يا شهيد العراق
زيدون علي ال بدر / العراق
مفعم بالأسى عليك فؤادي

لم أذق مذ نأيت طعم الرقاد

الوجوم المقيم صار نديمي

والهموم الثقال من عوادي

والرؤى الموحيات احلى الحكايا

اصبحت من أساي كوم رماد

منذ ودعت صار ليلي طويلا

ليل عان ينوء بالاصفاد

صار حلو الشرب عندي مرا

وغدا علقما لذيذ الزاد

ذاك شأني على الوفاء مقيم

أمحض الأنقياء كل ودادي

والذي خفف المعاناة عندي

عبرة خلدت مع الآباد

ان هذه الحياة تبدو كغرم

لغريم مؤجل مستعاد

وعزائي ان الذي تهب

الدنيا متاع مآله للنفاد

كيف انساك مقبلا تتهادى

جذل الكون كله فيك بادي

ورواء الحياة يطفح من

وجهك ثراً قد ساغ للوراد

ان حزني عليك ليس كما

تفجع ثكلى باكرم الاولاد

انه حزن ساميات السجايا

حزن سوح القتال للانجاد

حزن مستنفر ولم ينه شوطا

وجواد كبا بيوم الطراد

حزن سيف مجرب في قراع

حزن سبابة هفت للزناد

يارفيق الرفاق مثلك من

يكتب سفر الاقدام والامجاد

بك يسمو اباء كل ابي

منك تأتي ريادة الرواد

ذكر اقدامك الذي يبعث

الفخر خلوق يضوع في كل ناد

ان يوما قد ذاع نعيك فيه

كان يوما مجللا بالسواد

من زمان العز والذل في الدنيا

نعوت تباينت في العباد

يسقط الفارس المشمر في الساح

ويثوي الذليل فوق الوساد

ياله فارسا أبى ان يوطي

رأس عز للغدر والأوغاد

قد احاطوا به وظل ابيا

باسم الله والعراق ينادي

قطعوه من بعد مالفظ الروح

أباحوا كرامة الاجساد

يا لفذ يخيفهم وهو شلو

يرعب الحق كثرة الاعداد

ان هذا العراق ماكان الا

موطن العز معقل الاسياد

لم يكن موطنا لغير المضحين

بناة الحياة لا الأنكاد

فيه صدام رافعا بيرق العز

ابيا محرضا للجهاد

موقظا في الجموع كل اقتدار

ومثيرا لنخوة الاجواد

فيه بغداد لم تزل قلعة المجد

ودار النهى وارض الرشاد

كل حقد الغزاة مانال منها

لا ولاهد سورها من يعادي

بقيت للاباء حصنا حصينا

وستبقى المحج للقصاد

يا شهيد العراق حبك عهد

والتزام المناضل الذواد

قد وفيت الذي وعدت واضحى

دمك الحر حافظا للبلاد

ان عهدا للنصر والخير آت

فجره صار أزف الميعاد