جاسم الرصيف

مكر مفر







حصان إمرئ القيس في معلّقته الشهيرة، التي مرّغناها بأوحالنا، (مكرّ مفرّ مقبل مدبر معاً / كجلمود صخر حطّه السّيل من عل)، اجده الآن إعصاراً يضرب كلّ الجهات بقوّة (جلمود الصخر) الذي حطّه سيل هزائمنا المريعة (من عل) عالم ــ كان عربياً ــ بفضل (اولي الامر) من .....!!؟؟) العرب الذين سخمنوا إمرئ القيس وحصانه كياناً ومعنيً علي الزنزانة التي سلخوا فيها العرب عن قيمهم الإنسانية الصحيحة وتركوهم يكرّون ويفرّون ويقبلون ويدبرون كما شاءوا ولكن في ذات الزنزانة النتنة التي منحونا فيها (الحرّيّة) متفضلين!!

ومابين الكر والفر والإقبال والإدبار لم يلد (عالمنا العربي) غير زوبعة من غبار لم تملأ فنجان قهوة يحتسينا به (طويل عمر)، متجشّئاً مآسينا علي ابّهة كرسيّه المقدّس المصنوع من فروات رؤوس آبائنا واجدادنا وامهاتنا (الخائبات) في ولادة حماة حقيقيين لكينوناتهن حيث إشتعلت تحت اقدامهن الفجائع والنكبات بدلاً من(الجنّة) التي وعد بها الله الامهات مسرفاً في (الإمهال) ربما لانّ احدا ً منّا لم يأت بمعلّقة اخري تستحقّ اذيال الكعبة، ولا إمتلك عن فقر موروث و (مورّث)، حصاناً يكر ويفر علي ايّة بقعة من هذا (العالم) الذي صار وصمة

عار لابنائه!!

ولكن أوجع (المعلقات) الآن تلك التي تحاول التمسّح بحذاء إمرئ القيس لتوهمنا بانّ (سليمانات) العرب مازالوا احياء صامدين علي (عصيّهم!!)، فيما نري الارضة قد اكلتهم مع مساندهم العتيقة منذ زمن بعيد بدلالة الواقع الحالي وزمنه العقيم علي سرير (الإصلاحات!!)، من داخلها ومن خارجها،إذْ ماعاد ايّ سرير يصلح للنوم الآمن بين اذرع من يحتضوننا من (الوارثين) في اسلاكهم الشائكة، المرئية وغير المرئية، متوهمين اننا صرنا بخاراً في الفنجان الذي إحتساه (صاحب السيادة) متثائباً علي غفلته الجديدة هذا الصباح!!

ولعلّ اصدقنا الشاعر نفسه مخموراً في قوله (اليوم خمرٌ وغداً أمرُ ).. مذّاك حتي هذه اللحظة التي توالدت فيها، مع اجيال من ورثونا، اقلام ماوقفت يوماً إلي جانب الوطن دون من نصّب نفسه (وريثاً) للوطن ومن فيه بقوّة السلاح، وعمائم مجّدتهم بالدعاءات وزخرفتهم باجمل الاوصاف حتّي بتنا لانشك في انّ الدين قد صار مجرّد سلعة تباع وتشتري لمباركة المجازر البشرية، وقوافل المهجّرين، من بوّابة (العدل اساس الملك) الي من (سلم الناس من يده ولسانه) مسلماً سلخت إنسانيته خلايا المخبرين فتحوّل الي ذرات غبار (تافهة!!؟؟) في الزوبعة التي مرّت قبل قليل في فنجان (سيادته، حفظه الله)، او تساقطت (عفواً) علي مغسل الصباح المشرق للامة في مخدع نومه المسوّر بعالمنا (العربي) الذي ورثه دون إذن من مورّث، او من احد، اي احد، ما زال يبحث عن حصان (ُمكرّ ُمفر) في عالم الفجائع التي إنفردنا بها وحدنا مع (بوّاباتنا) القديمة والجديدة.







l


ا
t]