيران ، ولما رأى إبراهيم النار المحماة ، نادى لسان الحال يا*الله ، فتولاه مولاه ، وكفاه وحماه ، وأنقذه ونجاه ، وهذا يدلك على أن حسبنا الله ونعم الوكيل ، أقوى من كل خطب جليل ، وكرب ثقيل ، وخطر وبيل ، لأن من معه الله فمعه القوة التي لا ترام ، والعزة التي لا تضام ، والعروة التي ليس لها انفصام ، فأخلص له الطلب ، وقم بما يجب ، ترى العجب

يوسف يلقى أباه يعقوب ، بمصر بعد أن كاده إخوانه وألقوه في غيابة الجب ، وبيع في مصر وحبس بضع سنين فشرد عن الأهل وأبعد عن الوالد ، وأصبح في حكم المفقود الفاقد ، والمشرد الشارد ، في بلاد غربة ، وحالة كربة ، وتعرضت له امرأة ذات منصب وجمال ، فقال إني أخاف الله ذا الجلال ، فنصره الله النصر العزيز ، وسخر له العزيز ، وأصبح على خزائن مصر ، إمام العصر ، وسلطان القصر ، وجمع الله له أبويه* لديه ، وسلموا عليه ، وجمع الشمل ، وظهر الفضل ، وتمت الأفراح ، وزالت الأتراح*، جزاء الصبر ، وطاعة الأمر ، وكانت العاقبة للتقوى ، لأن حزب الله هو الأقوى ، فعفا يوسف عما بدر من إخوانه ، فكان مضرب المثل في الحلم لأهل زمانه*، ونسي ما مضى ، لأنه ذهب وانقضى ، فطاب الاجتماع بعد الانقطاع ، وحصل الوئام بعد الانفصام ، وتمت النعمة وزالت النقمة

خرج موسى وفي قلبه إياك نعبد وإياك نستعين ، فلما صار وراءه فرعون اللعين ، نادى موسى : كلا إن معي ربي سيهدين ، فأنجى الله موسى ومن معه من المؤمنين ، وعفّر أنف فرعون في الطين ، لأن فرعون قال : ما علمت لكم من إله غيري وهو كذاب ، فأراه الله أن أنف الدعي يمرغ في التراب ، وكان المخذول يقول: أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي وما أجراه ، يفتخر بنهر ما أجراه ، فأجرى الله الماء من على رأسه وأخزاه

بعث في مكة رسول الهداية ، ومبعوث العناية ، فكان التوحيد عنده البداية ، هتف به في النائمين ، وأعلنه في العالمين ، فلا إله إلا الله أي نبأٍ عبر الأقطار ، وأي خبر شق الأمصار ، سابقت الفجر كتائبه ، وأخجلت الغيث سحائبة ، أعاد الفطرة إلى سيرتها على التوحيد ، وأحيا النفوس من رقدتها الكبرى إلى نهار الدين الجديد ، ففتح الله به الأسماع والأبصار ، وبشر بالجنة وحذر من النار

وقعت غزوة بدر ، الفاصلة بين الإسلام والكفر ، حيث الباطل سُحق ، والزور مُحق في بدر نزل جبريل ، على الرسول الجليل ، فانهار جيش الكفر الذليل . الملائكة مع الصحابة تقاتل ، وفي صف المؤمنين تنازل ، لقد اشتركت السماء مع الأرض في القتال*، فكان النصر من نصيب الحق ولا يزال ، في بدر صنعت ملاحم الفداء ، ونسجت بردة الوفاء ، ] ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ

قتل عمر بن الخطاب ، في المحراب ، طعنه أبو لؤلؤة النجس المجوسي فكان قتل عمر من أعظم المصائب ، ومن أفظع النوائب ، لأنه كان حصناً للسنة ، وباباً دون الفتنة ، نشر العدل ، ومحا الجهل . وبث العلم ، ودوّن الدواوين ، وكفل المساكين ، وجنّد الأجناد ، وحمى به الله البلاد ، وأسعد به العباد ، وبعدما قتل ، وقع في الأمة خلل ، وماجت الفتن ، وهاجت المحن . فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولحكمه سامعون مطيعون

قتل عثمان ، وهو يتلو القرآن ، فوقع دمه على المصحف الكريم ، وذهب هذا الإمام إلى جوار ربٍ رحيم ، بعدما جمع القرآن من الصدور إلى السطور ، وسابق إلى كل عمل مبرور . وكان أحد الأسخياء المعدودين ، والأجواد المحمودين ، قانتاً آناء الليل ، بدموع كالسيل ، محسناً إلى الأيتام ، فهو حسنة الأيام ، لا يمل من تلاوة الكتاب ، ولا يفتر من ذكر العذاب

وقع علي بن أبي طالب شهيدا ، وسار إلى الله شهيدا ، بعدما نصر الملة ، وأدخل على الكفر الذلة ، وقمع الخوارج المارقين ، والمبتدعة المفارقين ، وكان بطل المشاهد ، وصاحب المساجد ، مع زهد معروف ، وعلم موصوف ، وفصاحة بارعة ، وعين دامعة ، وهمة عالية ، وأخلاق غالية ، وهو صاحب المواقف المحمودة ، والمآثر المشهودة

هزم سيف الله المسلول ، جيش الروم المخذول ، ورده على عقبيه مكسورا ، وطرده عن بلاد الإسلام محسورا ، بعد معركة دامية ، ووقعة حامية ، قتل فيها شهداء ، وحضرها علماء ، ثم أنزل الله نصره على أبي سليمان ، وجند الرحمن ، بعد مصاولة ومجاولة فالسيوف تتصبب دما ، والأرض تثور حمما ، والجماجم تتساقط على وقع الرماح ، والأبطال تصرع مع خروج الأرواح ، فالحمد لله على نصره ، ونفاذ أمره ، وعلو قدره

النشرة الجوية

استمعتم إلى نشرة الأخبار ، أيها الأخيار ، وإليكم حالة الطقس اليوم وغداً وأمس . القلب ملبد بالغيوم ، من كثرة الهموم ، وتراكم سحب الغموم ، رياح الذنوب تثير الأتربة ، على من له في الخطايا تجربة ، موعد شروق شمس التوحيد ، عند عودة العبيد ، إلى الولي الحميد ، يتوقع نزول الأمطار ، وذهاب الأخطار ، عند الإكثار من الاستغفار ، يخشى من نزول صواعق ، على كل كافر وخائن ومارق .