جاسم الرصيف
ابن طلح
منذ طلح بكيناه في (يا نائح الطلح اشباه عوادينا / ناسي لواديك ام تاسي لوادينا)!!؟، وضعنا علي جرحه طلحاً في بيت العزاء، منصوباً مذ هزْمنا الإستعمار وسفحنا انفسنا علي احذية (الوارثين الجدد)، منفوخاً باوجاعنا علي طول وعرض الهزائم، اصابتنا البلادة في انفسنا، واصابت طلاحنا بنا اكثر من بلادة!! وما زلنا نتلمّظ طعم حكايات الفروسية في إمرئ القيس، والوليد، والمعتصم بالله الذي غادرت خيوله البيض (احلامنا) في عيون المخبرين علي مدي الارض التي اينما امطرت عليها عائد (خراجها) إلي بغداد!!
ادمنّا العزاءات بانفسنا وبطلاحنا التي فقدناها طلحاً بعد طلح وثمة ما ينبئ بالمزيد، وصارت احبّ الاغاني الينا تلك التي تذكّرنا بما فقدناه وبما هو مرشّح للفقدان من جرفنا الذي يرفد جرف العالم بقوافل المهاجرين وقوافل الاموات علي مذبح (بلادي وإن جارت عليّ عزيزة!!) و(اهل!!؟؟) قوّمونا بالمشانق وغياهب السجون وقطع السنتنا إن (طالت) مقاماتهم حتي ولو بالرجاء علي نفس اخير من هذه الحياة التي ورثونا معها دون إذن من وارث الخليقة، و(علّمونا) كيف نبدع في مسح احذيتهم وفي الّدعاء لهم ولاولادهم واحفادهم كي نضمن السلامة لانفسنا ولاولادنا واحفادنا عندما نفقد الطلح التالي علي اياديهم (الكريمة)!!
علي مبعدة دمعة، بين البوّابة الشرقيّة والبوّابة الغربية لهذا الوطن، تغلي السماء بارواح جياعنا عند احذية (القوارين الجدد) من عائدات اوجاعنا، وتتشامخ القصور مسوّرة بالمغتصَبين منّا علي ملك مغتصَب من (اهل) ما إنفكّوا يتاجرون بنا وبطلاحنا وما فيها!! وعلي مسافة الآهة الاخيرة يطلقها معدوم او لاجئ او جائع بين شمال (بلاد العرب اوطاني) وجنوبها، نكتشف انّنا اكثر الامم التي اضاعت (طلاحاً) علي ايادي من حكموها!!
لقد تخلّينا، طائعين او مرغمين عن (متي إستعبدتم الناس وقد ولدتهم امّهاتهم احراراً) (؟؟!!)، ووصلت بنا امراض الضياع والتضييع حدّاً لاعودة منه الي حتي الشواطئ البعيدة من شهادة العمد والإصرار علي الحقّ التي ارساها في عمق تاريخنا (الحسين)، والمفارقة انّنا ما زلنا نتلمّظ طعم العدالة والحرية في تسميّات اراها قد صارت سبّة لنا، تذكّرنا بذلّ ما ذكر في تاريخ، عندما نسمع شيئاً عن (عمر) في منفي و(علي) في معتقل و(حسين) يلوذ في زاوية بعيدة عن اعين المخبرين من (اهلنا) الذين بالغوا في جورهم بعد ان سلبونا كل ما نمتلك من طلاح يبيعونها، رغم وعينا ورغم (رفضنا) ورغم (شرعيتنا ولاشرعيّتهم)، لكل من هبّ ودبّ من اباطرة هذا العصر التافه!!
l
]