صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 37 إلى 48 من 53

الموضوع: مدينـــــة فــــاس عاصمــــة للثقافــــة الإسلاميــــة سنـــة 2007 م ...

  1. #37 رد : مدينـــــة فــــاس عاصمــــة للثقافــــة الإسلاميــــة سنـــة 2007 م ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    الدباغة التقليدية بفاس









    حياكم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  2. #38 رد : مدينـــــة فــــاس عاصمــــة للثقافــــة الإسلاميــــة سنـــة 2007 م ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    المدينة القديمة
    غروب الشمس على المدينة القديمة
    الكنيس اليهودي بالمدينة القديمة
    حياكم الله


    د. أبو شامة المغربي

    رد مع اقتباس  
     

  3. #39 رد : مدينـــــة فــــاس عاصمــــة للثقافــــة الإسلاميــــة سنـــة 2007 م ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    موقع الجامعة على الرابط التالي:
    حياكم الله



    د. أبو شامة المغربي

    رد مع اقتباس  
     

  4. #40 رد : مدينـــــة فــــاس عاصمــــة للثقافــــة الإسلاميــــة سنـــة 2007 م ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس، وما يليها من البلاد.
    لأبي عبد الله محمد بن عبد الكريم التميمي
    تحقيق: محمد الشريف.
    صدر عن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، سنة 2002، كتاب "المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس وما يليها من البلاد" لأبي عبد الله محمد التميمي الفاسي ، بتحقيق ودراسة الدكتور محمد الشريف. ويندرج هذا النص التراثي المغربي ضمن "أدب المناقب" الذي يحظى باهتمام متزايد من لدن الباحثين؛ نظرا لما يقدمه هذا النوع من الأدب من معطيات تاريخية وفكرية ثمينة ونادرة تهم الباحثين في مختلف المجالات العلمية.
    كما أن هذه المادة التاريخية قد تغري المؤرخين خاصة؛ لما تتضمنه من معطيات حول مختلف العلاقات الاجتماعية والواقع الديني ومجريات الحياة اليومية لمجتمعات الغرب الإسلامي عموما.
    *- المستفاد أقدم نص مناقبي مغربي

    إن كتاب "المستفاد" يؤرخ لمتصوفة وأولياء فاس "وما والاها من البلاد" ما بين القرن الرابع إلى نهاية القرن السادس الهجريين، وتمثل هذه الفترة الزمنية فترة حاسمة ما بين انبثاق حركة التصوف والولاية، ومرحلة تنظيمها في زوايا وطوائف في الفترة المرينية اللاحقة.
    جاء في مقدمة التحقيق أن كتاب "المستفاد" يعد إحدى الدعامات الأساسية لدراسة التصوف المغربي والوقوف على رجاله، إلى جانب كل من كتاب "التشوف إلى رجال التصوف" لابن الزيات التادلي، و"دعامة اليقين في زعامة المتقين" لأبي العباس أحمد العزفي، و"السر المصون" لطاهر الصدفي، و"المقصد الشريف" لعبد الحق البادسي...
    ويعتبر كتاب "المستفاد" أقدم نص مناقبي مغربي وصلنا؛ فهو مصدر من المصادر الدفينة لتاريخ المغرب في العصر الوسيط، ووثيقة تضم بين دفتيها معطيات مهمة عن الجوانب الاجتماعية والثقافية والنفسية للمجتمع المغربي في القرن السادس الهجري خاصة. كما أن مادة الكتاب تسهم في اكتشاف جوانب غامضة من التاريخ الثقافي والاجتماعي للمدن والأرياف المغربية.

    وقد وضع المحقق هذه الجوانب وغيرها في القسم المخصص لدراسة النص وتحليل محتوياته، وجاء في خمسة مباحث. أما النص المحقق فيضم مائة وخمس عشرة ترجمة لأولياء ومتصوفة فاس ونواحيها، تعقبها فهارس متنوعة، القصد من ورائها تمكين القارئ من ولوج النص والاستفادة من معطياته. والجدير بالذكر أن أصل الكتاب بقسميه عبارة عن أطروحة تقدم بها المحقق د. محمد الشريف لنيل دكتوراه الدولة في شعبة التاريخ.
    ومن أهم محاور هذه الدراسة:
    *- المؤلف وبيئته العائلية والمحلية

    هو أبو عبد الله محمد بن قاسم بن عبد الرحمان بن عبد الكريم التميمي الفاسي(1)، ينتمي إلى قبيلة تميم التي دخلت بلاد المغرب والأندلس في وقت مبكر.
    وتتفق المصادر على أن التميمي فاسي المولد والنشأة، لكنها لا تثبت تاريخ ولادته، ومن المؤكد أنها كانت قبيل منتصف القرن السادس الهجري/الثاني عشر للميلاد، وقد حصرها محقق الكتاب ما بين سنة (535هـ و540هـ/ 1140-1145م)، لمجموعة من القرائن تكونت لديه من خلال تتبعه لبعض أطوار طفولته بفاس.
    ومن شيوخ التميمي في المرحلة الأولى من مراحل تعليمه، والذي سيكون له تأثير كبير على متصوفة الغرب والمشرق الإسلاميين نجد الشيخ أبا مدين، إلا أن التميمي سيرتبط ارتباطا خاصا بشيخ الشيوخ أبي يعزى وذلك منذ نعومة أظفاره.
    توجه التميمي بعد أخذه العلم عن أبرز علماء مدينته فاس إلى سبتة، حيث أخذ العلم عن اثنين من كبار محدثيها وهما: أبو عبد الله محمد بن حسن بن عطية بن غازي الأنصاري السبتي، وأبو محمد بن عبيد الله الحجري. ثم تاقت نفسه إلى الاستزادة من المعارف خارج مسقط رأسه ووطنه، وربما دخل الأندلس للأخذ عن علمائها حسبما ذكرته بعض المصادر، ثم رحل إلى المشرق رغبة في طلب العلم. وهناك اكتملت شخصيته، وبدأت معالم ميله للتصوف تتوطد أكثر خلال هذه الرحلة المشرقية.
    وبعد رحلته الطويلة في طلب العلم رجع إلى فاس، وأخذ في نشر العلم والانكباب على التأليف، إلى أن وافته المنية أواخر سنة
    (603هـ/ 1207م)، أو في أول سنة (604هـ/ 1208م). بل إنه كان قد "حدث بالمشرق" وقعد للتدريس بالإسكندرية في رحلة عودته إلى المغرب، وأشهر من أخذ عنه بهذه المدينة أبو مروان عبد الملك بن أبي القاسم التوزري ابن الكردبوس، مؤلف كتاب "الاكتفاء في أخبار الخلفاء". كما حدّث بتونس، وربما حدّث بالأندلس قبل أن يستقر به المقام في مسقط رأسه. وأشهر من أخذ عنه بفاس الصوفي الكبير محيي الدين بن العربي الحاتمي....
    تصف المصادر التي ترجمت للتميمي بأنه المحدث الحافظ الذاكر للحديث ورجاله وتواريخهم وطبقاتهم.
    وتضيف تلك المصادر بأنه كان فقيها متفننا محصلا راوية رحالا مستوسعا في السماع..
    تنسب للتميمي آثار عدة، أوصلها ابن عبد الملك المراكشي إلى أربعة عشر عنوانا من بينها: كتاب "المستفاد"، و"أدب المريد السالك"، و"الطريق إلى الواحد المالك"، و"رسالة البرهان في ذكر حنين النفوس إلى الأحبة والأوطان"، و"الإنابة في ذكر طريق الاستجابة" في جزءين، و"الإيضاح عن طريق أهل الصلاح"...
    *- بعض الإشكاليات التي يطرحها كتاب المستفاد

