الم يحدث ذات يوم أن التقيت بإنسان يدل ظاهر الأمور ومنطق الأحداث انك تلتقيه لأول مرة فى حياتك
ولكنك تفاجأ مع أول كلمة بينكما أن بداخلك إحساس غريب انك تكمل معه حوار بدأ من قبل
ولا تعرف متى ولا أين بدأ ذلك الحوار ولكنك تفاجأ بنفسك تكمله معه
والغريب انه أيضا يكمل معك ذلك الحوار
وبصورة طبيعية جدا تختفى كل القيود من بينكما وتختفى كل المجاملات الرسمية التى من المفترض أن تحكم طريقة وأسلوب أول حوار يدور بين اثنين يلتقيان لأول مرة فى حياتهما
وتجد نفسك تناديه باسمه مجردا وهو يرد بصورة طبيعية جدا مناديا إياك باسمك مجردا وتجده يستقبلك كصديق قديم جدا عائد من سفر طويل
وتجد نفسك تستقبله بكل الشوق والحنين
ومع كل كلمة جديدة يزداد يقينك من قدم علاقتكما وأزليتها وتجد نفسك تفتح له قلبك وتحدثه فى أشياء كثيرة جدا لم تسمح لكثيرين ممن يحيطون بجسدك أن يعرفوا عنها شيء بل تجد نفسك تحدثه عن مشاعرك الخاصة جدا حتى انك تشركه معك فى أحزانك وتشعر به أيضا وكأنه يريدك أن تشاركه مشاعره التى يخفيها حتى عن نفسه
وتشعر باقتراب روحيكما بصورة تخيف عقلك الجسدي وتجعله يطرح ألف سؤال وسؤال عن متى التقيتما حقا لأول مرة ؟؟وعن ما هى علاقتك الحقيقية بهذا الإنسان ؟؟ومتى بدأت ؟؟وأين ؟؟
فلا يمكن أن يكون كل ما تشعران به وليد تلك اللحظات التى تلتقيان فيها لأول مرة فى حياتكما
وخاصة أن ذلك العقل لا يحمل اى ذكريات عن ذلك اللقاء القديم جدا والذى من الواضح انه أقدم من وجود ذلك العقل نفسه وانه خارج إدراكه
من المؤكد أن هناك عالم آخر تلاقت فيه الأرواح وتعارفت
ولكن
عندما حلت بالأجساد البشرية تفرقت
وقد يحدث ذات يوم أن يلتقى جسدان غريبان ولكن الأرواح تتعارف ( رغم كل ما وضعته الحياة من فوارق اجتماعية وزمنية بينهما )وتكمل ذلك الحوار الازلى القديم الذى بدا بينها والذى لا تدرك عقول تلك الأجساد شيئا عنه وتشعر الأرواح بمتعه ذلك اللقاء وروعته
ثم تعود الأجساد لتبتعد ولكن الأرواح تظل معلقة ببعضها وتظل تحلم بمتعه ذلك اللقاء ثانية
اعتقد أن هذا هو ما حدث ذات يوم
جمال النجار
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماح
