زهرة شعرية للأخ
أنس الساهر
أجمل هدية
إذا كُنتَ قد أُوتيتَ لُبّاً وحِكمَةً
إذا كُنتَ قد أُوتيتَ لُبّاً وحِكمَةً*
فشَمّرْ عن الدّنيا، فأنتَ مُنافيها
وكُونَنْ لها، في كلّ أمرٍ، مخالِفاً*
فَما لكَ خَيرٌ في بنيها ولا فيها
وهيهاتَ ما تَنفَكُّ ولهانَ، مُغرَماً*
بورهاءَ، لا تُعطي الصّفاءَ مُصافيها
فإنْ تَكُ هذي الدّارُ مَنزِلَ ظاعِنٍ*
فدارُ مُقامي، عن قليلٍ، أُوافيها
أُرَجّي أُموراً لم يُقَدَّرْ بلوغُها*
وأخشَى خُطوباً والمُهَيمِنُ كافيها
وإنّ صَريعَ الخَيلِ غَيرُ مُرَوَّعٍ*
إذا الطّيرُ هَمّتْ بالقَتيلِ عَوافيها
بغبراءَ لم تَحفِلْ بطَلٍّ ووابِلٍ*
ونكباءَ تَسفي، بالعشيّ، سوافيها
أرى مرَضاً بالنّفسِ ليسَ بزائلٍ*
فهَلْ رَبُّها ممّا تكابدُ شافيها؟
وفي كلّ قلبٍ غَدْرَةٌ مُستَكِنَّةٌ*
فلا تُخدَعَنْ من خُلّةٍ بتَوافيها
أبو العلاء المعري
د. أبو شامة المغربي