    طرح المحقق في هذا الجزء من الدراسة أكثر من إشكالية تتعلق بكتاب المستفاد، منها على سبيل المثال اختلاف الباحثين القدامى والمحدثين حول مؤلف كتاب "المستفاد"، فمنهم من نسبه إلى محمد التميمي ومنهم من نسبه إلى محمد بن علي بن عبد الكريم الفندلاوي ....
    كما أن ضبط عنوان الكتاب، يطرح أكثر من صعوبة لدى المحققين، وذلك بسبب ضياع مقدمته، فباستثناء كلمة "المستفاد" التي يبتدئ بها العنوان، فإن الاختلاف قد طال بقية العنوان. بل إن من المؤلفين الأندلسيين من أغفل حتى كلمة "المستفاد" واكتفى بتسميته بـ "تاريخ فاس"...
    ورجح محقق كتاب المستفاد صيغة ابن عبد الملك المراكشي، وهي: "المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس وما يليها من البلاد"، نظرا لما عرف عنه من ضبط وتحر فيما يخص عناوين كتب مترجميه من جهة، ولأنه الوحيد الذي اهتم بإنتاج التميمي الثقافي وعدد مؤلفاته من جهة أخرى.
    *- التزام الواقعية في المنهج والأسلوب

    تفيد القطعة الوحيدة الموجودة في المكتبات أن أصل كتاب المستفاد عبارة على ثلاثة أجزاء، ولا يوجد -حسب المحقق- أي تحول أو تغير أو قطيعة في نهج المؤلف حينما ينتقل من الجزء الثاني إلى الجزء الثالث، فهو يسترسل في إيراد تراجمه دونما ضابط معين.
    ثم إن خاتمة الكتاب جاءت مقتضبة جدا لا تتعدى عبارة "تم الكتاب بحمد الله تعالى وعونه وصلى الله على سيدنا محمد وآله"، وهي عبارة تدل -دائما حسب المحقق- على أن الكتاب لم يصل إلى نهايته المنطقية. الأمر الذي يفسح المجال لطرح عدة احتمالات، كأن يفترض أن النسخة التي وصلتنا من "المستفاد" ليست النسخة النهائية كما كان يريدها التميمي.
    ويتميز كتاب المستفاد بخصائص منهجية لا تخرج في مجملها عن مختلف المؤلفات التي ألفت في أدب المناقب. ومن هذه المميزات:
    *- الإيجاز والاختصار

    التزم التميمي في كتابه أسلوب "الإيجاز" و"الاختصار"، فقد ختم مثلا ترجمة الشيخ ابن معلى قائلا: "وأخبار هذا الشيخ كثيرة ولولا ما شرطت من الإيجاز والاختصار لأوعبت القول منه"(2).
    وبعد كلامه عن أبي مدين يقول": "وشهرة الشيخ وكراماته معروفة، فلهذا لم أشبع القول في ذلك، ولشرطنا المقدم في الاختصار"(3)، ويختم ترجمة أبي العباس الخشاب بالقول: "وفيما ذكرنا كفاية لشرطنا أن لا نتجاوزه"(4).
    إلا أن التميمي -كما لاحظ ذلك محقق الكتاب- لم يلتزم وعده هذا. فقد أطلق العنان لقلمه في تراجم بعض الشيوخ، كما هو الحال بالنسبة لترجمة الشيخ أبي يعزى أو ترجمة الشيخ أبي الحسن علي بن حرزهم التي "أطال فيها".
    *- منهج المقارنة والتشبيه

    إن إحدى الخصائص الجوهرية في منهجية "المستفاد" تتمثل في كثرة استعمال التميمي لمنهج المقارنة والتشبيه؛ فالمقارنة تأتي في سياق تشبيه سلوك المترجم لهم ببعض الأحوال والمقامات التي شاهدها أو عاشها أو سمعها عن بعض المتصوفة، خاصة المشارقة منهم، أو احتفظت ذاكرته بها. فهو كثيرا ما ينبهنا على أن هذا السلوك أو ذاك لهذا المترجم به يذكره بما جاء من "أمثال العباد" أو أقوال "الحكماء" أو الحديث النبوي أو بالسلف وبالتابعين أو بسيرة المتصوفة، وربما يكون التميمي قد لجأ إلى أسلوب المقارنة لتأكيد البعد السني في هوية المترجمين.
    *- الاستشهاد بالقرآن والحديث والشعر

