شجن
يرتفع صوت درويش آناء الليل "انتصر في ما يمزق قلبك العالي"
لكن صدري يؤلمني ،كأن سكاكينا تتزعزع فيه،يخاطبني انتصر !كيف أنتصر ؟بجسمي المنهوك وقلبي الذي يخفق أكثر مما ينبغي.
انخفض صوته فقال:"نم ساعة"
لكن النوم خاصمني هذه الليلة،تتقاذفني المبادئ والمصالح،كأني في أرجوحة أطفال،بين الانتصار والاندحار، الاندحار أهون في بعض الأحيان،الاستكانة،الاستسلام.
باغتني هذه المرة: "أقاوم ،وحدي ،أدافع عن جدار ليس لي".
كأنه يومئ إلي بالمقاومة وعدم الاستسلام فصحت بصوت عال في الحال:" سأقاوم، سأقاوم، وحدي".وينبعث رسول الانتصار،رسول الانتحار،رسول الألم،رسول العزلة،ويستفيق شيطان غضبي،ثورتي،فقعات ماء ساخن،تفرقعت في الهواء،بدون معنى،لكني لن أستسلم ولو كنت أصطاد ببندقيتي الهواء،حتى أصيب مناي،طائرا خارج السرب،خمدت ثورتي بعض الشيء.انتهت القصيدة وسكت درويش.
07-01-2007