لماذا يجب إيلاء الأهمية بالأدب المكتوب بالدارجة والمكتوب باللهجات في الوطن العربي؟ولم لا تخصيص منتديات لذلك.
الأدب نسق يتضمن مجموعة من الأنساق الأدبية الإبداعية الفرعية،كل فرع يؤدي وظيفته لخدمة الإبداع بشكل عام،وإذا نظرنا للأمر بمنظور كلي،لا يمكننا أن نقول أن النحت أحسن من الشعر ،ولا الشعر أحسن من المسرح،فالأدب الشعبي المكتوب بالدارجة أو باللهجات كالكردية والأمازيغية مثلا يلعب دورا مكملا للأدب المكتوب باللسان العربي الفصيح ،ولا نقول أن الأدب المكتوب بالعربية أحسن من الأدب المكتوب بالدارجة أو اللهجات.
خص الله اللغة العربية بميزات أهلتها لتكون ذات مكانة متميزة بين اللغات،كما خص الله اللغة الإنجليزية مثلا بميزات أهلتها لتحتل مكانة في الحياة .فعدد المفردات التي تدل على الصحراء في اللغة العربية كبير،وعدد المفردات التي تدل على الثلج في اللغة النرويجية كبير،لعوامل لا داعي لذكرها.وبالتالي فقول لغة أحسن لغة من لغة محل نظر.
لا يمكن أن نقول بأي حال من الأحوال أن لغة ما ثابتة لا تتغير ،نحتاج إلى المفردات مع تغير الزمان والمكان.فمعجم شعر امرؤ القيس ليس هو شعر ثروت سليم ليس هو شعر سامي البارودي.فلا بد للغة من دينامية داخلية حتى تستمر.
تتغير الدارجة بوثيرة سريعة استجابة للواقع ولغياب التقعيد لكن هذا الأمر لايعني إهمال الأدب الشعبي لا بل يجب تدوينه والاهتمام بهذا التراث الضارب في جدور التاريخ ،فبالنسبة لمصر مثلا يحمل الأدب الشعبي زخما يعود لامتزاج مجموعة من الحضارات،يمتد هذا الأمر إلى ماقبل الإسلام.فهل نفرط في موروثنا الثقافي وبالتالي هويتنا وكياننا الذي هو جزء من الأنا الجمعي للأمة.
للأدب الشعبي مبادئ وأصول داخلية تميز هذا الفرع الأدبي المتميز.وللأدب المكتوب بالفصحى مبادئ وأصول تميزه كذلك.
بالنسبة للإحساس نحس بإحساس خاص عندما نقرأ الزجل وبموازاة ذلك نحس بإحساس خاص عندما نقرأ الشعر العربي الفصيح.
هب أني مواطن عربي أمي أتكلم الدراجة فقط أو الأمازيغية فقط أو الكردية فقط أسكن معك في نفس العمارة خاضعين لنفس القانون نؤدي نفس الضرائب .أنت تستفيد من مئات الفضائيات باللسان العربي -أخبارا وشعرا وووو. وأن أبحث عن شخص ليشرح لي ما قاله المذيع أنا لا ذنب لي في ذلك، لأني أنتمي إلى فئة سبعين مليون أمي المتواجدة في العالم العربي ،هذه الفئة التي لم تستفد من تعليم حكومي ،فالمسؤولية تتحملها الأنظمة العربية التي لم تستطع القضاء على الأمية بعد حوالي خمسين سنة-كمعدل- على حصولنا على الاستقلال.
يجب تشجيع هذه الفئة على الكتابة حتى نعرف همومها ونتواصل معها تواصلا إيجابيا وبالتالي انخراطها في المجتمع،خاصة التي لا تعرف الكتابة والقراءة ،أما التي تكتب بالعربية والدارجة فهي قادرة على الدفاع عن نفسها.وإذا حصل ذلك ،ستسعى جاهدة لتعلم العربية والتفتح على اللغات الأخرى.

تم تهميش مجموعة من اللهجات في بعض المناطق في الدول العربية ،وتهميش اللهجة يعني تهميش خصوصيات وتراث هذه المنطقة الذي هو إغناء لتراث الوطن وتراث الأمة فكان رد الفعل سلبيا، أدى
ذلك إلى احتقان وحروب طائفية في بعض دول الوطن العربي،جروح بقيت ندوبها واضحة في الجسم العربي العليل.
استطاع بعض شعراء الأدب الشعبي وأكثرهم مهمش إلى بلوغ شأو كبير على الساحة الإبداعية وأذكر هنا ديوان سيدي عبد الرحمن المجدوب الذي نشره الأخ أبو شامة المغربي في منتدى أسواق المربد ،كان هذا الديوان شفهيا تداولته وما زالت تتداوله الألسنة في المغرب العربي الكبير -المغرب-الجزائر -تونس..منذ القرن السابع عشر الميلادي ،وفيه من الحكم الشيء العجيب.كما أن بعض الأغاني بالدارجة الشامية والمصرية تتداول في عموم الوطن العربي فهي ملك للجميع.
تحياتي الإبداعية.