    إذا كان التميمي لم يكثر من الاستشهاد بالآيات القرآنية، فإن استشهاده بالحديث النبوي أو بمعانيه بادية للعيان، وغالبا ما يأتي استشهاده بالحديث في سياق التأكيد على سنية سلوك عباده في كل أشكاله ومواصفاته، وأن مواقفهم لا تزيغ عن النهج النبوي ولا تنحرف عنه.
    لذا نستطيع القول بأن التميمي - مثله مثل معاصريه من أمثال ابن الزيات والبادسي- قد نهج في مستفاده نهجا يتسم بالواقعية ويصطبغ بالصبغة العلمية؛ فهو لم يعتمد على الأدلة النظرية المجردة، ولم يلجأ إلى الاغتراف من النظريات الصوفية، وإنما استند على الأمثلة الحية والأفكار الواضحة والمعروضة بسهولة.
    وحتى عندما كان يتعلق الموضوع بالتدليل على سلوك والبرهنة على موقف، فإن التميمي لم يكن يتجاوز إطار هذا النهج الواقعي، كأن يذكر الآية التي تشهد له، أو بالحديث النبوي الذي يدعمه أو بأقوال العباد أو الصحابة أو بأعمالهم، أو يسوق المقطوعة الشعرية التي تجسد ذلك الموقف أو تعبر عنه؛ أي أنه دعم خطابه بدعائم مستمدة من القرآن والحديث والشعر والحكم والأمثال والآثار، نظرا لما تلعبه هذه المقومات من دور محوري في الخطاب الصوفي.(5)
    *- مادة كتاب "المستفاد" أصل لا مصدر له سوى التميمي

    قدم صاحب "المستفاد" مائتين وخمسة وسبعين خبرا عن الأولياء في القطعة التي بين أيدينا، وهي أخبار لا مصدر لها سوى المؤلف نفسه ورواته. فقد استقى التميمي أخبار الأولياء الذين ترجم لهم مما يزيد عن ستين من الرواة، منهم أفراد من عائلته وكثير من شيوخه.
    ومن خلال الوقوف على أنواع المصادر المعتمدة في جمع الأخبار ونقلها، يلاحظ أن التميمي قد استقى معلوماته من مصادر متنوعة يمكن تصنيفها في خانتين: المشاهدة المباشرة والرواية الشفوية:
    - فالمشاهدة والمعاينة المباشرة تمثل هذا المصدر أكثر من نصف الأخبار التي تضمنتها تراجم الكتاب، مما يعطيه بامتياز خاصية "الأصل الذي لا مصدر له" سوى شهادة مؤلفه. فقد اعتمد التميمي على صلته المباشرة في نقل أخبار المترجم لهم، وغالبا ما يورد أخبارهم مسبوقة بضمير المتكلم وبأشكال متعددة من نوع: "أخبرني" و"قال لي" و"رأيته" و"اجتمعت به"...إلخ.
    - أما الرواية الشفوية: فقد جمعت بين أربعة أنواع من الروايات وهي: الرواية ذات السند المباشر: وتكون مسبوقة بقوله: "أخبرني فلان، قال".
    والرواية ذات السند القريب: وهي التي استمد التميمي أخباره بشأنها من شيوخه الذين سمعوها من طبقة أخرى من الرواة، وتكون مسبوقة بقوله: "أخبرني فلان عن فلان قال"... والرواية ذات السند البعيد، وتكون مسبوقة بقوله: "أخبرني فلان عن فلان عن أشياخ البلد"، وهي قليلة، وربما يكون التميمي قد استعملها فيما يخص أخبار الشيوخ الذين لم يعاصرهم، لا هو ولا الجيل الثاني من مخبريه.
    ثم أخبار دون مصدر محدد، ونسبتها محدودة كذلك، ووردت بصيغة المبني للمجهول مثل قوله: "أُخبرتُ عنه" (التي وردت في ثلاثة مواضع فقط). أو ذُكِر عنه أنه"، أو يبدأها بصيغ من قبيل: "أخبرني بعض الإخوان" أو "أخبرني بذلك بعض من حضره وشاهده"...
    هكذا حاول التميمي إثبات صحة معلوماته بإسناد أخباره إلى أصحابها وتحديد ملابسات الرواية؛ كأن يشير مثلا إلى مكان تلقي الخبر وتاريخه، أو يذكر بعض الصفات الخاصة للمخبرين بما يثبت بعض مميزاتهم الدينية والعلمية كالنزاهة والموضوعية والتجرد، أو يصف المروي عنه بالفقه أو العلم، أو ببعض المميزات الأخلاقية كالصلاح والخير، وقد يذكر علاقته بالشيخ المترجم له وموقعه في الطائفة؛ كأن يقول:" كان من أصحاب الشيخ"، أو "من خواص أصحابه".
    وإذا كانت مادة كتاب "المستفاد" أصلا لا مصدر له سوى التميمي، فمن الطبيعي ألا نعثر فيه على ذكر للمصادر المدونة التي قد يكون اعتمدها مؤلفه، إلا أن التميمي –مع ذلك- قد اعتمد على بعض المصادر الكتابية بطريقة ضمنية دون الإفصاح عن عناوينها أو عن مؤلفيها، وذلك في سياق المقارنات التي أجراها بين الكرامات والمواقف الإنسانية والأحوال النفسية والروحية لأوليائه...
    أما المجالات الجغرافية التي استقى منها المؤلف أمثلته الخاصة بسيرة العباد والصلحاء فهي مرتبطة أساسا بفضاء تحرك عباده، مثل الأندلس وإفريقية والمشرق الإسلامي، مع غلبة واضحة للمشرق ورجالاته في عدد التشبيهات التي أوردها.
    *- محتوى الترجمات وبنيتها

    إن التراجم التي ترجم لها التميمي متباينة سواء بطولها أو بمحتواها، ففي بعض الأحيان قد يعطي للترجمة حقها بأسلوب مركز ودقيق، وأحيانا يقتضب المعلومات اقتضابا، وكأنه لا يستطيع إغفال صاحب الترجمة ولو على الأقل بالإشارة إلى خصلة واحدة من خصاله.

    والملاحظ أنه كلما كان للمؤلف معرفة مباشرة بالمترجم به إلا وكانت ترجمته أكثر حيوية ومطردة، بسرد أحواله وخصاله ولكراماته المختلفة ونبذ من كلامه (نموذج محمد المهدوي، أبي الحسن بن حرزهم وأبي يعزى)، كما يلاحظ أن التميمي لم يترجم لأية امرأة فيما وصلنا من "المستفاد".
    تتكون ترجمات "المستفاد" من ثلاثة عناصر أساسية وهي: اسم المترجم له ولقبه وأصله في بعض الأحيان، ثم صفاته ومزاياه، ثم أخباره وكراماته، وهي بذلك لا تستجيب إلا جزئيا لثوابت الترجمة المناقبية النموذجية كما أوضحتها البحوث الحديثة(6).
    ثم إن طريقة عرض التميمي للعباد والصالحين الذين أوردهم في مصنفه لا تخضع لضابط زمني أو مجالي محدد، كما أنه لا يشير دائما إلى هوية العباد والأولياء، لذلك كان من الصعب معرفة أصولهم الجغرافية أو الإثنية انطلاقا من معطيات ترجماتهم.
    فقد اقتصر التميمي في غالب الأحيان على ذكر اسم المترجم له وأوصافه دون الإفصاح على أصله الجغرافي أو انتسابه القبلي. ربما لأن هم المؤلف الأساس هو إبراز الجانب الروحي التعبدي للشيوخ المترجم لهم أكثر من محتدهم العائلي أو الجغرافي، وهو الجانب الذي اهتمت به كتب التراجم بامتياز.

    واستنادا إلى حرفية عنوان الكتاب نفسه نجد أن مدينة فاس تقع في مركز اهتمام التميمي، فأغلب المترجم لهم من سكانها أو من أحوازها، ثم الأندلسيون، ثم أفريقية والمغرب الأوسط.
    وأولى عناصر الترجمة عند التميمي تتمثل في مجموعة من النعوت التي تسبق اسم المترجم به. والنعت الأكثر استعمالا هو "الشيخ" أو "الشيخ الفقيه". في حين أورد ثلاثين ترجمة مجردة من أي نعت، وإن كان نعت "الشيخ" يرد في ثنايا الترجمة. وقد حلى التميمي بعض المترجمين ب"الشيخ الحاج" أو: "الشيخ الخطيب" ...
    والملاحظ أن التميمي لم يستعمل بتاتا نعت "الصوفي" بالنسبة للعباد في مدينة فاس. والمرة الوحيدة الذي استعمله فيها نجده متعلق بأحد متصوفة المشرق(7)، كما انه لم يستعمل بتاتا بعض الألقاب التي نجدها في مؤلفات مناقبية أخرى مثل "الولي" أو "العارف" أو "المحقق" أو "الإمام"أو "القدوة"...
    إن الأوصاف الدقيقة التي استعملها التميمي في تقديم شخصياته سمحت له بالتعبير بشكل عميق عن الخصائص الأكثر تعبيرا عن مترجميه الروحية وعن مميزاتهم وفضائلهم، أو المعارف التي وصلوا إليها ودرجاتها. وهذا الأمر ربما يدل على اهتمامات المؤلف السنية وإلحاحه على أن المترجم لهم هم بخصال السلف الصالح يقتدون.(ثامنا)
    أما الكرامات فقد وردت في بعض التراجم، ولم ترد في أكثر من نصف عدد المترجم لهم. فقد نص التميمي صراحة في أربع وعشرين ترجمة على أن أصحابها ظهرت لهم "كرامات" أو كانت لهم "مكاشفات" أو "براهين" ...
    *- فإلى أي نمط ينتمي كتاب المستفاد؟

    إن المعلومات التي يقدمها التميمي تسمح عموما برسم الصورة الروحية للشخص المترجم له، وفي بعض الأحيان تسمح بتتبع مسار حياته الروحية والصوفية، إلا أن التميمي لم يقتصر على ذكر "العباد" كما ورد في عنوان كتابه، وإنما ترجم فيه كذلك لمن اتسم بالخير والفضل سواء كان من المنقطعين إلى العبادة والخلوة، أو من العلماء المدرسين، أو من الفقهاء أو القضاة...
    وعلى الرغم من هذا التنوع البين في أصول المترجمين، فإن قاسمهم المشترك هو علاقتهم بمدينة فاس أو نواحيها؛ ولادة أو نشأة أو دراسة أو عبورا أو مدفنا..
    وإن كان بعض المؤلفين القدامى قد صنفوا كتاب التميمي ضمن المؤلفات التاريخية، فمن المؤكد أنه ينتمي إلى صنف "الترجمة الإخبارية العامة" التي تقصد إلى "رصد ما يتعلق بالشخصيات التي لها وجود بارز في بيئتها، إما علما أو أدبا، وإما سياسة ووجاهة، وإما صلاحا وبركة".(9)
    *- "المستفاد" وثيقة اجتماعية تعكس زوايا المجتمع الفاسي

    يعتبر كتاب المستفاد" وثيقة اجتماعية على درجة عالية من الأهمية تعكس زوايا المجتمع الفاسي (أو المغربي)، وتلقي الأضواء على ملامح قلما نعثر على مثيلها في المصادر الأخرى. ويبدو أن الدور الديني لرجال التصوف والأولياء كان من أهم الأدوار التي لعبوها داخل مجتمعاتهم، فأغلب الكرامات التي يوردها التميمي – وغيره من مؤلفي كتب المناقب- تؤكد حرصهم الشديد على القيام بالفرائض الدينية، وعدم التساهل في تطبيقها وإعطائها مدلولها الصحيح...
    وتبقى الصورة التي يقدمها لنا التميمي في مستفاده حول عالم أولياء فاس ومتصوفتها لا تختلف كثيرا عن الصورة التكرارية والنمطية التي كونت نسيج الحركة الصوفية بالمغرب في العصر الوسيط، والتي نجد صداها في مختلف كتب المناقب المغربية والأندلسية الأخرى.
    فباستثناء بعض الخصوصيات المتعلقة بمستوى تكوينهم الثقافي ووضعهم الاجتماعي، فهناك نقط تلاق عديدة بين مكونات عالم أولياء التميمي وعالم غيره من مؤلفي المناقب، سواء تعلق الأمر بالمنشأ الاجتماعي للمتصوفة وبمسلكهم الشخصي والحياتي، أو بدورهم داخل المجتمع.
    إن مؤلف المستفاد قد عاصر نشأة الخلافة الموحدية حسبما يدل على ذلك مصاحبته للولي أبي يعزى بمراكش على عهد المؤمن بن علي. لذلك يمكن القول إن الفترة التي عاصرها التميمي هي فترة يطبعها استقرار سياسي وازدهار حضاري أشادت به جل الكتابات القديمة والحديثة على حد سواء.
    خاتمة

    إن كتاب "المستفاد" باعتباره أقدم نص مناقبي مغربي وصلنا يدشن لمرحلة انطلاقة التأليف في مناقب الأولياء التي ستعرف طريقها بعده بقليل، والتي جاء بعضها كخطاب مضاد لخطابه كما نلمس ذلك عند التادلي بصفة خاصة.
    إن الظرفية التي تحكمت بإنتاج "المستفاد" جعلته لا يفصح مباشرة عن استفحال ظاهرة التصوف الإصلاحي ذي النزعة الاعتراضية سياسيا.
    ففي تغييبه للصراع بين السلطة الموحدية والمتصوفة لصالح إبراز المواجهة بين هؤلاء والفقهاء، وإعطائه الأولوية للبعد الديني الأخلاقي في ممارسات الأولياء ما يدل على نجاح سياسة الاحتواء التي سنتها السلطات الموحدية تجاه المتصوفة ورموزها.
    من جهة أخرى، نجد أن معارضة نصوص "المستفاد" وكرامات الأولياء بشهادات غيره، وخاصة شهادة التادلي، تبرز ميل التميمي إلى إخفاء أوجه المعارضة المحتملة والمواجهة بين المتصوفة والسلطة.
    وإذا كان إغفال التادلي لذكر كتاب "المستفاد" "قد يفهم في ضوء ما وصف به صاحبه من قلة الضبط"(10)، فإنه يفهم كذلك وبطريقة أوضح في ضوء موقف الرجلين من الجهاز الموحدي، والذي يبدو انه كان على طرفي نقيض؛ إذ بدا لنا التميمي غير معارض إن لم نقل إنه بدا مساندا للسلطة الموحدية.
    الهوامش:

    (أولا)
    - ابن الأبار، التكملة لكتاب الصلة، ج1/ص 374-375. ابن عبد الملك المراكشي، الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر 8، تحقيق د. محمد بنشريفة، الرباط، ص 352.

    (ثانيا)
    - المستفاد ترجمة 18

    (ثالثا)
    - المصدر نفسه، ترجمة 3

    (رابعا)
    - المصدر نفسه، ترجمة 6

    (خامسا)
    - انظر كلام المحقق

    (سادسا)
    - انظر كلام محقق الكتاب

    (سابعا)
    - ترجمة 62

    (ثامنا)
    - انظر كلام المحقق

    (تاسعا)
    - انظر كلام المحقق

    (عاشرا)
    - التشوف، 18 من مقدمة التحقيق
    حياكم الله



    د. أبو شامة المغربي

    رد مع اقتباس  
     

  5. #41 رد : مدينـــــة فــــاس عاصمــــة للثقافــــة الإسلاميــــة سنـــة 2007 م ... 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية مروان قدري عثمان مكانسي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    405
    مقالات المدونة
    6
    معدل تقييم المستوى
    19
    عزيزي الدكتور أبو شامة / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
    أليس عجيباً أن تنتقل عاصمة الثقافة الإسلامية من مدينة حلب ( مسقط رأسي ) إلى المغرب العربي ( أرض أجدادي ) ؟
    جاء في كتاب : إعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء للعلامة المؤرخ : الشيخ راغب الطباخ يرحمه الله : إن جدي الخامس محمد آغا سويدان قدم من مدينة ( مكناس ) وعمره ستون سنة وعمل مع الأتراك رئيساً للدرك في مدينة حلب حتى بلغ من العمر 109 سنوات انتشر العدل والرخاء على يديه ، حتى أصبح أهل حلب يتغنون بزمانه ، ويقولون بعد موته رحم الله الآغا المكناسي فقد كان كذا وكذا .. ومع مرور الزمن ، حرفت كلمة المكناسي إلى مكانسي ..
    رد مع اقتباس  
     

  6. #42 رد : مدينـــــة فــــاس عاصمــــة للثقافــــة الإسلاميــــة سنـــة 2007 م ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    مدينة فاس العتيقة
    في لائحة التراث العالمي الثقافي والطبيعي
    أقر المؤتمر العام لليونسكو في دورته السابعة عشرة بباريس في 16 نوفمبر 1972 الإتفاقية المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي. تسعى هذه الإتفاقية إلى المحافظة للأجيال القادمة على الشهادات الطبيعية والثقافية، التي لها قيمة عالمية واستثنائية.

    صادق المغرب على هذه الإتفاقية في 28 أكتوبر 1975، وانتخب عضوا في لجنة التراث العالمي سنة 1995 وعضوا بمكتب التراث العالمي سنة 1996، وله ثمانية ممتلكات مسجلة في لائحة التراث العالمي، وهي:
    المدينة العتيقة لفاس مسجلة سنة 1981

    شيدت مدينة فاس في القرن التاسع الميلادي، ولقد عرفت ازدهارا كبيرا خلال القرن 14، تحت حكم السلطة المرينية، ثم خلال القرن 17، إلا أنه عندما جعلت فرنسا من مدينة الرباط عاصمة للمغرب سنة 1912 تقلصت أهميتها السياسية لكنها حافظت على دورها الديني والثقافي والذي يبرز جليا في مسجد القرويين والمسجد الأندلسيين المتواجدين في قلب مدينة العتيقة.
    المدينة العتيقة لمراكش مسجلة سنة 1985
    بنيت مدينة مراكش سنة 1071-1072 وكانت عاصمة للدولة المرابطية ثم للدولة الموحدية.
    تضم المدينة العتيقة عددا هائلا من المآثر التاريخية: الأسوار وأبوابها، جامع الكتبية ومنارته التي تبلغ 77 متر من العلو، قبور السعديين وكذا المنازل التقليدية القديمة.قصر آيت بن حدو مسجل سنة 1987

    "القصر" هو عبارة عن تجمع بنايات تقليدية شيدت من الطين وأحيطت بالأسوار، ويعتبر قصر آيت بن حدو، بهندسته المتميزة ، نموذجا للسكن التقليدي بالجنوب المغربي.
    المدينة التاريخية لمكناس مسجلة سنة 1996

    شيدت في القرن الحادي عشر من طرف المرابطين لتكون مؤسسة عسكرية، بعد ذلك أصبحت عاصمة للبلاد في عهد المولى إسماعيل (1672-1727) مؤسس الدولة العلوية، وقد جعل منها مدينة متميزة ذات طابع إسباني- موريسكي محاطة بأسوار عالية تتخللها أبواب عظيمة تمثل مزيجا متناسقا يجمع بين مميزات العمارة الإسلامية والعمارة الأوربية في المغرب العربي خلال القرن السابع عشر.
    الموقع الأثري لوليلي مسجل سنة 1997

    كانت وليلي تعد من المدن الرئيسية لموريطانيا الطنجية، بنيت في القرن الثالث قبل الميلاد، ثم أصبحت مركزا هاما في عهد الإمبراطورية الرومانية حيث أقيمت بها عدة مآثر متميزة لازالت شامخة في أحضان منطقة خصبة.
    بعد ذلك أصبحت وليلي، ولمدة قصيرة، عاصمة لإدريس الأول مؤسس الدولة الإدريسية، وبعد وفاته دفن في مكان قريب منها.المدينة العتيقة لتطوان (تيطاوين قديما) مسجلة سنة 1997، وقد عرفت مدينة تطوان أهمية كبرى خلال الفترة الإسلامية، حيث كانت تمثل ابتداء من القرن الثامن عشر منعطفا رئيسيا بين المغرب والأندلس، وبعد الإحتلال، أعيد بناؤها من طرف المغاربة، الذين طردوا من الأندلس، وهذا ما جعل التأثيرات الأندلسية بارزة جليا في الهندسة المعمارية والفنون بصفة عامة. وتعتبر المدينة العتيقة لتطوان من أصغر المدن العتيقة المغربية وأكملها إذ انفردت ببعدها عن التأتيراث الخارجية.

    المدينة العتيقة للصويرة (موكادور قديما) مسجلة سنة 2001
    تعتبر نموذجا فريدا لمدن القرن السابع عشر المحصنة . شيدت شمال إفريقيا وفقا للأسس الهندسية العسكرية الأوروبية لذلك العصر . اعتبرت مند تأسيسها ميناء تجاريا دوليا يربط المغرب والصحراء بأوربا وباقي العالم.
    الفضاء الثقافي لساحة جامع الفناء مسجل سنة2001، إذ يرجع تاريخ ساحة الفناء إلى عهد تأسيس مدينة مراكش سنة ( 1070-1071)، ومنذ ذلك التاريخ وهي تعد رمزا للمدينة، يفتخر بحيويتها وجاذبيتها كل من مر منها من المسافرين.
    تعد ساحة الفناء القلب النابض لمراكش، حيث توجدت وسط المدينة، ويحج إليها السكان والزوار، ويستعملونها مكانا للقاءات، ويتواجد بها رواة الحكايات وغيرهم.
    حياكم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com


    رد مع اقتباس  
     

  7. #43 رد : مدينـــــة فــــاس عاصمــــة للثقافــــة الإسلاميــــة سنـــة 2007 م ... 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    عزيزي الدكتور
    أبو شامة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
    أليس عجيباً أن تنتقل عاصمة الثقافة الإسلامية من مدينة حلب (مسقط رأسي) إلى المغرب العربي (أرض أجدادي)؟
    جاء في كتاب: إعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء للعلامة المؤرخ: الشيخ راغب الطباخ يرحمه الله: إن جدي الخامس محمد آغا سويدان قدم من مدينة (مكناس) وعمره ستون سنة، وعمل مع الأتراك رئيساً للدرك في مدينة حلب حتى بلغ من العمر 109 سنوات، انتشر العدل والرخاء على يديه، حتى أصبح أهل حلب يتغنون بزمانه، ويقولون بعد موته رحم الله الآغا المكناسي فقد كان كذا وكذا.. ومع مرور الزمن، حرفت كلمة المكناسي إلى مكانسي..
    مــــــــــــــــــــــــــــروان
    ***
    رد جدير بالتقدير
    من حلب إلى فاس
    يا سبحان الله
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو شامة المغربي ; 20/12/2006 الساعة 07:10 AM
    رد مع اقتباس  
     

  8. #44 رد : مدينـــــة فــــاس عاصمــــة للثقافــــة الإسلاميــــة سنـــة 2007 م ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    سلام الله عليك أخي الكريم
    مروان
    ورحمته جل وعلا وبركاته
    وبعد...
    لقد ذكرتني حروفك، الباعثة على جميل التأمل وحسن التدبر، بكلمات النشيد التالي:
    بلاد العرب
    بلادُ العُربِ أوطاني*
    منَ الشّـامِ لبغدانِ
    ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ*
    إلى مِصـرَ فتطوانِ
    فـلا حـدٌّ يباعدُنا*
    ولا ديـنٌ يفـرّقنا
    لسان الضَّادِ يجمعُنا*
    بغـسَّانٍ وعـدنانِ
    بلادُ العُربِ أوطاني*
    من الشّـامِ لبغدانِ
    ومن نجدٍ إلى يمـنٍ*
    إلى مصـرَ فتطوانِ
    لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ*
    سنُحييها وإنْ دُثرَتْ
    ولو في وجهنا وقفتْ*
    دهاةُ الإنسِ والجانِ
    بلادُ العُربِ أوطاني*
    من الشّـامِ لبغدانِ
    ومن نَجدٍ إلى يَمَـنٍ*
    إلى مصـرَ فتطوانِ
    فهبوا يا بني قومي*
    إلى العـلياءِ بالعلمِ
    وغنوا يا بني أمّي*
    بلادُ العُربِ أوطاني
    بلادُ العُربِ أوطاني*
    منَ الشّـام لبغدانِ
    ومن نجدٍ إلى يمـنٍ*
    إلى مِصـرَ فتطوانِ
    فخري البارودي

    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  9. #45 رد : مدينـــــة فــــاس عاصمــــة للثقافــــة الإسلاميــــة سنـــة 2007 م ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36
    مدينة فاس على الرابط التالي:
    حياكــــــــــــــــــــــــــم الله

