بيان حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق
30/11/2006م

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب البعث العربي الاشتراكي
قيادة قطر العراق

مكتب الثقافة والاعلام القطري
امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة



وحدة حرية اشتراكية



شبكة البصرة
ليكن شعارنا الاعظم هو العروبة اولا

حينما اكد حزبنا على ان لايران شراكة ستراتيجية، سواء بالتلاقي او بالتطابق مع امريكا واسرائيل هدفها تقاسم الوطن العربي بعد تقسيمه، اعترض البعض مدافعا عن ايران بالقول (نها تحتضن ثورة اسلامية مناهضة لاسرائيل وان علينا ان نعطيها فرصة اثبات ذلك)! واعطيت ايران خميني وخامنئي الفرص الكاملة فماذا ظهر في الواقع ؟ لقد اكد الواقع العراقي بشكل خاص واحداث الوطن العربي بشكل عام ان ايران تعمل وفقا لمصلحتها القومية وليس طبقا لمفاهيم الاسلام وان هذه المصلحة القومية هي التي تقرر مسارات سياساتها سواء تعارضت مع ما تدعيه من انتماءها للاسلام او اتفقت. والان، ونحن في العام الرابع من غزو العراق والذي ما كان ممكنا ان ينجح لولا الدعم الايراني الشامل كما اعترف خاتمي، لا تتجسد المشاركة الامريكية الايرانية في تدمير العراق افضل مما تتجسد في الاعلان عن الاهداف الحقيقية لكلا الدولتين والتسابق في تخفيف حمى الحرب الاعلامية الفارغة بينهما للتفرغ لمواجهة الثورة العراقية المسلحة. لقد اكملت ايران، وبصراحة مذهلة، نأمل ان تكون صفعة توقظ بعض الساسة والمثقفين العرب الذين كانوا وما زالوا يدافعون عن سياسة ايران العامة، رسم الصورة الحقيقية لدورها في العراق، حينما قال محمود احمدي نجاد، رئيس ايران، (أن إيران مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا في العراق؛ ولكن في حالة ما إذا تعهدت الدولتان بتغيير موقفيهما، وسحب قواتهما.( وقال نجاد موضحا الهوية الحقيقية للتوسعية الايرانية : (الأمة الإيرانية مستعدة لانتشالكم من ذلك المستنقع (في العراق) بشرط واحد: عليكم أن تتعهدوا بتصحيح نهجكم.( ورغم وضوح ما قاله نجاد فان عرب طهران يحتاجون لوضع النقاط على الحروف، ففي هذا التصريح يؤكد نجاد بما لايقبل الشك ما يلي :

1 - ان لايران اتباعا في العراق يلعبون دورا رئيسيا في احداث العراق.

2 – ان هؤلاء الاتباع خاضعون مباشرة للحكومة الايرانية وينفذون ما تامرهم به ويخدمون ايران وليس العراق.

3 – ان نجاد يتحدث باسم (الامة الايرانية)، وليس باسم (الامة الاسلامية)، بكل ما ينطوي عليه ذلك من تاكيد قاطع لحقيقة ان السياسة الايرانية مبنية على تحقيق المصالح القومية الايرانية وليس مصالح الاسلام والمسلمين.

4 – يؤكد نجاد ان ايران مستعدة لانتشال امريكا وبريطانيا من (المستنقع العراقي)! ولا يمكن فهم اي ترجمة لهذا القول سوى انه يعني ان ايران تريد التعاون الاوسع (لانها تتعاون منذ الغزو مع امريكا) لاخراج امريكا من مأزقها القاتل في العراق، مع ما يعنيه ذلك من حرمان الشعب العراقي من حق التحرير بشروطه هو ولمصلحة شعبه , ليس لخدمة مصالح ايران.

5 – وهذه الخدمة الايرانية لامريكا مشروطة بوضوح كامل بتصحيح نهج امريكا تجاه ايران دون ادنى شك كما قال نجاد، لان نهج امريكا تجاه العراق قام على اتفاق ايراني امريكي على غزو وتدمير العراق واستعماره.

6 – في هذا التصريح اعتراف حاسم وقاطع بان ايران تتدخل في شؤون العراق بشكل رسمي وهو السبب الاساس في اندلاع الحرب بين البلدين في عام 1980.

ان الاطار العام لهذ الموقف الايراني لا يتضح الا اذا تذكرنا ان ايران، التي كانت الشريك الاهم لامريكا في تسهيل غزوها للعراق وتدميره لقاء ثمن، تريد الان ان تنقذ امريكا من المستنقع العراقي لقاء ثمن اخر! ولا يتجلى موقف مساعدة ايران لامريكا في غزو العراق، على المستوى الرسمي، في حالة اكثر مما تجلى في تصريحات متكررة وردت على لسان كل من محمد خاتمي رئيس ايران ونائبه محمد علي ابطحي ورفسنجاني الذين قالوا علنا (لولا الدعم الايراني لما تمكنت امريكا من غزو العراق وافغانستان). بعد ان تم تدمير جيش العراق وحله رسميا وتخريب كل مظاهر القوة المادية في العراق، وبعد ان زرعت ايران وامريكا بذور فتنة طائفية وعززت تبعية فرق الموت لهما بتوريطها بجرائم ابادة للعراقيين، وبعد ان شنت هي وامريكا حملات دموية على مدن العراق ودفعت مليارات الدولارات لتصفية المقاومة الوطنية العراقية، بعد هذا كله تعتقد ايران، كما يوحي صراحة كلام نجاد، ان الوضع في العراق يسمح بتدخلها العسكري المباشر في العراق في لحظة التحرير الحاسمة وعند انسحاب قوات الاحتلال لمنع استيلاء المقاومة على السلطة ولحماية عصاباتها من حساب شعب العراق وتمكينها من اكمال جريمة تدمير العراق ومحو هويته العربية، في اطار صفقة امريكية – ايرانية تقوم على ضم جنوبه لايران عمليا حتى لو بقي نظريا مستقلا، وترك بقية العراق لامريكا، وهي صفقة تريد ايران اقناع امريكا بالتوصل اليها من خلال الضغط عليها في عدة جبهات وليس في العراق وحده.

دعوة نجاد المتكررة للتفاهم مع امريكا حول العراق ردت عليها واشنطن بوضوح اكبر من وضوح الموقف الايراني بدعوة طهران للتعاون لحل مشكلة العراق، ووصل الامر بالرئيس الامريكي جورج بوش الى حد قبول التدخل الايراني المباشر في العراق! فلقد قال (أذا كانت ايران تريد ان تتدخل في العراق فيجب ان تتدخل بطريقة بناءة)!!! وأضاف بوش واذا كانت الحكومة العراقية تريد التفاهم مع ايران فلا مانع لدينا وهي تستطيع ذلك (لانها حكومة ذات سيادة)!!! هذا هو ما قاله بوش يوم 29 – 11 في استونيا، قبيل المشاركة في قمة لحلف الاطلسي.

ان التفاهم الامريكي الايراني حول العراق، وبعكس مايظن البعض ممن يقولون ان امريكا تريد مهاجمة ايران واخراجها من العراق، قد وصل مرحلة شبه الاتفاق على تقسيم وتقاسم العراق حتى وان اختلفتا على امور اخرى، لان ما يجمعهما، وهو خطر انتصار المقاومة العراقية الذي اصبح حقيقة مؤكدة، اهم من مخاطر خلافاتهما حول تقاسم النفوذ في العراق ومن خلافاتها حول المفاعلات النووية، لان انتصار المقاومة العراقية سيحدث انقلابا عربيا واقليميا وعالميا جذريا لن تتضرر منه امريكا فقط بل ايران ايضا لانه يمنعها من غزو الوطن العربي والعالم الاسلامي بشعارات طائفية تخفي الاهداف القومية الفارسية. ان كل ما يجري في قطرنا يؤكد هذه الحقيقة، ففرق الموت الامريكية – الايرانية تتعاون على قدم وساق يوميا لتمزيق العراق وايصاله الى الحرب الاهلية، بدعم كامل وصريح من القوات الامريكية. كما ان السلطة ووزارة الداخلية قدمتهما امريكا لعملاء ايران وما زالت موافقة على بقاءها في يدهم لانها تنجز مهمة تعميق جراح العراقيين. واذا كانت امريكا تخطط لابعاد ايران فيما بعد دون اعطاءها حصة من جسد العراق فان تلك مسألة اخرى ثانوية لان الاهم الان هو ان ايران ما زالت الحليف الاول لامريكا في العراق ومخلب قطها الشرس الذي يمزق اجساد العراقيين ويبني قاعدة نفسية لتقسيم العراق، ولا دور اخر في العراق والمنطقة انفع لامريكا من الدور الايراني في تفتيتها طائفيا.

ان حزبنا يؤكد بان مسألة الموقف العربي من ايران لم تعد قابلة للاجتهاد ولا هي مسألة ثانوية يمكن احتمال اثارها وتاثيرها، بل هي تدخل في صميم المخطط الامريكي والاسرائيلي القائم على تمزيق الامة العربية على اسس طائفية وعرقية، لذلك فاننا ندعو من ما زال يعتقد بان بالامكان تصحيح اخطاء ايران بدعمها وليس معاداتها الى اعادة النظر في موقفه لان ايران تحركها ستراتيجية قومية ثابتة هدفها الواضح هو السيطرة على الوطن العربي، كمقدمة للسيطرة على العالم الاسلامي واقامة امبراطورية فارسية تتستر باسم الاسلام، وهذا المخطط مستحيل النجاح من دون تقسيم العراق وازالته من الخارطة لانه السد الذي يحمي الوطن العربي من المد الصفوي العنصري كما اثبتت تجارب التاريخ والحاضر. ويجب هنا ان نبدد خداع وحيل عرب طهران الذين يكتفون بوصف سياسة ايران بانها خاطئة، لعجزهم عن الدفاع عنها وهي التي تستبيح دم العراقيين علنا، فهذه السياسة ليست خاطئة بل هي اجرامية ونهج ثابت لدى الزمر الشوفينية الحاكمة في طهران، منبعه واضح وهو مطامع وطموحات قديمة لايران في الوطن العربي خصوصا انشاء امبراطورية فارسية، لذلك فان وصفها بانها سياسات خاطئة ما هو الا تضليل وخطيئة كبرى ترتكب بحق الامة العربية ومستقبلها.

ان الحل التاريخي الوحيد لانقاذ ايران من شرور نخبها القومية الفاشية هو ليس تبرير سياساتها وتزويقها والدفاع عنها بل توحيد الموقف العربي للتصدي للخطر الايراني بصفته التوأم الطبيعي للخطرين الامريكي والاسرائيلي، كما اثبتت احداث العراق وتطورات الوضع في الخليج العربي. اما اولئك الذين يعتقدون بان التركيز على ايران يخدم امريكا فهم في الواقع من قبض الثمن سلفا من ايران وغيرها لاجل التضليل وخداع الناس بجعل ايران في مأمن من التعرية بعد ان اصبح دورها لا يقل خطورة عن الخطر الامريكي والاسرائيلي كما تؤكد احداث العراق الجريح.

لا مفر من ردع ايران بوحدة الموقف العربي كما تردع امريكا بقوة المقاومة العراقية المسلحة، لان ايران الصفوية لا تفهم الا لغة القوة ككل حركة توسعية استعمارية، وهو ما اثبتته تجربة الحرب التي فرضها خميني على العراق واستمر ثمانية اعوام يرفض ايقافها الى ان دخلت القوات العراقية في العمق الايراني ووضعت نظامه على حافة الانهيار عندها قال كلمته الشهيرة (انني اقبل وقف اطلاق النار كما لو انني اتجرع سم زعاف)! ودحر امريكا واسرائيل غير ممكن عمليا من دون التخلص من الخطر الشوفيني الايراني وغلق الجحور الايرانية التي تتسرب منها افاعي الشرق، التي تقوم بدور بارز وهو شل العرب وتشتيت طاقاتهم واشغالهم بالمشاكل الجانبية مع ايران او مع عناصر داخلية تحركها ايران في اقطار عربية عديدة، وهذا هو اقصى ما تريده امريكا وايران.

لتقف الامة العربية متحدة بكافة مكوناتها لدحر الخطر المشترك الامريكي والايراني والاسرائيلي.

لنفضح عرب طهران الحلفاء الطبيعيين لاسرائيل وامريكا داخل وخارج العراق.

ليكن شعارنا هو العروبة اولا.

عاشت الثورة العراقية المسلحة.

عاشت فلسطين حرة عربية.



مكتب الثقافة والاعلام القطري

بغداد في 30 – 11 - 2006