ويا ليت شعري ما يصنع أحدنا لو دخل أحد المعارض الطبيعية أو الصناعية، ورأى ما ثمة من المسميات العضوية، من أنواع الحيوانات وضروب النبات وصنوف المعادن، وعاين ما هناك من الآلات والأدوات وسائر أجناس المصنوعات، وما تتألف منه القطع والأجزاء، بما لها من الهيآت المختلفة، والمنافع المتباينة، وأراد العبارة عن شيء من هذه المذكورات.

ثم ما هو فاعل لو أراد الكلام فيما يحدث كل يوم من المخترعات العلمية والصناعية والمكتشفات الطبيعية والكيماوية، والفنون العقلية واليدوية، وما لكل ذلك من الأوضاع والحدود ، والمصطلحات التي لا تغادر جليلا ولا دقيقا إلا تدل عليه بلفظه المخصوص.

لاريب أن الكثير من ذلك لا يتحرك له به لسان، ولا يتعهد له بين ألواح معجمات اللغة ألفاظا يعبر بها عنه، ولا يغنيه في هذا الموقف ما عنده من ثمانين اسما للعسل، ومئتي اسم للخمر، وخمس مئة للأسد،وألف لفظة للسيف،ومثلها للبعير،وأربعة آلاف للداهية، وما يفوت الحصر لشيء آخر حرص مؤلف القاموس على استقصاء ألفاظه لم يكد يذكر مادة إلا وفيها شيء يشير إليه ويدل عليه.
يتبع