    د. أبو شامة المغربي


    رد مع اقتباس  
     

  10. #46 رد: مدينـــــة فــــاس عاصمــــة للثقافــــة الإسلاميــــة سنـــة 2007 م ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36


    إسهامات جامعة القرويين في بناء الحضارة الإنسانية
    لقد كان بفاس في سائر عهودها ومراحل تاريخها كثير من العلماء والمحدثين والفقهاء والأدباء والشعراء والأطباء ورجال الفكر وغيرهم من نبهاء العلوم والفنون، منهم من ولد ونشأ فيها، ومنهم من ورد عليها من مختلف المدن والبلدان وأخذ عن أعلامها وأخذوا عنه فاندمج معهم وأثر فيهم وتأثر بهم، مما سمح بتلاقح ثقافي وحضاري امتزجت فيه معارف مختلفة وثقافات متنوعة، إلا أن كل هؤلاء العلماء من مواطني البلدة أو الوافدين عليها كان لهم اتصال وتأثر بالقرويين، مما سمح للكثير منهم ممن ارتحلوا إلى بلدان خارج المغرب بنشر علم القرويين وإنفاقه عن طريق تولي مناصب التدريس أو الإفتاء أو الخطابة أو القضاء بالمدن الأندلسية التي يعودون إليها أو بمختلف الحواضر العلمية التي يحطون بها الرحال وهم في طريقهم إلى الشام أو الحجاز حيث كان العالم المغربي المحاضر يملي درسه بالقرويين وعندما يكون في طريقه إلى الشرق يملي محاضراته في بجاية والقيروان وتونس وطرابلس والأزهر والقدس ودمشق وبغداد وفي الحرمين الشريفين.
    وبذلك كان للقرويين دور كبير وإسهام فاعل في إثراء مختلف العلوم والفنون المتبادلة بين المشارقة والأندلسيين من جهة والمغاربة من جهة أخرى، ولعل أكبر دليل على أن علم مدينة فاس ممثلا فيما يبث في جنبات القرويين والمدارس المحيطة به كان ينشره العلماء في مختلف الآفاق والأصقاع أن سلاطين بني مرين كانوا يصطحبون في أسفارهم خارج المغرب جملة وافرة من كبار علماء القرويين يجالسون نظراءهم المشارقة ويناظرونهم، فالسلطان أبو الحسن المريني عند رجوعه بعد عيد الفطر عام 750هـ من تونس في أساطيله المتعددة كان معه فيها نحو أربعمائة عالم هلك معظمهم في كارثة الأسطول الذي غرق في البحر الأبيض المتوسط على مقربة من بجاية، وكان من هؤلاء العالم السفير أبو عبد الله السطي وأبو العباس الزواوي.
    وكان لكثير من العلماء الرحالة الذين درسوا ودرَّسوا بالقرويين أمثال ابن العربي(ت543هـ) وابن رشيد السبتي (ت 721هـ) وابن الحاج الفاسي (ت737هـ) وابن ميمون الغماري( ت 917هـ) وغيرهم أثر في نقل علوم ومناهج علماء القرويين إلى المشرق مما أسهم في إثراء واغتناء الثقافة والحضارة الإسلاميتين بإنتاج المغاربة الذي طبعته القرويين بطابعها الخاص والمتميز.
    فالعلامة أحمد زروق الفاسي (ت 899هـ) رحل مرات عديدة إلى المشرق وكان يقيم من حين لآخر في مختلف الحواضر العربية مدرسا ومفتيا وخطيبا إلى أن وافته المنية بمدينة مصراته الليبية.
    أما الشريف الإدريسي (ت560هـ) الذي يعتبر من أشهر الجغرافيين العالميين فقد قضى بفاس ردحا من الزمن مفيدا ومستفيدا ثم رحل إلى بقاع عديدة من العالم، ونقل عن الطبيب المشهور ابن زهر (ت 596هـ) المعروف باسم Avenzoar بأنه ظل متنقلا بين الأندلس وفاس ومراكش.
    وحتى عندما أصبحت مراكش عاصمة المغرب السياسية في بعض العهود كانت فاس بفضل القرويين ومعاهدها الشهيرة عاصمة الغرب الإسلامي فكريا وعلميا وأدبيا، حيث انبثق منها الإشعاع لينير الحضارة الغربية وأضاء جوانب أوروبا التي كانت منغمسة في عصور الظلام.
    وإذا كانت العلوم المدروسة بالقرويين تشمل الدراسات الدينية الخالصة ( العقيدة-علوم القرآن والتفسير والحديث والفقه والأصول والسيرة النبوية وغيرها) والدراسات الإنسانية (اللغات وآدابها وعلوم التاريخ والاجتماع والشعر والتربية والفلسفة والفنون على تباين صورها) ودراسات العلوم البحثة من حساب ورياضيات وعلم الفلك وغيرها وكذا دراسات العلوم التطبيقية من طب وهندسة وغيرهما، فإنه يمكن القول بأن جامعة القرويين قد تم برحابها دراسة أبرز العلوم والمعارف السائدة في ذلك العصر.
    هذا في الوقت الذي كانت فيه مراكز العلم والعرفان بأوروبا لم تظهر بعد، وكانت بعض معاهد العلم والترجمة بإسبانيا تضطلع بنقل تراث علماء القرويين خاصة في حقول المنطق والطب والفلك إلى اللاتينية وغيرها من اللغات الأوروبية.
    لقد كان علماء جامعة القرويين في عهودها السالفة مستوعبين للثقافات السائدة وواعين بطبيعة التغير الاجتماعي والثقافي الذي يحدث في الشرق والغرب على السواء.
    فقد ظل-على سبيل المثال- اسم الرحالة أبي سالم العياشي(1090هـ) معروفا في المشرق بما سجله من انطباعات وما حققه من لقاءات، كما حرص أبو العباس المكودي (ت1170هـ) على ربط صلات قوية بين علماء القرويين وعلماء الزيتونة. وهو ما جعلهم يتفاعلون مع ذلك مسترشدين بخصائص الثقافة المغربية وأمكنهم بذلك الوعي بأهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به جامعة القرويين في بناء فلسفة اجتماعية وثقافية صالحة تسهم في بناء الحضارة الإنسانية.
    لقد انفتحت الجامعة في القرنين الماضيين على بعض التجارب الإنسانية النافعة، ولو كانت قادمة من الغرب المسيحي، واستفادت منها وتفاعلت معها مع الاحتفاظ منها بما لا يتعارض مع القيم الدينية والخصوصيات الثقافية ولا يمس الشخصية الإسلامية العربية.
