شعر : نخلة العراق ساجدة الموسوي
ضع ملحاًً فوقَ الجرحِ
تجلّدْ
وسّعْ خرم الإبرةِ
بالصّبر النشوانْ
قل ْ:
(( رحمةُ ربّي أوسعْ ))
ماذا نالت كفٌ صافحت الأعداءْ
و ضميرٌ بالخمسة ِ
وقّــعْ ؟
قاب القوسين و تنفلقُ الظلمةُ
عن شمسٍ و جباه ٍ شمٍّ
تسطع بالنبأ الأروعْ
قل لن أرجعْ
هل غلب الكفارنبياً يوماً ؟
أو يُهزم من جاهدْ ؟
لن يُهزم حتى يستشهدْ
قل لن أرجع ْ
فالموت سواءٌ بالسيفِ
أو الجوع . . . أو الشنقِ سواءٌ
و الفرقُ إذا قدَّ الموتُ قميصي من قُبَـلٍ
أو من دبرٍ
و أنا ما اعتدت الإدبار
و ما خفت غوائلها يوماً
أو رفّت شعرةُ خوفٍ في جسدي
من شرب السمَّ زعافاً
من كأسي يشهد ْ
قل لن أرجع ْ
و لتكن الأرض ُجحيماً
و لتكن الساعة حشراً
و الظالم حرٌّ فيما يأمر أو يفعلْ
هذا وطني
أي أهلي
أي روحي
أي شرفي
هل غير بلاغي هذا
يا هذا ماذا تتوقع ْ ؟
* * *
هل أعطيك فراتين أسيرين
أم أعطيك نجومَ الكرخ ِ
على طبق من كهربْ ؟
أم أعطيك نسيمَ الفجرِ
إذا مرَّ على غابات النخلِ
و ضوّعْ ؟
هل أعطيك مفاتيح البيتِ
و أركعْ ؟
إعمه في غيّكْ
إعمه في جوركْ
إضرب رأسك ْ
مزّقْ ثوبكْ
لن أتراجعَ
لن أرجعْ . . .
و أقصُّ يدي
إن أجبرها الجوعُ على التوقيع ِ
أقصّ أصابعها
لكن لن أركعْ
هل أجزع ُ ؟
لا لن أجزعْ
و أوسع خرم الابرة ِ
بالصبر النشوان
حتى يصبح نافذة ً للأمل الأبهى
و أحلّق منها
للقمر العالي
فأرى بابل تشعل شمعاً و بخوراً
و بنات البصرة يلبسن ثياب العزّ
بغداد عروس الدنيا
يأتيها القمر الكرخيُّ
فترفع للشمس عباءتها
و تطأطئ للواهب هامتها
يا قمرَ الكرخ ْ
إمسك طرف الفجرْ
و خذْ ريحانةَ إيمانِكْ
و حلاوةَ صبِركْ
إشربْ قدحَ النصرْ
إلبسْ نعلا ً
دسْ رأسَ الظالمِ
سبّحْ . . سبّحْ
و اسجدْ
لله تعالى