أهلا وسهلا بكم
أترقب دائما حروفكم الحوارية على الرحب والسعة
حياكم الله
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com
|
أهلا وسهلا بكم
أترقب دائما حروفكم الحوارية على الرحب والسعة
حياكم الله
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com
السلام عليكم أيها الإخوة جميعا، أشكر للأخ الدكتور أبي شامة المغربي هذا الاهتمام، وهذه الجدية في طرح ما هو حيوي، وما هو جدير بالنقاش والبحث، وهذا يدل على علمه الواسع وإحساسه الكبير بالمسؤولية تجاه لغتنا الحبيبة..مداخلتي الآن حول السؤال الأول: من خلال اطلاعي المتواضع على اللغة العربية بوصفي دارسا ومتعلما لها، وجدت أن اللسان العربي لسان متميز من حيث علم الأصوات، والنحو، وفقه اللغة...إلخ.فعلم الأصوات مثلا نجد أن أجدادنا الأوائل قد اشتغلوا فيه شغلا علميا، فالخليل بن أحمد أسس معجمه (العين)على أساس الأصوات كما هو معروف، كما قدم سيبويه وصفا متقدما لمخارج الحروف في جهاز النطق العربي، ولم تذكر الآثار عن الأمم الأخرى شيئا عن اهتمامهم بلغتهم كما اهتم العرب بها سوى الهنود، ولكن السؤال الذي أجده الآن أمامي:ماذا فعل علماؤنا اليوم أمام هذا الكم الهائل والثري من التراث؟يسرني أن أسمع رأيك في هذا الدكتور أبا شامة، ودمت بخير...زاهــــــر
التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 29/12/2006 الساعة 10:15 AM
سلام الله عليك أخي الكريمزاهرورحمته تعالى وبركاتهوبعد...لك مني في البدء جزيل الشكر على المبادرة إلى طرق باب هذا اللقاء الحواري المفتوح لجميع أهل المربد الأزاهر، ولك منتهى التقدير على كريم المتابعة، وجميل الإهتمام...من البديع المفيد أن تخلص مداخلتك حول السؤال الأول إلى السؤال التالي:ماذا فعل علماؤنا اليوم أمام هذا الكم الهائل والثري من التراث؟لا أخفيك أخي زاهر مدى ألمي الشديد عندما أرى أبناء البلاد العربية الإسلامية - إلا من رحم الله وهداه إلى سواء السبيل - ينظرون شزرا إلى اللسان العربي، ولا يقدرونه حق قدره، فلا يسعني إلا أن أقول، والحال على ما هي اليوم عليه من حال: يا حسرة على أكثر أبناء العرب المسلمين.تراهم يتهافتون بنهم على الحرف الأجنبي الدخيل، ويجهدون أنفسهم منتهى الإجهاد في سبيل النطق به سليم المخرج، في حين تجدهم قد هجروا الحرف العربي، فلا يقيمون له وزنا، بل ويعيبونه ويحقرونه بجهل أو عن قصد، وذلك للأسف مبلغهم من العلم...ألم يعلموا بأنهم يعيبون لسانهم العربي، والعيب فيهم، وما للسانهم عيب سواهم؟أما عن علماء اللغة العربية المحدثين، فما زال أمامهم الكثير الكثير مما يجب فعله للوفاء بحقوق اللسان العربي المبين، الذي أنزل الله جل وعلا به القرآن الكريم، ويكفي أن نستحضر في هذا المقام ابن منظور الأفريقي ومعجمه الجوهرة "لسان العرب"، وابن جني في مصنفه اللؤلؤة "الخصائص"...يكفي أن نعلم أن ثمة الكثير من المصنفات في موضوع اللغة العربية لا تزال مخطوطة غير محققة ومطبوعة إلى يومنا هذا، وأرى أن أهل العلم المهتمين باللسان العربي، في الظرف المعاصر، هم في حاجة إلى العمل بروح هذين البيتين الشعريين لأبي الطيب المتنبي، إذ يقول:على قدر أهل العزم تأتي العزائم*وتأتي على قدر الكرام المكارموتعظم في عين الصغير صغارها*وتصغر في عين العظيم العظائموبالمناسبة أرى أن أهديك في هذا المقام منتهى ما أراه من رأي في هذا الباب، وذلك من خلال أبيات شعرية لحافظ إبراهيم رحمه الله تعالى في قصيدته الشهيرة عن اللغة العربية، إذ قال على لسان لغة الضاد:رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي*وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني*عقمت فلم أجزع لقول عداتي
وَلَـدْتُ وَلَمَّا لَمْ أَجِـدْ لِعَـرَائِسِـي*رِجَـالاً وَأَكْـفَـاءً وَأَدْتُ بَنَـاتِـي
وسعت كتاب الله لفظا وغاية*وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة*وتنسيق أسماء لمخترعات
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني*ومنكم وإن عز الرفيق أساتي
أنا البحر في أحشائه الدر كامن*فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟
فـلاَ تَـكِلُـونِي للـزَّمَـانِ فَـإِنَّنِي*أَخَـافُ عَلَيْكُـمْ أَنْ تَـحِيْنَ وَفَـاتِي
أَرَى لِرِجَـالِ الغَـرْبِ عِـزّاً وَمِنْعَـةً*وَكَـمْ عَـزَّ أَقْـوَامٌ بِـعِـزِّ لُغَـاتِ
أَتَـوا أَهْلَـهُمْ بِـالمُعْجِـزَاتِ تَفَنُّنـاً*فَيَـا لَيْتَكُـمْ تَـأْتُـونَ بِالكَلِمَـاتِ
أَيَطْرِبُكُـمْ مِنْ جَانِبِ الغَـرْبِ نَاعِبٌ*يُنَـادِي بِـوَأدِي فِي رَبِيعِ حَيَـاتِي
وَلَوْ تَزْجِـرُونَ الطَّيْـرَ يَوْماً عَلِمْتُـمْ*بِمَـا تَحْتَـهُ مِـنْ عَثْـرَةٍ وَشَـتَاتِ
سَقَـى اللهُ فِي بَطْنِ الجَـزِيرَةِ أَعْظُـماً*يَعِـزُّ عَـلَيْـهَا أَنْ تَـلِيْـنَ قَنَـاتِي
حَـفَظْـنَ وَدَادِي فِــي البِـلَـى*وَحَفِظْتُـهُ لَهُنَّ بِقَلْبٍ دَائِمِ الحَسْـرَاتِ
وَفَاخَرْتُ أَهْلَ الغَرْبِ وَالشَّرْقِ مُطْـرقٌ*حَيَـاءً بِتِـلْكَ الأَعْظُـمِ النَّخِـرَاتِوأنتهي بدوري إلى السؤال التالي:ترى هل خلص العلماء العرب المحدثون، ونحن في مستهل القرن الواحد والعشرين، اللغة العربية من هذا الأذى، ودفعوا عنها هذا الحيف؟حياك الله
د. أبو شامة المغربي
سلام الله عليكمأذكر هنا أن الأستاذ الشاعرزاهر جميل قطهو طالب ماجستير لغة عربية ولديه هواجسنحوية لغوية جديرة بالبحثنأمل له التوفيق والوصول لما فيه خير وفائدة لهذه الأمةنتابع معكم
التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 13/01/2007 الساعة 07:18 PM
سلام الله عليكمأهل المربد الكرامورحمته تعالى وبركاتهوبعد...دائما أنا في حال ترقب لإجاباتكم الحواريةحياكم الله
د. أبو شامة المغربي
سؤالي الأول
كيف ترون اللسان العربي المبين؟
أبو شامة المغربي
لعل، بل من المؤكد أن اللسان أشمل من اللغة، اللسان أوسع من اللغة والطهطاوي فطن إلى الفرق الدقيق والمهم بين اللغة واللسان حينما أنشأ مدرسة الألسن. اللسان هو اللغة مضاف إليها ما نعرفه بالجانب الثقافي أو الحضاري الذي يمثلها ويتمثل من خلالها، ومن هنا أيضا جاءت تسمية معجم "لسان العرب" لابن منظور المصري.
طارق شفيق حقي
هل ثمة أبواب أدبية ونقدية عربية لم تطرق بعد؟
أبو شامة المغربي
قال عنترة:
هل غادر الشعراء من متردم
ولعل هذا البيت الشعري فيه من إيقاف حركة الحياة ما حري بنا أن نقف عنده ونحرك عجلة النقد وحركة الأدب, وهي كما خلقها الله متحركة متجددة، وما هذه المدراس، وما هذه الأجناس الأدبية إلا دليل على ذلك، لكن الوقفة تستدعي أن نعمل الفكرة في قول عنترة, ونؤمن ككتاب بالقدرة على ما لم يأتي به الأوائل.
طارق شفيق حقي
التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 16/02/2007 الساعة 09:42 AM
ترى هل بلغ الكتاب المطبوع المكانة اللائقة به في العالم العربي الإسلامي؟
أبو شامة المغربي
حين تذكر غرناطة وقرطبة
ويذكر أن في قرطبة أكثر من ثلاثمائة مكتبة، وأن أكبر مكتبة تحوي أكثر من نصف مليون كتاب مقارنة مع أكبر مكتبة في باريس التي كانت تحوي 900 كتاب، يعرف المرء أين كنا؟ وكيف صرنا؟
وحين ننظر إلى بغداد، ونعلم أنه لم يخل بيت من مكتبة، وكانت الكتب تباع في الأسواق، وأن صناعة الورق ازدهرت كثيراً وكثرت معامل الورق، نعرف أين كنا؟ وأي صرنا؟
هنا أذكر أننا وجهنا باسم المربد رسالة إلى وزارة الثقافة في سوريا للعمل على إزالة الضرائب عن استيراد الورق, وإزالة الرسوم الجمركية والضرائب على المكتبات ودور النشر كي تنشط حركة التأليف والكتابة، وكذلك لعل الإنترنت باب من أبواب القفز على هذه المشاكل الكبرى.
وحري بنا أن نوفر الكتاب الإلكتروني كبديل عن الكتاب الورقي, شخصيا جمعت العديد من الكتب وفيها من الفائدة الكثير.
طارق شفيق حقي
التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 16/02/2007 الساعة 09:33 AM
« الأخ مصطفى البطران يتحدث عن مكتبته الخاصة ... | لقاء حواري جديد مع الأخ الكريم ثروت سليم ... » |