    غير أن القرويين أبت أن يبلغ بها الانفتاح على الثقافات الإنسانية حد الذوبان أو أن يقعد بها الانغلاق مقعد التقوقع بل إنها التحمت بالحضارة الإسلامية التي كانت لها نظرتها الخاصة إلى الكون والحياة ومنظومتها القيمية الشاملة وخصوصياتها الثقافية المتميزة التي أسهمت بها في بناء الحضارة الإنسانية وهو ما شهد به الباحثون والمفكرون الغربيون الذين تحدثوا عن فاس وجامعتها.
    لقد تبلورت في مدينة فاس من خلال جامعة القرويين معالم الحضارة العربية والإسلامية التي تفتقت بالمغرب فتلألأت أشعتها في أوروبا، واحتفظت بذلك الإشعاع لمدة قرون عديدة، فقد كان بها في أواخر القرن الرابع الهجري مدرسة صغيرة للطب، وأحيلت المدرسة المرينية بدار المخزن في فاس الجديد حوالي عام 1844م إلى مدرسة للمهندسين عمل السلطان محمد الرابع فيما بعد على أن يبعث طائفة من خريجيها إلى الخارج لتلقي العلوم الرياضية ليكونوا سندا حيا للعلوم في جامعة القرويين وذلك سعيا إلى تلقيح العلوم الرياضية التي توارثتها القرويين جيلا بعد جيل بما يبعث فيها الجدة والنشاط ومسايرة التطورات الحديثة.
    وذكر رينو Renau أن مدينة فاس تعتبر مهد الحضارة الإنسانية التي جلبت العلماء والطلبة من العالم أجمع وهي بالنسبة للإسلام مثل أثينا بالنسبة لأوروبا حيث كانت تدرس جميع العلوم والفنون والآداب.
    وتحدث روم لاندو عن القرويين فقال:" لقد كان العلماء في القرويين منذ حوالي ألف سنة يعكفون على المباحثات الدينية والمناظرات الفلسفية التي قد تتجاوز دقتها إدراك فكرنا الغربي، وكان المثقفون يدرسون التاريخ والعلوم والطب والرياضيات ويشرحون أرسطو وغيره من مفكري الإغريق".
    ولعل من أبرز الشواهد التي تؤكد وتبرز دور القرويين في بناء الحضارة الإنسانية ما ذكره بعض الباحثين الغربيين من أنها كانت مقصدا لأحد العلماء الأوروبيين وهو جير بيرGerbert الذي تقلد منصب البابوية فيما بعد وأصبح يعرف بالبابا سلفستر، ويذكر أنه أول من أدخل إلى أوروبا الأعداد العربية وطريقة الأعداد المألوفة في أوروبا بعد أن أتقنها جيدا في القرويين.
    أما الأوروبيون الذين وردوا على القرويين لتعلم اللغة العربية فهم كثيرون ذكر منهم الدكتور عبد الهادي التازي القسيس نيكولا كلينار المدرس بجامعة لوفان Louvain ببلجيكا حيث كان بفاس عام (947هـ-1540م) وكذا الهولندي جولييس Golius الذي حمل معه من فاس نسخة من كتاب ابن بكلارش في الطب المؤلَّف في النصف الأول من القرن الخامس.
    لقد كان من علماء القرويين من وقع عليهم الاختيار ليكونوا سفراء دبلوماسيين إلى بعض المدن في جنوب أوروبا مثل غرناطة وبولونيا ، فكانت تلك السفارات فرصة لنقل بعض العلوم والمعارف إليها والتعريف بتقاليد الإسلام والمسلمين، وينقل التاريخ أيضا إسهام ابن الوزان المعروف بليون الإفريقي صاحب كتاب (وصف إفريقيا) في تعريف الأوروبيين بفاس وجامعتها وعلومها وبذلك تكون القرويين قد ساعدت على تنمية البحث العلمي في أوروبا وأسهمت في إرساء بذور الحضارة الأوروبية عن طريق علمائها أمثال ابن البنا المراكشي العددي (ت723هـ) الذي ظل كتابه "تلخيص أعمال الحساب" أحد المصادر المعتمدة في أوروبا وتمت ترجمته عام 1864م، وابن أجروم النحوي (ت723هـ) الذي طبعت مقدمته الأجرومية في أوروبا مرات عديدة وترجمت إلى مختلف اللغات وكثر الحديث عنها حتى قيل إن كلمة GRAMMAIRE مشتقة من آجروم، أما في الطب والفلسفة فأمثال ابن طفيل (ت581هـ) وابن زهرAvenzoar596هـ) وابن باجة Avampace 533هـ) وابن رشد Averroes 595هـ) قد أسهمت كتبهم ونظرياتهم العلمية والفلسفية بقوة في الدفع بالحركة العلمية بأوروبا إلى الأمام والنهوض بأسس الحضارة الإنسانية.
    المصدر

    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  11. #47 رد: مدينـــــة فــــاس عاصمــــة للثقافــــة الإسلاميــــة سنـــة 2007 م ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    مدينة فاس






    د. أبو شامة المغربي
    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

  12. #48 رد: مدينـــــة فــــاس عاصمــــة للثقافــــة الإسلاميــــة سنـــة 2007 م ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36



    مدينة فاس






    د. أبو شامة المغربي
    kalimates@maktoob.com

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. غيض من فيض تراث الأمة الإسلاميــــة ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06/05/2008, 10:31 PM
  2. المكتبـــــة للكتب الإسلاميــــة والعربيــــة ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16/07/2007, 11:06 AM
  3. 2007..بقلم محمد اللغافي
    بواسطة محمد اللغافي في المنتدى الشعر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13/02/2007, 06:54 PM
  4. إصـــدارات مركــــز الملك فيصــل للبحـــوث والدراسات الإسلاميــــة ...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19/01/2007, 05:45 PM
  5. الآداب الإسلاميــــة.. الأدب مع اللــــه عــــز وجـــــل...
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى إسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25/11/2006, 06:54 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •