عيد الحب
عيد الحب أو عيد القديس ( فالنتين ) مسمى خطير وردنا من أسيادنا الغرب ، وحري بنا نحن الأمة التي انخلعت عن أعرافها ومثلها ، أن تتقدَّم بآيات الشكر والعرفان لمن عرَّفونا وعلَّمونا شيئاً كنا نجهله ، فلولا غبطة القديس لما عرفنا الحب ، ولما خضنا غماره ، ولبقينا أمة غارقة في الكره والحقد .
والشكر العميم لذلك الفندق ( التونسي ) الذي تبرعت إدارته الشغوفة بالحب وأهله بمكافأة من يقبِّل محبوبته علناً وأمام الملأ ، بوجبة دسمة يختارها على مزاجه بالمجان .
والتقدير موصول لبائعي الزهور الحمراء الذين بذلوا جهداً مضنياً لتوفيرها ، لتكون دليلاً على ما تكنُّ الصدور من لواعج الهيام وأنَّات الأشواق ، وآهات المحرومين ..
وأنت أيتها الأمة المنسلخة عن جلد عفافها وعفتها .. المزيد المزيد من الانحدار ، فلقد نأيت عن الطريق المستقيم ، وما أظنك تستطيعين العودة إلى مناهل الطهر والفضيلة بعدما ارتأيتِ واخترتِ الاتجاه المعاكس .
انتظري أيتها الأمة الغارقة في أوحال الغرب ، أن يخرج لكِ قديس جديد فيبتدع لك عيداً للوصال ، وعيداً للقاء ، وعيداً للغرام ، و ... ثم قومي بقضِّك وقضيضكِ فتمثَّليه واسلكيه وانخرطي فيه إلى غايته ، ولا تأبهي بحياء أو خجل فتلك عادات قديمة عفا عليها الزمان .
وأنتَ أيها الشاب اللاهث وراء بريق الغرب ، وأنتِ أيتها الشابة اللاهثة وراء بريق الغرب ، على رِسلكما فما كل ما يلمع ذهبا ، ولا كل ما بحلو رطبا .
أعداؤكم يريدون منكم أن تكونوا بهائم في قطيع هم رعاته ، فهل ترضون لأنفسكم هذا الذل والعار ؟
أعداؤكم يريدون أن يخمدوا فيكم جذوة الشرف والغيرة والفضيلة ، حتى يتمكنوا من سحق كرامتكم ، فهل ترضون لأنفسكم هذا الخزي والشنار ؟
ألا من صحوة تدَّخرونها ليوم تشخص فيه القلوب والأبصار ، فتهبُّوا من رقدتكم ، وتفيقوا من غفلتكم ، وتصلحوا ما فسد فيكم ؟.