مقتل طلحة في حادثة الجمل
أبو الحسن قال: كانت وقعة الجَمل يوم الجُمعة في النَصف من جُمادى الآخرة التَقوا فكان أوَلَ
مَصْروع فينا طلحةُ بن عُبيد الله أتاه سَهمُ غَرْب فأصاب رُكبتَه فكان إذا أمسكوه فَتر الدم
وإذا تَركوه انفجر فقال لهم: اتركوه فإنما هو سهم أرسله اللّه.
حمّاد بن زيد عن يَحيى بن لسَعيد قال: قال طلحةُ يوم الجمل:
نَدمتُ ندامةَ الكُسعي لما طلبتُ رضَا بني حَزم بزَعمِي للهم خُذ مني لعثمان حتى يَرضى.
لما انقضى يومُ الجمل خرج علي بن أبي طالب في ليلة ذلك
اليوم ومعه مولاه وبيده شَمعة يتصفّح وجوه القتلى حتى وَقف على طلحة بن عُبيد الله في بَطن
وادٍ مُتعفّراً فجعل يمسح الغبار عن وجهه وبقول: أعزِزْ علي يا أبا محمد أن أراك متعفراً تحت
نجوم السماء وفي بطون الأودية إنا لله وإنا إليه راجعون.
شَقيت نفسي وقَتلتُ معشري إلى اللهّ
أشكو عُجَري وبُجري.
ثم قال: واللهّ إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين
قال الله فيهم: " ونَزَعنا ما في صُدورهم من غِلٍ إخوانَاً عَلَى سُرُرٍ مُتقابِلين " وإذا لم نكن نحن فمَن
هم أبو إدريس عن ليث بن طَلحة عن مُطَرف: أن عليّ بن أبي طالب أجلس طلحةَ يوم الجمل ومَسح الغُبار عن وجهه وبَكى عليه.
وقع قومٌ في طلحة عند عليّ بن أبي طالب فقال: أما والله لئن قُلتم فيه إنه لكما قالِ الشاعر:
فتَى كان يُدْنيه الغِنَى من صَديقه إذا ما هو استغنى وُيبعده الفَقْرُ كأنَ الثّريّا عُلِّقت في يَمينه وفي خَدِّه الشِّعري وفي الآخرَ البَدْر