النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مقالات للشيخ اسعد بيوض التميمي

  1. #1 مقالات للشيخ اسعد بيوض التميمي 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    تصل للمربد الكثير من الرسائل تحمل جميل الابداع

    اليوم وصلتني مجموعة من المقالات الثرة للشيخ المرحوم أسعد التميمي

    وننشرها هنا للفائدة

    ************

    بداية الرسالة- بقلم:الشيخ اسعد بيوض التميمي
    ملحوظه : نذكر بان الشيخ اسعد بيوض التميمي رحمه الله قد كتب هذا المقال قبل ابعة عشر عام وتم نشره في مجلة وعد الآخره الناطقه باسم الجهاد الاسلامي في نهاية الثمانييات وبداية التسعينات علما ان الشيخ قد توفى في 21/3/1998
    مقالات مختارة للشيخ اسعد بيوض التميمي


    القدس والمسجد الأقصى المبارك
    [بقلم: الشيخ اسعد بيوض التميمي]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    منذ ان خلق الله الانسان لعبادته { وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون } بين الله كيفية العبادة في كتبه المقدسة ومفصلا لها عن طريقة تأدية الانبياء لها ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : «صلوا كما رأيتموني أصلي» ، وقد خص الله سبحاته أماكن معينة بالتقديس وبزيادة الثواب اذا عبد الله فيها ودعا الناس لزيارتها والحج اليها وهذه الاماكن كما حددها الاسلام البيت الحرام، { واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا } والمسجد الأقصى { سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله } ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم { لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه } والاسلام في شكله الأخير هو الذي جاءت به الأنبياء جميعاً ، لأن الأنبياء عليهم السلام قد جاءوا بالوحدانية وبمحاربة الشرك وبعبادة الله وحد { قولوا آمنا بالله وما أنزل الينا وما أنزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون } .
    ولذلك فإن الإسلام قدس بيت المقدس باعتباره المكان الذي كانت قد قدسته الأنبياء السابقون ، فجعل قدسيته مستمرة ، ومن هنا كانت القدس القبلة الأولى ، فحين فرضت الصلاة في مكة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتوجه إليها ، فقد اخرج الإمام احمد والطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنها ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعدها هاجر الى المدينة ستة عشر شهر ثم صرف الى الكعبة ولما كانت الصلاة هي أعظم دين المسلمين ومن شروط صحتها التوجه الى القبلة والقبلة يحددها الله ، وقد حدد بيت المقدس أول الأمر، وهذا يدل على علو منزلته وعظيم شأنه عند الله ورسوله وعند المسلمين ، وفي حديث البخاري عن البراء لن عازب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهراً ، وكان الرسول يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله عز وجل { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها } ، فتوجه نحو الكعبة فقال السفهاء من الناس وهم اليهود ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأجاب الله { قل لله المشرق والمغرب ، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } .
    واستمر الاسلام يعلي من شأن الأرض المباركة ويبين منزلتها ومكانتها في اكثر من اية في كتاب الله ، فهو يقول في حق ابراهيم الخليل عليه السلام { ونجيناه ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين } ويقول في آية أخرى : { وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة } إلى غير ذلك من الآيات ، ولقد بلغت القدس ذروة قدسيتها وعلو منزلتها واعلان الله لذلك حين اسري بمحمد صلى الله عليه وسلم من مكة الى القدس في عملية اعجاز كبرى وسجل ذلك في كتاب الله { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير } ويصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى القدس يحمله البراق فيحيي له الأنبياء قيام فيهم في الصلوة فيبايعونه بيعة هدى وأنه هو خاتم رسالات الله الممتدة عبر القرون وانه هو رسالة الله الباقية الى أن يرث الله الأرض وما عليها ، وهو خير الوارثين.
    ومن أرض المسجد الأقصى عرج الله بالنبي الى السموات العلى مخترقا أجواء القدس العليا حيث وصل به الى سدرة المنتهى ، عندها جنة المأوى فرأى من آيات ربه الكبرى ، قال الله تعالى : { ولقد رآه نزلة أخرى ، عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ، إذ يغشى السدرة ما يغشى ، ما زاغ البصر وما طغى ، لقد رأى من آيات ربه الكبرى } ، ويعود الرسول صلى الله عليه وسلم من القدس إلى مكة لترتبط مكة بالقدس والقدس بمكة ارتباطا عقيديا وأزليا القبلة الأولى مع القبلة الثانية ومنطلق الإسراء إلى منتهى الإسراء وتنزل الآيات في ذلك قرآنا يتلى إلى يوم الدين فتصبح القدس جزءا من عقيدة المسلمين لا يملك أحد التفريط فيها ولا التهاون في أمرها.
    ولهذا عندما فتحها المسلمون ذهب امير المؤمنين عمر لاستلام مفاتيحها ، ولم يذهب لاستلام غيرها مع انها فتحت في عهده العراق عاصمة الفرس والمدائن وما ادراك ما الدرائن عاصمة نصف الدنيا في ذلك الحين ، وفتحت مصر ، وما ادراك ما مصر بنيلها وخيراتها ، وعظمة تاريخها قبل الاسلام وذلك ان عمر يعرف وهو وزير رسول الله المتنير قلبه وعقله بنور الله منزلة القدس والارض المباركة ، وربما كان يعرف باخبار رسول الله صلة الله عليه وسلم ان القدس ستكون موضع الصراع بين المسلمين واعدائهم عبر القرون الاتية ، يتحرك لاستلامها ، فقد أخرج الامام أحمد عن ذي الاصابع قال : قلنا يا رسول الله : ان ابتلينا بعدك في البقاء ، أين تأمرنا ؟ «قال عليك ببيت المقدس فلعلها تنشأ لك ذرية تغدو الى ذلك المسجد وتروح» .
    وما أخرجه الامام أحمد عن ميمونة بيت سعد قالت قلت يا نبي الله افتنا في بيت المقدس فقال لها أرض المنشر والمحشر أئتوه فصلوا فيه فان صلاتكم فيه كالف صلاة ، قالت أرأيت من لم يطق أن تنحمل اليه او تأتيه ، قال فليهدي اليه زيتاً يسرج فيه فانه من أهدى كمن صلى.
    وقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا تشد الرجال الا الى ثلاثة مساجد ، مسجدى هذا والمسجد الحرام والمسجد الاقصى».

    وما أخرجه الشيخان أيضاً عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله : أي مسجد وضع في الأرض أول ، قال المسجد الحرام ، قلت : ثم أي : قال المسجد الأقصى ، وروى الإمام أحمد في مسنده عن أبي أمامة الباهلي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم كذلك ، قالوا يا رسول الله أين هم ، قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
    وعن عطاء قال لا تقوم الساعة حتى يسوق الله عز وجل خيار عباده الى بيت المقدس ، والى الأرض المقدسة فيسكنهم اياها.
    ولقد أخذ أعداؤنا ينازعوننا حقنا في المسجد الأقصى والارض المباركة فجاءتنا اوروبا في الحرب الصليبية معتدية غازية مدمرة مخربة تلغ في الدماء وترهب الحياة وكنا في ذلك الحين دولا مبعثرة وامارات متنافرة وبعداً عن الدين فسهل على عدونا ان يتغلغل في مثل هذا الحال فيأخذ القدس ويأخذ الأقصى ويأخذ اكثر ديار الشام
    .
    ولكن القرآن كتاب الله العظيم والإسلام هذا الدين القويم سرعان ما حرك النفوس وأيقظ النائمين فتحركت الامة حركة حياة واندفعت تقاتل بعقيدتها ، وانتصرت في النهاية وخرج الصليبيون منهزمين ، ولكن بقي الحقد يغلي في نفوسهم على الإسلام باعتباره العقيدة التي تحرك الأمة وتصنع المقاتل وتوجد المستشهد فخطط الصليبيون للعودة للمنطقة تخطيطاً يتسم بالمكر والدهاء يلبس ثوب الإنسانية ، ويتظاهر بالعلم ، فجاؤا عن طريق المدارس والمستشفيات ، وأخير الجامعات واستطاعوا أن يتغلغلوا الى فكر الأمة وعقيدتها فيشككوا ، وأوجدوا بعض الثغرات ، وقد ساعد قي ذلك ان هجمتهم الثقافية أو التبشيرية جاءت خلال نهضة الغرب العلمية والصناعية ، وكان الجمود الفكري قد سيطر على كثير من المسلمين ، واغلق باب الإجتهاد ، وعاشت الامة عشرات السنين وهي تعلك فيما لا يغني ولا يفيد ، حيث الإبداع اوقف والإستنباط لم يستمر ، والإجتهاد مغلق وبلغ الأمر ذروته في الحرب العالمية الأولى حيث عاد الصليبيون من جديد ، ولقد أعلن ذلك اللورد للنبي قائد جيوش الحلمفاء في الحرب العالمية الأولى حينما دخل القدس على صهوة جواده وقال بزهو المنتصر الآن انتهت الحروب الصليبية . ومن يومها أخذ أعداء المسلمين ينفذون فكرة الدولة اليهودية على ارض فلسطين ، الارض المباركة ، وقد استطاعوا ان ينفذوا قيام الدولة على جزء من أرض فلسطين حتى عام ثمان واربعين وتسعمئة وألف وفي خلال العشرين سنة التي بعدها أخذوا بقية القدس وبقية الأرض المباركة وبعد النكبة الاولى وبدل ان ترجع الأمة الى عقيدتها من جديد أخذت تستورد كل فكر وكل شعار ، وابعد الاسلام عن المعركة ، الاسلام الذي ينادي بالجهاد ويجعل ذروة امل المسلم الاستشهاد في سبيل الله تعالى ، فقد روى البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «جعل الله للشهداء في الجنة مئة درجة ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والارض وان اوسطها الفردوس فاسألوا الله الفردوس» ، وهكذا ذهبت فلسطين أو الأرض
    المباركة خلال خمسين سنة ، واستولى اليهود على القدس ودخلوا المسجد الاقصى ، والمسجد عندهم هو الهيكل ولذلك هم يريدون ان يعيدوا بناء الهيكل مكانه ، حيث يقول بن غورديون مؤسس دولة اسرائيل : «لا معنى لدولة اسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل» وقد سئل أحد زعماء اليهود ، كيف ستبنون الهيكل
    مع ان الاقصى موجود ، فقال : ربما دمره زلزال أو حريق وبالفعل عمدوا الى حرقة في 21 / 8 / 1969 ، فحرق المحراب والمنبر ، والمنبر الذي حرق ليس منبراً عادياً وانما صنعته ارادة النصر حينما تحركة الامة فلملمت شملها في الحروب الصليبية واندفعت تقاتل وكانت واثقة من نصر الله لها فصنع المنبر في حلب قبل ان يسترد صلاح الدين القدس بعشر سنين ، وكان المنبر ينقل من الجيوش يحرك فيهم عبادة ربهم ويجعلهم يتشوقون لوضعه في مكانه الطبيعي في المسجد الاقصى لينطلق منه الخطيب منبهاً واعظاً ، ولقد انطلق صوت الخطيب عليه في صلاة الجمعة الأولى بعد تحرير القدس وعودة حكم الاسلام اليها وتطهيرها من الأعداء.
    وهكذا عمد اليهود الى حرق هذا المنبر ظناً منهم انهم يحرقون نصر المسلمين ، واليهود قوم لا يعقلون اذ لوعقلوا لاخذوا من الحروب الصليبية عبرة ، ولتعلموا منها درساّ وأن مآل دولتهم الى زوال
    لأن طبائع الأشياء والواقع الجغرافي للارض المباركة لا تسمح ان تستمر هذه الارض بأيدي اعداء الأمة حيث هي جغرافيا تربط بين المسلمين في آسيا وافريقيا ، ومن استولى عليها يمنع الامة من ان تتوحد ، ولذلك تستمر دولة العدوان الى حين ، وحين تعود الأمة فترمي بثقلها في المعركة وتقاتل بعقيدتها ، وعندها يأتي النصر وان اكثر ما يزعج اليهود او دولة و اليهود كابوس الصليبيين ، وألفوا لذلك عدة كتب ، ولكن هيهات هيهات فاليهود الآن أو دولة اليهود نرتكب من الظلم والطغيان وتعذيب النفس الانسانية بالكهرباء والجلد وتقليع الاظافر وهدم البيوت وتخريب الإقتصاد ونفي المواطنين من ارضهم ، وهكذا كشف اليعود عن حقدهم الدفين ومخططاتهم الخبيثة في محق كرامة الانسان ، وتعذيب البشر.
    وهم يحفرون الان وبعد أن احرقوا المسجد فلم يأت الحريق عليه . يحفرون تحت اساسات المسجد وقد وصلوا في حفرياتهم الى عمق الى مئة وخمسين مترا تحت الاساس وهم في حفرهم هذا كما يزعمون
    يريدون أن يجدوا شيئاً من تاريخهم أو أثراً من آثارهم ولكنهم للآن لم يجدوا شيئاً يهودياً وبالعكس فلقد اكتشفوا قصرا اموريا بجانب بار بالمغاربة أحد أبواب المسجد بناه الخليقة هشام بن عبد الملك ، والذي يبدوا انه كان يستريح فيه بعد الصلاة حينما يكون في القدس ، والحفر مستمر ولم يتوقف وتتنازع عدة سلطات في دولة اليهود على احقية الحفر والاشراف عليه ، فقد تنازعت وزارة الأديان مع دائرة الاثار عندهعم على منطقة حائظ البراق (المبكى) والارض الملاصقة لسور الحرم من الناحية الجنوبية واستقر الراي على تقسيم المنطقة بين دائرة الاثار ووزارة الاديان ، وهكذا هم مستمرون في عدوانهم لا يأبهون لاحتجاجات ولا يلتفتون الى قرارات سواء من هيئة الامم أو اليونيسكو أو مجلس الأمن ولذلك لا يجوز أن نبقي القدس ولا الارض المباركة هكذا تحت رحمة أعدائنا وان يبقى الانسان المسلم تحت سياط اعداء عقيدته يسومونه سوء العذاب.
    ان الأمر متوقف على المسلمين ، كل المسلمين ، فلا بد أن يكتشفوا ذاتهم ويوحدوا أمرهم ويعرفوا امكانياتهم وانهم القوة المنقذة التي ينتظرها العالم بفارغ الصبر وان الارض المباركة أو تخليص الارض المباركة هي نقطة التحول في سير المسلمين ونقطة الانعطاف في تاريخهم ، عن طريق تخليصها يتم التوحيد وعودة الاسلام الى الحياة كان ذلك في الحروب الصليبية ، وكان ذلك في حروب التتر وهو الآن ، وسيتم ذلك تصديقاً لما اخبر له النبي صلى الله عليه وسلم «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون ، حتى يقول الحجر والشجر : يا مسلم يا عبد الله خلفي يهودي تعال فاقتله الا الغرقد فانه من شجر اليهود» . رواه الشيخان البخاري ومسلم. اذ المعركة القادمة معركة اسلامية لا اثر للمبادئ المستوردة فيها ولا للنعرات القومية ، وانما هي في سبيل الله وباسم الله وعندها يأتي النصر .

    أسعد بيوض التميمي
    أمير حركة الجهاد الاسلامي في بيت المقدس


    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد : مقالات للشيخ اسعد بيوض التميمي 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    الشروط القرآنية للنصر والتمكين
    [بقلم :* محمد أسعد بيوض التميمي (الكاتب والباحث والمحلل السياسي الفلسطيني)]


    بسم الله الرحمن الرحيم
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)



    الطائفة المنصورة ما هي وما مواصفاتها القرآنية
    إننا نحن المسلمون لا ننتصر لا بكثرة عدد ولاعدة وإنما ننتصر بهذا الدين ( بالقرآن العظيم ) الذي أنزل الله فيه شروطاً للنصر عندما التزمنا بها نصرنا الله مهما كان عددنا قليلاً ومهما كانت قوتنا ضعيفة قال تعالى ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) 249البقره , فبهذه الشروط الربانية انتصرنا في بدر أول معركة في الإسلام ومروراً ( بالقادسية واليرموك وأجنادين وحطين وعين جالوت وبهذه الشروط فتحنا الأندلس والقسطنطينية) وغيرها كثير من المعارك الخالدة في تاريخنا المجيد الطويل المفعم بالانتصارات والعزة والسؤدد والفخار , وبهذه الشروط وقفنا يوماً على قمة القرون نحمل مصابيح الهدى نضيء للبشرية الطريق بنور الإسلام , وبهذه الشروط ارتقينا ذرى العزة والكرامة والمجد وقبضنا على زمام التاريخ بأيدينا , وبهذه الشروط أصبحنا سادة الدنيا وقادة البشرية ننشر الرحمة والعدل والأمن والأمان في الأرض فدخل الناس في دين الله أفواجا دون إكراه , وبهذه الشروط رفعنا راية التوحيد خفاقة من الأندلس غربا إلى حدود الصين شرقا , وعندما تنكرنا لهذه الشروط والمواصفات وأبعد الإسلام بقصد وتخطيط شيطاني عن المعركة بل وحُورب دون هوادة تحت غطاء الحداثة و محاربة الرجعية والظلامية والدعوة إلى القومية والثورية والتقدمية والعلمانية والاشتراكية وعندما أخذ ( علماء السلاطين ) يحرفون كلام الله إرضاء للحكام الظالمين الفاسدين وامتهنوا التجارة بالدين ليشتروا به ثمنا قليلاً وأصبحوا مرجعيتنا وحجتنا بدلاً من القرأن والسنة فكما قال صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي ) حلت بنا الهزائم والكوارث وأصابنا الوهن ولحق بنا البوار والخزي والعار والذل والهوان والانحطاط وتاهت بنا السبل وأصبحنا غثاء كغثاء السيل تتداعى علينا الأمم من كل حدب وصوب كما تتداعى ألأكلة إلى قصعتها وتتقاذفنا الدول وتصفعنا بأيديها على وجوهنا وتركلنا بأرجلها على أدبارنا ونحن كالأيتام على مآدب اللئام لا أحد يدفع عنا .
    فما هي هذه الشروط التي وضعها الله سبحانه وتعالى حتى يأتي بنصره لنا فنستعيد سيرتنا الأولى و حتى نكون من الطائفة المنصورة التي يمكن الله على أيديها لدينه في الأرض ( وما النصر إلا من عند الله ) :
    أولاً : العقيدة الصحيحة القائمة على التوحيد الخالص لله رب العالمين فإذا صحت العقيدة صح العمل وإذا بطلت العقيدة بطل العمل ولن يتقبله الله بل ان من كانت عقيدته باطله ينطبق عليه قول الله تعالى( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )03+104الكهف وقال تعالى ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين )65الزمر.
    والعقيدة الصحيحة هي الخالية من الشرك بتوحيد الألوهية
    وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء
    والصفات لله رب العالمين كما جاءت( بالقرآن والسنة) وكما اعتقد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته دون تأويل أو تعطيل أو تحريف أو تشبيه أوتكييف قال تعالى( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) 11 الشورى , و بأن نثبت لله ما أثبته لنفسه في القرآن وما أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته وأن لا نشرك بالله شيئاً لانبي ولا ولي ولا صاحب قبر ولا شيخاً ولا (صاحب زمان: المهدي المنتظر ) الذي يدعي من يدعون أنهم من شيعة أ ل البيت وأ ل البيت منهم براء وما هم إلا شيعة عبد الله بن سبأ وصفويون متعصبون حاقدون على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يرفع الكون بيمينه وأن الأعمال تعرض عليه ليلة الاثنين والخميس وأنه يرزق ويشفي وينصر ويستجيب لدعاء العباد ويقضي لهم حاجاتهم التي لا يقدر عليها إلا الله وهي من أساسيات التوحيد أي أنه إله يبت في أعمال العباد نيابة عن الله سبحانه وتعالى , (قاتلهم الله أنى يؤفكون ) , إنها والله عقيدة التلمود (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا )111الآسراء قال تعالى (لله ما في السموات وما في الأرض وإن تُبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يُحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويُعذب من يشاء والله على كل شيء قدير) 284 البقرة وقال تعالى ( ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كُله فأعبده وتوكل عليه وما ربُك بغافل عما تعملون )123هود وقال تعالى ( يوم ببعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد ) 6المجادله , فلا معصوم إلا الأنبياء وأن الحساب والثواب والعقاب والكون والسماوات والأرض بيد الله سبحانه وتعالى فكل من يقول بغير ذلك فهو ليس من المسلمين وقد كذب بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول الله له في كتابه العزيز ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فانهم ظالمون )128ال عمران وقال تعالى ( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضراً إلا ما شاء الله و لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) 188الاعراف وقال تعالى ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) 110الكهف .
    فكـيف بمن يــستمدون شــرفهم واحترامهم من الانتـســاب إليـه أو غيـرهـم من البـشـر .
    فمن التوحيد أن تؤمن إيماناً لاريب فيه ولا شك بأن الله هو الرزاق وهو الناصر وهو المجيب وهو القادر على كل شيء وهو الذي يحي ويميت فمن دعا غير الله أو جعل بينه وبين الله واسطة أو وسيلة أوتوسل بصاحب قبر فقد أشرك (إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يُشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً) 48النساء .
    إن الشرك لظلم عظيم قا ل تعالى( ويوم نحشُرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون) 22الانعام , ومن صحة العقيده أن تكون العلاقة بين العبد وربه علاقة مباشرة لا تحتاج إلى واسطة قال تعالى( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوابي لعلهم يرشدون ) البقرة186 وكما قال صلى الله عليه وسلم لإبن عباس رضي الله عنه ( إني أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم بأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء فلن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وان لو اجتمعت الأمة على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ) وقال تعالى ( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين )11الزمر .
    و من صحة العقيدة أن نؤمن بأن القران الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي بين أيدينا دون نقصان أو زيادة أوتحريف والذي تكفل الله بحفظه قال تعالى( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) 9 الحجر , وأن الوحي قد انقطع بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وان الدين قد اكتمل بنزول الآية الكريمة( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )3المائدة ,و قال تعالى ( وأن أقم وجهك للدين حنيفاً ولا تكونن من المشركين ) 105 يونس , وقال تعالى ( قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعو وإليه مآب) 36 الرعد وقال تعالى ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين ) 6 فصلت .

    ثانياً : أن يكون العمل صحيحا خالصاً لوجه الله رب العالمين أي صحيحا من ناحية شرعية وأن لا يكون مخالفا للقرآن والسنة , وأن تكون النية خالصة لله و هي الجهاد والقتال في سبيل الله لإعلاء كلمة الله في الأرض والهدف والغاية هو إرضاء الله سبحانه وتعالى فإما الشهادة وإما الفوز بجنته , وأن لا يكون القتال في سبيل عصبية جاهلية أو قومية أو وطنية أو لتحقيق مأرب دنيوية أو مكتسبات فئوية ضيقة أو من أجل الشهرة أو من أجل الفوز بانتخابات .
    فالدفاع عن الأوطان يجب أن يكون بالجهاد في سبيل الله لمنع خضوعها لراية الكفر وتخليصها من حكم الكفار وإبقائها موحدة لله رب العالمين تحت راية التوحيد .
    فكل قتال مهما كان هدفه نبيلاً وسامياً لا تكون النية من ورائه هي رفع راية التوحيد والجهاد في سبيل الله فهو لا يعتبر خالصاً لوجه الله رب العالمين فالنية يجب أن تكون لله كما قال صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته لله ورسول فهجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته إلى امرأة ينكحها أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه) و قال تعالى ( إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) 111التوبة و قال تعالى ( وليمحص الله الذين أمنوا ويمحق الكافرين * أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) 141-142 أل عمران وقال تعالى (و لو يشاءُ الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قُتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم ) 4 محمد وقال تعالى ( الذين آمنوا يُقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يُقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) 76 النساء وقال تعالى (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم )
    31محمد

    ثالثا: الاعتقاد اعتقاداً جازماً يقيناً لا شك فيه ولا ريب ولا ظن بأن النصر من عند الله فلا يطلب من غيره لا من نبي ولا من ولي ولا من صاحب قبر ولا معصوم فيجب أن يكون في المعركة استغاثة بالله وحده حتى تتنزل ملائكة الله فالرسول صلى الله عليه وسلم في يوم بدر حتى يُعلمنا أخذ يناجي ربه وهو يرفع يديه إلى السماء حتى بان بياض إبطيه قائلا (رب! إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض ) ويجب في المعركة ذكر الله كثيرا قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون) 45 الأنفال (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مُردفين * وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم )9+10الانفال و قال تعالى ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذُلكم فمن ذا الذي ينصُركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون )160أل عمران وقال تعالى ( إنما المؤمنون الذين أمنوا بالله ورسُوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفُسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ) 15 الحجرات , وقال تعالى ( وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم ) 10الانفال وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )7 محمد وقال تعالى ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهُم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليُبلى المؤمنين منه بلاءً حسناً إن الله سميع عليم ) 17الانفال.
    ومن استغاث بغير الله فقد أشرك مثل أن يقول يا بدوي و يا دسوقي ويا حسين ويا علي ويا صاحب الزمان اغثني وانصرني , فهؤلاء سيكلهم الله إلى أنفسهم فلن ينصرهم ولن يذهب غيظ قلوبهم قال تعالى( من كان يظن أن لن ينصُره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يُذهبن كيده ما يغيظ ) 15 الحج .
    فجميع الهزائم والكوارث التي حلت بالأمة منذ عقود طويلة كانت بسبب أن الحكام كانوا يستغيثون إما بالشرق وإما بالغرب ويستمدون معنوياتهم من ( أم كلثوم وعبد الحليم حافظ والعوالم ) فكانوا يقولون أم كلثوم وعبدالحليم حافظ معكم في المعركة بدلاً من أن يقولوا الله معكم في المعركة فممنوع ذكر الله والاستغاثة به و شعار( الله أكبر ) شعار النصر لأمتنا والذي تستجيب له ملائكة الله بإذن ربها محرم في معظم الجيوش الإسلامية بل واستبدل بشعار شيطاني عبثي ليس له معنى ( بر بحر جو ) و صرخات (هاااعع ) أوكصرخات الوحوش والحيوانات أو كنباح الكلاب لان معظم هذه الجيوش أعدت لصـناعة الهـزائم وليـس لصناعـة النصر حتـى تبقـى إسرائيل في أمـان .

    رابعاً : الولاء لله ورسوله والمؤمنين والبراءة من المشركين والكافرين والمضلين والملحدين أعداء الإسلام مهما كانت أسمائهم ومسمياتهم وشعاراتهم ونواياهم المعلنة ومهما كانت الروابط التي تربطنا بهم وأواصر القربى التي تجمعنا بهم فأبو لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم ولكننا نتعبد بلعنه إلى يوم الدين قال تعالى
    (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لأسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (الممتحنة:4) وقال تعالى (يا أيها الذين أمنوا لا تتخذواعدوي وعدوكم أولياء تُلقون إليهم بالمودة)1الممتحنة
    ولا يمكن بأي حال من الاحوال أن يكون هناك تحالف بين من يقاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وبين من يحارب الله ورسوله ويدعو إلى الإلحاد والكفر ويعتبر الاسلام تخلف وظلاميه ورجعيه ويعتبر الكفر تقدميه وثوريه فهل ممكن أن يجتمع المتضادان وهل يستوي الخبيث والطيب وهل ممكن أن يتحالف من كان الله مولاه ومن لا مولى له قال تعالى ( ذلك بأن الله مولى الذين أمنوا وأن الكافرين لامولى لهم) 11محمد
    وقال تعالى ( ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركُمهُ جميعاً فيجعلهُ في جهنم أولئك هم الخاسرون ) 37 الانفال.
    فالتحالف مع الكفار مهما كانت مسمياتهم وأسمائهم وانتماءاتهم هو اعتراف بالكفر وإقرار به واستخفاف بكتاب الله وإعراض عن ذكر الله قال تعالى ( الذين جعلوا القرآن عضين * فوربك لنسئلنهُم أجمعين * عما كانوا يعملون * فاصدع بما تُؤمر وأعرض عن المشركين) 91- 94الحجر وسواء كانت هذه المسميات وطنية أو قومية أو يسارية أو ثورية أو شيوعية فكل هذه المسميات تلتقي على معاداة الاسلام والحقد على أهله ولو إدعى البعض منهم غير ذلك منافقة للمـد الإسلامي فهم يستهزئون بالغيب وبعقيدة التـوحيد ويسمون أصحاب عقيدة التوحـيد بالغيبيين قال تعالى( فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يُرد إلا الحياة الدنيا )29النجم و قال تعالى( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودُوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون) 118ال عمران و قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهُم منكم فأولئك هم الظالمون ) 23 التوبة وقال تعالى ( وما كُنتُ متخذ المُضلين عضداً ) 51 الكهف
    فالكفار لا يمكن أن يعملوا لمصلحة المسلمين الموحدين لله رب العالمين الذين تتناقض عقائدهم الباطله مع عقيدة التوحيد والذين يتوحدون في حربهم على الإسلام فملة الكفر واحدة قال تعالى ( والذين كفروا بعضُهُم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنه في الأرض وفساد كبير ) 73 الأنفال وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعُوا الذين كفروا يرُدُوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين* بل اللهُ مولاكم وهو خير الناصرين ) 149+150 اّل عمران وقال تعالى ( ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفُسُهم أن سخط اللهُ عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يُؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون ) 80+81 المائدة .
    فالتحالف في المعركة وفي غير المعركة أو حتى في الانتخابات سواء كانت برلمانية أو نقابية أو طلابية مع الذين كفروا مدعاة لسخط الله ولن يؤدي هذا التحالف إلى خير بل إلى شر وإلى غضب الله في الدنيا والآخرة قال تعالى ( إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضُهُم أولياءُ بعض والله وليُ المتقين ) 19 الجاثية .
    فالمجاهدون في سبيل الله حق جهاده ويفقهون حقيقة المعركة وعقيدتهم صحيحة لا يمكن أن يتخـذوا الكــافــريـن أوليـاء ولو كانوا أقرب الناس إليـهم .
    فالإسلام يفصل بين الناس على أساس عقائدي وليس على أساس عنصري أو قومي أو على أساس النسب فالعجب كل العجب من بعض من تسمي نفسها أحزاب إسلامية أو حركات إسلامية جهادية وتتحالف مع من يحادون الله ورسوله فكيف سينصر الله هؤلاء , قال تعالى ( إن الذين يحادون الله ورسُوله أولئك في الأذلين *كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز* لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم والأخر يُوادون من حاد الله ورسوله ولو كانُوا آباءهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويُدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) 19-22 المجادلة .
    فالذي يتحالف مع أعداء الله من الذين يسمون أنفسهم بالقوى الوطنية التي تنتمي إلى المسميات والعناوين التي ذكرناها سابقا إنما قد دخل بالضلال المبين وتاهت به السبل ولن يهده الله سواء السبيل قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهُم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)69العنكبوت , فأبو لهب وأبو جهل وعتبة والوليد كانوا يمثلون القوى الوطنية في مكة والتي حاربت الله ورسوله دفاعاً عن نفوذهم وسيطرتهم ومصالحهم ومكتسباتهم فيها فهل تحالف معهم
    رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حاربهم حرباً لا هوادة فيها وجاهدهم جهاداً كبيراً رغم جميع المغريات التي عرضوها عليه والتي كان رده عليها (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا الأمر حتى أهلك دونه) .
    ففي القرآن الكريم لا يوجد قوى وطنيه وإنما إسلام وكفر فكل من يعادي الإسلام ويحاربه ويرفض وجوده بين الناس ويستهزئ به انم اهو في ميزان القرآن كمثل أبي جهل وأبي لهب وشارون وأولمرت وبوش وبلير وجميع أعداء الله , فهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة هي انتصار لولاء العقيدة على ولاء الوطن حيث قدم ولاء العقيدة على ولاء الوطن وهذا لا يعني أننا لا نحب الوطن فنحن الموحدون لله رب العالمين أشد الناس حباً للوطن فالرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكرت مكة أمامه كان يقول دعوا القلوب تهدأ .
    قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكُم من الحق يُخرجون الرسول وإياكُم أن تؤمنوا بالله ربكُم إن كُنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسُرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعلهُ منكُم فقد ضل سواء السبيل) 1 الممتحنة وقال تعالى ( أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسُوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون ) 16 التوبة وقال تعالى ( بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً *الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً ) 138+ 139 النساء .
    فمبدأ الولاء والبراء مبدأ أساسي في عقيدة التوحيد (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين أمنوا فإن حزب الله هم الغالبون )55+56المائدة

    خامساً: إن من شروط النصر التي وضعها الله سبحانه وتعالى الإعداد بقدر المستطاع فالمجاهدون في سبيل الله مطلوب منهم إعداد القوة لمقاتلة العدو ولكن الله سبحانه وتعالى لم يشترط أن يكون هناك تكافؤ أو توازن بالقوة مع العدو فهذا غير مطلوب وإنما المطلوب هو الإعداد بقدر المستطاع ولو كان حجراً أو سكيناً أو بندقية. قال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يُوف إليكم وأنتُم لا تظلمون) 60 الأنفال.
    وإعداد القوة المستطاعة هو من باب الأخذ بالأسباب وحتى يكون هذا الإعداد دلالة على صدق النية في مقاتلة العدو ومنازلته والجهاد في سبيل الله .
    أما بعض المسلمين الذين يقولون بأن إعداد العدة حرام لأنه لا يجوز استخدام الوسائل المادية لنصرة دين الله لان استخدامها مخالف للقرآن والسنة بحجة ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستعملها في العصر المكي وهم يعتبرون أنفسهم اليوم في العصر المكي كما يقولون ويدعون , لذلك فإنهم يطلبون من غيرهم أن ينصر الإسلام واستعادة الخلافة وهم قاعدون على الأرائك ينظرون ويثبطون ألأمه ويحبطونها بالتشكيك بكل بادرة أمل وخير تنبعث من وسط الظلام وبكل مجاهد مخلص في هذه الأمة يعمل حقيقة لنصرة الإسلام واستعادة مجد الأمة الضائع ويتهمونه بالعمالة إما لبريطانيا وإما لأمريكا فالتاريخ عندهم تتحكم به المؤامرة التي تحيكها بريطانيا وأمريكا فهم يفسرون الأحداث على قاعدة الصراع البريطاني الأمريكي الذي انتهى منذ عقود طويلة ولكنهم يصرون على استمراره إلى الآن حتى أنهم يعتبرون الصراع في فلسطين بين ( بريطانيا وأمريكا وليس بيننا وبين اليهود ) فهم لا يؤمنون بالجهاد وإنما بالكفاح السياسي وإصدار المناشير الساذجة الركيكة مدعين بأن هذه هي طريق الرسول صلى الله عليه وسلم التي أقام بها دولة الإسلام فهل يوجد في الإسلام مصطلح الكفاح السياسي ومن الغريب أن العصر المكي في عهد النبوة كانت مدته ثلاثة عشر سنة أما العصر المكي لهؤلاء مستمر منذ خمسة عقود حتى الآن وألا يعلم هؤلاء أن العصر المكي موقوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث بدء القرآن يتنزل, فهل يتنزل القرآن من جديد حتى يكون هناك عصر مكي أخر غير عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم !! فمثل هؤلاء كمثل بني إسرائيل الذين قالوا لنبيهم موسى عليه السلام ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون) والله سبحانه وتعالى يرد على هؤلاء بقوله ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عُدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهُم وقيل اقعدوا مع القاعدين * لو خرجوا فيكم ما زادُوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلا لكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهُم والله عليم بالظالمين )46+47 التوبه( يا أيها الذين آمنوا لما تقولن مالا تفعلون كبر مقتا عند الله آن تقولوا ما لا تفعلون إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيا مرصوص ) 2+3الصف فهم يدعون للخلافة ولا يعملون لها وإنما يطلبون من غيرهم أن يقيمها ثم يقدمها لهم على طبق من ذهب فاحذروا يا أبناء الإسلام من كل مثبط ليبرر عدم أخذه بالأسـباب المادية التـي أمرنـا اللـه بهـا .
    وكثير من الحكام الدجالين والكذابين في عصرنا الحالي ساقوا الأمة إلى المذبح في كل حروبهم الكاذبة مع الكيان اليهودي وهي ترقص وتغني بالخداع والتضليل والتزييف حيث كانوا يطلقون الشعارات والخطابات النارية التي تتوعد الكيان اليهودي بالثبور وعظائم الأمور , ولكنهم بالحقيقة لم يعدوا العدة لمحاربة العدو ولم يكونوا صادقين في شعاراتهم وخطاباتهم لأن الهدف كان هو تخدير وعي الأمة وتغييب فكرها حتى يقدموها لقمة سائغة لعدوها كما حصل في كارثة عام 1967 فكل من ينادي بمحاربة العدو ومنازلته دون أن يعد العدة بما يستطيع فهو غير صادق النية .
    فطلب النصر من الله يكون بعد الأخذ بالأسباب المادية بإعداد القوه المستطاعة فمهما كانت القوة ضعيفة وعددنا قليل وكنا صادقين مع الله فإن الله تكفل بنصر عباده المؤمنين ( ولن تغني عنكم فئتكُم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين) 19الانفال , قال تعالى (واذكروا إذ أنتم قليلُُُ مُستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكُم الناس فآواكم وأيدكُم بنصره ورزقكُم من الطيبات لعلكُم تشكُرون ) 26الانفال .
    أما إذا كان المؤمنون كثيري العدد والعدة فلا يجوز أن يركن المسلمون لهذا فيقولوا والله إننا لن نغلب اليوم عن قلة كما حصل في معركة حنين عندما أعجبت المسلمون كثرتهم فكانت الهزيمة في بداية المعركة حتى يتعلم المسلمون ويرسخ في عقولهم وضمائرهم
    بأن النصر من عند الله قال تعالى ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حُنين إذ أعجبتكُم كثرتكُم فلم تغن عنكُم شيئاً وضاقت عليكُم الأرض بما رحُبت ثم وليتم مُدبرين * ثم أنزل اللهُ سكينتهُ على رسُوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاءُ الكافرين ) 25+26 التوبة .

    سادساً: إن من شروط النصر التي يجب أن تتوفر فيمن تكفل الله بنصرهم من الطائفة المنصورة أن يكونوا ممن يحبهم الله و يحبون الله أكثر من أنفسهم ومن ولدهم ومن أموالهم ويتصفون بالعزة والكرامة ومتواضعين مع المؤمنين لا يستكبرون عليهم ولا يخشون أحداً من الناس ولا يهتمون أو يلقون بالاً بما سيقوله أعداء الله عنهم بوصفهم إرهابيين أو متطرفين أو أصوليين أو مجرمين فالهدف عندهم والغاية هو الحصول على مرضاة الله سبحانه وتعالى والفوز بالشهادة أو النصر وهؤلاء قد وصفهم الله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكُم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يُحُبهُم ويُحبُونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضلُ الله يُؤتيه من يشاءُ واللهُ واسعُ عليم ) 54 المائدة ومن صفاتهم أيضا ( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) 112 التوبة .
    هذه هي شروط النصر التي وضعها الله سبحانه وتعالى للنصر وهي التي التزم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين من بعدهم وجميع المجاهدين في سبيل الله الذين نصرهم الله .
    فعلى كل من يريد أن يصبح من الطائفة المنصورة أن يلتزم بهذه الشروط سواء كان ( فرداً مسلما أو حزباً إسلاميا أو حركة جهادية أو دولة مسلمة ) فهذه ليست وجهة نظرنا فنحن لم نأتي بشيء من عندنا ولا هي شروطنا بل هي شروط رب العالمين التي أنزلها في كتابه العزيز وهي حجة علينا و على المؤمنين و حجة على الأنبياء والمرسلين وعلى المسلمين والناس أجمعين.
    ومن باب النصيحة والتذكير وإقامة الحجة فإنني أذكر أخواني في بعض الأحزاب الإسلامية والحركات الإسلامية المقاتلة وخصوصاً في فلسطين أن لديها خلل كبير ببعض هذه الشروط , فبعضها مثلاً يتحالف مع الأحزاب والمنظمات التي تحمل عقيدة الإلحاد والكفر والعداء لله ورسوله ويسمون هذا التحالف ب( تحالف القوى الوطنية والإسلامية ) والمستفيد من هذا التحالف هم الأحزاب والمنظمات الكافرة الملحدة لأنها لا تمثل شيئاً بين أبناء الامة و بين أبناء الشعب الفلسطيني وهي ليست أكثر من أفراد أصواتهم عالية وشعاراتهم عفى عليها الزمن فهم في حالة إنحسار بعد أن إنكشف كذبهم وتضليلهم وسوء نواياهم ضد عقيدة الأمة فلم يكن تحرير فلسطين في يوم من الأيام أكبر همهم بل كان محاربة الإسلام م شغلهم الشاغل ولو كانوا اليوم في حالة مد وانتشار كما كانوا في الخمسينات والستينات من القرن العشرين لما تحالفوا مع الأحزاب والحركات الإسلامية لأنهم يعتبرونها رجعية وظلامية وحليفة للاستعمار ويجب محاربتها كما يقولون في أدبياتهم فهم أصلاً أسسوا من أجل محاربة الإسلام فلولا هذا التحالف لإندثر هؤلاء وبادوا كما باد اتحادهم السوفياتي الإلحادي .
    وكيف لحركة جهادية في فلسطين أن تتبع وتوالي دولة رافضية صفوية تتقرب إلى الشيطان بتكفير أبي بكر وعمر وعثمان وجميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين جاهدوا في الله حق جهاده وحملوا راية التوحيد ونشروا الإسلام في الأرض من بعده وهذه الدولة الصفو يه وهي إيران تتقاطع اليوم مع أمريكا الصليبية في عدائها للمجاهدين في أفغانستان والعراق من أهل السنة والجماعة , بالاضافة إلى ذلك إن مذهبها الذي تعتنقه قائم على الشرك الخالص بالله رب العالمين كما وضحنا في بداية الموضوع , فهل هناك شرك أعظم من هذا الشرك , لذلك لم ينصرها الله في حربها على العراق في عقد الثمانينات رغم أن الذي كان يحكم العراق في ذلك الحين حزب البعث العلماني الكافر, فكيف سينتصر من يتحالف مع مثل هؤلاء المشركين الذين الآن يرتكبون المذابح ضد أبناء الشعب الفلسطيني الذي تنتمي له هذه الحركة والذين تم تهجيرهم إلى العراق عام 1948 وضد أهل عقيدة التوحيد من العراقيين لا لذنب إلا لأنهم من أهل السنة والجماعة.
    وهناك خلل خطير آخر لدى بعض هذه الأحزاب والحركات وهو استعمالها لمفاهيم ومصطلحات في خطابها السياسي يتناقض تناقضاً كبيراً مع هذه الشروط القرآنية إلى درجة أنها تستعمل مفاهيم ومصطلحات الحركات والمنظمات العلمانية والماركسية المعادية للإسلام بشكل كامل وعلني فهي أولاً تستعمل مصطلح المقاومة والكفاح والنضال والمقاومين بدلاً من المصطلح القرآني وهو( الجهاد والمجاهدين ) فالجهاد ليس له إلا معنى واحد وهو القتال في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى أما مصطلح المقاومة و الكفاح والنضال فله معاني كثيرة إلا الجهاد في سبيل الله بل قد تعني هذه المصطلحات مماتعني ( الحرب على الإسلام ) الذي يمثل بالنسبة لهم الرجعية وهو بالنسبة لهم أفيون الشعوب ويستعملون أيضا مصطلح ( الأمتين العربية والإسلامية ) بدلاً من مصطلح ( الأمه الإسلامية أمة التوحيد) فلا يوجد في الإسلام أمتين بل أمة واحدة هي أمة الإسلام والتوحيد , قال تعالى( وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربُكم فاتقون ) 52المؤمنون فالذي اخترع مصطلح الأمتين هم الكفار الذين هدموا دولة الاسلام في مطلع القرن العشرين فأنشأوا القومية العربية والقومية التركية لتكونا بديلا لأمة الاسلام , فإستعمال هذا المصطلح هو إقرار بفعل الكفار ضد أمتنا الواحدةالموحده لله رب العالمين عرباً وعجماً ,وكذلك يستعملون مصطلح الوحدة الوطنية فهم يقدمون الولاء للوطن على الولاء للعقيدة فالذي يحارب عقيدتنا لا يمكن أن يكون من أمتنا , فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة الى المدينة قدم ولاء العقيدة على الولاء للوطن ولكن حماية الوطن والدفاع عنه واجب شرعي ويستخدمون أيضا كلمة ( الصهاينة والإسرائيليين ) بدلاً من ( اليهود ) مما يعني تفريغ الصراع في فلسطين من بعده العقائدي , فالماركسيون مثلا يعتبرون أن الصراع في فلسطين إنما هو صراع مع الصهاينة الرأسماليين وليس مع اليهود فالصراع صراع طبقي وليس صراع عقائدي ألا يعلم هؤلاء أن الكيان الغاصب في فلسطين هو كيان يهودي والذين يذبحون أهلنا في فلسطين هم اليهود فكل يهودي جاء إلى فلسطين سواء كان فقيراً أو غنياً رأسماليا أو اشتراكيا عاما أو كناساً فهو عدو لنا .
    فأنني أدعو جميع الكتائب المقاتلة في فلسطين بأن تعيد النظر بجميع تحالفاتها وأدبياتها وأفكارها ومناهجها ومصطلحاتها وخطابها السياسي وإعادة صياغتها صياعة جديده لتكون منسجمة مع القرآن والسنة وخصوصاً مع الآيات التي أوردناها والتي تتضمن شروط النصر والتمكين (
    الطائفة المنصورة ) حتى لا يحبط عملها( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) 33محمد .
    يا أيها المقاتلون الأشاوس الأبطال يا جند الإسلام يا أحفاد ( أبي بكر وعمر وعلي والحسين وخالد وسعد وأبى عبيده رضوان الله عليهم أجمعين ) في جميع الكتائب المقاتلة في فلسطين وأخص بالذكر( كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب شهداء الأقصى و أحمد أبو الريش) يا من علمتم الدنيا كيف تكون مقارعة العدو ومنازلته لكم القدوة والمثل بالمجاهدين في العراق وأفغانستان فهم مسلحون بأبسط الأسلحة فسلاحهم لا يتعدى بندقية كلاشنكوف ومضاد للدروع وعبوات ناسفه بدائية الصنع وهم حفاة عراة ولكنهم على وشك أن يهزموا الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دوله في العالم التي تملك ترسانة من السلاح ليس لها مثيل, ففجر الإسلام يوشك أن يبزغ من جديد على أيديهم لأنهم كما هو واضح من مواقفهم السياسية وشعارات المعركة التي يرفعونها ومفاهيمهم ومصطلحاتهم التي يستخدمونها في خطابهم السياسي وبياناتهم العسكرية وأدبياتهم انهم يأخذون بشروط النصر التي وضعها الله رب العالمين دون أي خلل يذكر وتنطبق عليهم والله أعلم صفات ( الطائفة المنصورة ) , ففقه المعركة لديهم واضح وضوح الشمس فليس لديهم خلط بالمفاهيم ,وألم يأتكم نبأ المجاهدين في الفلوجة الذين هزموا أمريكا وأنزلوها عن عرشها وأجبروها على تغيير إستراتيجيتها بالعراق وبالمنطقة.
    وإنني أدعوكم أيها الأبطال أن تتوحدوا تحت قيادة واحدة في ظلال عقيدة التوحيد الخالص لله رب العالمين وأن تكون آيات شروط النصر وصفات الطائفة المنصورة دستوركم ومنهاجكم وليس ما يسميه البعض( ببرنامج المقاومة) الذي ليس له علاقة بشروط النصر وصفات الطائفة المنصورة فهو ليس مرجعيته القرآن والسنة وإنما مرجعيته خليط من برامج منظمات وأحزاب بعضها يعادي الإسلام ويعتبره رجعيه فلا يجوز أن تبقى الأمور على هذا الحال الضبابي الذي لا يرضى عنه الله بناءً على الشـروط القرآنيـه السابقة .
    فأنتم يا أبناء الارض المباركة أحق الناس بهذه الشروط والصفات فكما يقول الرسول صلى اله عليه وسلم( لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله قالوا أين هم يا رسول الله قال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ) ولا يجوز أن يستثمر تضحياتكم وجهادكم وبطولاتكم قيادات تتذوق ارتداء البدلا ت وربطات العنق الأنيقة وكأنهم يقودون شعبا من الأرستقراطيين و ثقافتهم مشوشة عن فقه المعركة والجهاد والولاء والبراء وتخلط الحابل بالنابل وليست على مستوى قيادة المعركة وتبين أن الدنيا و الحكومة والسلطة أكبر همهم ولو كانت هذ الحكومة والسلطة نكرتين وتحت حراب العدو وصورت فوزها بانتخابات وضع شروطها العدو( الكيان الغاصب )على أنها بمثابة تحرير لفلسطين وإقامة للدولة الإسلامية وأنها نصر من الله وفتح مبين وتحول هدفها من تحرير فلسطين إلى التمسك بحكومة ليس لها وجود إلا في السراب وهي بمثابة ضحك على الذقون ومهما كلف الثمن فهذه القيادات صارت تعلن ليل نهارا بأن العدوا ليس له هدف إلا إسقاط الحكومة وما دامت الحكومة موجودة ولو على الورق وفي خيمه فنحن المنتصرون ولو أبيد جميع أبناء الشعب الفلسطيني .
    إنها والله لمهزلة !! , فوالله لو كانوا صادقين في نيتهم وجهادهم ما ورطوا أنفسهم في هكذا واقع مثل هذه الورطة التي لا خروج منها إلا بحل الحكومة والسلطة و بالتوبة والعودة إلى صفوف المجاهدين والأخذ بشروط النصر وصفات الطائفة المنصورة حتى يُمكن الله للمجاهدين في الأرض, فالأمر من ناحية شرعيه جدُ لا هزل فيه .
    فالمجاهدون في سبيل الله حقاً من أصحاب العقيدة الصحيحة يريدون حرث الآخرة وهي أكبر همهم ولا يضحون إلا في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ودفاعاً عن هذه العقيدة وهذا الدين وهدفهم إما النصر وأن تعود فلسطين موحدة لله رب العالمين وإما الشهادة وهذا كله يؤدي بالضرورة إلى أن يعيش المسلمون أحراراً أعزاء في وطنهم آمنين مطمئنين , فيجب أن يكون عملنا صحـيحا خالصاً لوجه الله حتى يتقبله الله منا .
    فعلى جميع الكتــــائب المجاهدة في فلسـطـين والتي لا نشك بإخلاص أفرادها ولا بولائهم لدينهم وحسن سريرتهم وصدق نيتهم بأن تبادر إلى تشكيل ( مجلس شورى ) من القيادات الميدانية تجتمع تحت قيادة واحدة تحت راية ( القرآن والتوحيد)وحتى لا يضيع عملكم أيها الأبطال هباءً منثوراً وحتى يُمكن الله لكم في الأرض, قال تعالى
    (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55) اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد




    --------------------------------------------------------------------------------

    * الكاتب والباحث والمحلل السياسي
    المختص بالقضايا الاسـلاميـه
    bauodtamimi@hotmail.com
    bauodtamimi@yahoo.com



    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد : مقالات للشيخ اسعد بيوض التميمي 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    ( لماذا هذا الحقد الدفين على الإسلام أيها البابا ؟؟
    إنهاالحرب الصليبيه )
    [بقلم :* محمد أسعد بيوض التميمي (الكاتب والباحث والمحلل السياسي الفلسطيني)]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( ود كثيراً من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كُفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) 109 البقره , قال تعالى ( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) 71 أل عمران .
    إن ما تفوه به ( بابا الفاتيكان ) ضد الإسلام وضد نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ليس بجديد ولا هو عن جهل ولا زلة لسان , وانما هو حقد دفين على الاسلام وأهله متوارث عبر القرون , ومنذ أن نزل القرأن على محمد صلى الله عليه وسلم الذي يدعوا إلى عبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد وليس له شريك في المُلك , قال تعالى (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )8الصف , فسرعة إنتشار الإسلام في الأرض أذهلت وأثارت حسد الكُفار والمشركين والملاحده والشياطين وأتباعهم في كل زمان وحين , فالإسلام لم يدخل إلى بلد و أخرجه أهله منه لأن أهله كانوا يُسلمون بمحض إرادتهم دون إجبار وإكراه , وذلك لما وجدوا في هذا الدين العظيم من عدل ورحمة وإنسانيه , ولأنهم وجدوا تعاليمه تتوافق وتنسجم مع الفطرة الانسانيه السليمه التي تبحث عن السعادة في الحياة .
    فسرعة إنتشار الإسلام في فترة وجيزه تعتبر لمحة بصر في عمر الزمان هي التي جعلت هؤلاء الحاسدون يقولون بأن الإسلام إنتشر بحد السيف , وأخذوا يُحرفون معنى الجهاد في سبيل الله وأهدافه وغاياته مدعين بأنه دعوة فوضويه للقتل والعنف والإرهاب, وأن الناس إعتنقوا الإسلام بالإجبار والقوه والإكراه , فهذه مقولة كاذبة خاطئه فهي تدل على الحقد الأعمى على الإسلام , فحقائق التاريخ وحقيقة الفتوحات الإسلاميه هي أكبر رد على هذه الإفتراءات الباطله المفعمة بالحقد الأسود والحسد الشيطاني .
    فالإسلام لا يُمكن الدخول فيه عن طريق الإكراه والإجبار لأن الإيمان بالله هي علاقة بين الإنسان وربه فمن يستطيع أن يخدع الله !! فالله يطلع على مكنونات القلوب إن كانت صادقه أو كاذبه , فالإيمان بالإكراه لا يُعتد به من ناحية شرعيه إلا إذا كان عن قناعة كامله , فكيف لعقيدة تقوم على العلاقه المباشره بين العبد وربه والثواب والعقاب بيد الله سبحانه وتعالى ممكن أن يكون فيها إكراه على إعتناقها .
    ومن الدلائل الكبرى على أن إعتناق الإسلام لا يكون إلا بالإقتناع هو أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى يُعتبرون أهل ذمه بالنسبة للمسلمين أي انهم أمانة في أعناقهم ما داموا يُحافظون على العهد والميثاق الذي يُنظم علاقاتهم بالمسلمين حتى أن من يُقتل من المسلمين دفاعاً عنهم وعن أموالهم وأعراضهم فإنه يُعتبرشهيد , أما إذا نقضوا العهد والميثاق وأعلنوا العداء للمسلمين أو أعانوا أعدائهم عليهم كما فعل اليهود في فلسطين فإن قتالهم يُصبح واجب شرعي وفرض عين دفاعاً عن الإسلام وديارالمسلمين ,قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين
    *إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون )8+9الممتحنه .
    ولو كان الإسلام قد فُرض بالإكراه وبالقوه وبالسيف ما كان قد بقي نصراني أو يهودي في ديار الإسلام وبين ظهراني المسلمين خلال 1400 سنه من إستمرار دولة الإسلام التي غابت عن الوجود في مطلع القرن العشرين .
    وإذا كان (البابا) كما يقول بأنه عالم في اللاهوت والأديان فكيف لم يأته نبأ ( العُهده العمريه ) التي كتبها سيدنا وحبيبنا الخليفه العادل (الفاروق عمر بن الخطاب ) لأهل القدس النصارى عندما فتح القدس , وكيف أنه رفض أن يُصلي في داخل كنيسة القيامه قائلاً أخشى أن يقول المسلمون هنا صلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستولوا عليها.
    و ألم يأتك أيها ( البابا )نبأ وصية ( أبي بكرالصديق ) خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقادة جيوش الفتح المنطلقه من المدينه المنوره إلى جهات الدنيا الأربعه حيث جاء فيها ( لا تخونواولا تغلواولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولاإمرأة ولا تقطعوا شجراً ولا تحرقوه ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم بالصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم إليه ) .
    فكيف أيها ( البابا ) لأناس هذه هي أخلاقهم وتعاليمهم لجنودهم في ميدان القتال و التي تحثهم على التعامل بمنتهى الإنسانيه والرحمه مع الشجر والحيوان أن يفرضوا دينهم بالقوه وبالسيف .
    والمسلمون في جميع معاركهم كانوا أقل عدداً وعدة من عدوهم لأنهم يؤمنون بأن النصر من عند الله وليس بالسيف , فالسيف هو لإرهاب عدو الله وعدونا ولقتال من يقاتلنا أويعتدي على ديننا وعقيدتنا وديارنا وليس لإكراه الناس على الإسلام فبدون السيف نكون كلأ مباحاً للأمم كما نحن اليوم ,لذلك تتهمنا أيها ( البابا ) بالإرهاب والتطرف حتى نلقي السيف من ايدينا ونحمل بدلاً منه سيفاً خشبياً نشرعه في الرقصات الفلكلوريه ونحن نرتدي ملابس مزركشه بكل ألوان الطيف .
    وألم يأتك أيها ( البابا ) نبأ تعاليم التلمود والتوراه المحرفه التي تقول عن أصحابها بأنهم إخوانك في العقيده والدين فإنها تقول ( إحترز من أن تقطع عهداً مع سكان الأرض التي أنت أت إليها لئلا يصير فخاً في وسطك وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمه ما , بل واقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل إمرأه ) وألم تسمع بالمقوله المشهوره في أناجيلكم المتعدده والمحرفه والتي تنسبونها ألى سيدنا عيسى عليه السلام (من ليس لديه سيف فليبع رداءه وليشتري سيف ) .
    وألم يأتك أيها ( البابا ) نبأ جنوب شرق أسيا التي يوجد فيها الأن أكثر من 300مليون مسلم بأنهم قد أسلموا بواسطة التجار المسلمين أي من خلال المعامله ودون أن يصلها جندي مسلم .
    فيا أيها ( البابا ) إن التاريخ لم يشهد أرحم ولا أكثر إنسانيه من الفاتحين المسلمين هكذا يقول المؤرخون الأوروبيون أنفسهم , فتاريخهم لم يُسجل بأنهم قد إرتكبوا مذبحة أو مجزرة أو عاثوا فساداً في إحدى البلدان التي فتحوها من ( الأندلس غرباً إلى الصين شرقاً ), فالناس في البلدان التي فتحها المسلمون كانوا يدخلون في دين الله أفواجاً لما وجدوا في هذا الدين من عدل ورحمة وإنسانيه وإحتراماً لكرامة الإنسان وعقله ( ولقد كرمنا بني ادم ) ورسخ هذا الدين في عقولهم ووجدانهم وضمائرهم رسوخ الجبال التي لا يمكن أن تتزحزح من أماكنها , لذلك عندما إنحسرالإسلام السياسي المُتمثل بالدوله الإسلاميه وخضعت مُعظم بلاد المسلمين للإستعمار الأوروبي المباشر والذي حكم هذه البلدان بالحديد والنار فإن المسلمين لم يتخلوا عن دينهم وعقيدتهم رغم جميع وسائل الترغيب والترهيب والتشكيك والتخريب والقمع التي إستخدمت من أجل ذلك .
    فالمسلمون في الجمهوريات الإسلاميه في الإتحاد السوفياتي الإلحادي السابق بقوا مُحافظين على دينهم يتداراسونه بالسر رغم شدة البطش والقمع والمجازر التي تعرضوا لها ورغم عدم معرفتهم باللغة العربيه ورغم هدم مساجدهم وحرق مصاحفهم , فالذي كان يُضبط وهويُصلى أولديه مصحف فإنه كان يُتهم بالرجعية والخيانه فيُعدم أويُنفى إلى سيبريا , فما أن سقط الإتحاد السوفياتي الإلحادي حتى إنبعث الإسلام في هذه الجمهوريات الإسلاميه من جديد بشكل أذهل الدنيا كلها , فلو كان هؤلاء قد أكرهوا على الإسلام لتخلوا عنه بمُجرد تعرضهم إلى هذا الإبتلاء العظيم الذي إستمر سبعين عاماً على يد الشيوعيه الملحده القاسيه قساوة الحديد والتي لاتعرف الشفقة ولا الرحمه .
    وألم يأتك ايها ( البابا ) نبأ فرنسا الصليبيه التي تتبع كنيستك عندما إستعمرت الجزائر لمدة مائة وأربعين عاماً حاولت خلالها القضاء على الإسلام في الجزائر بالحديد والنار حتى أنها قتلت من الشعب الجزائري المسلم الملايين بمنتهى الوحشية وعدم الشفقة والرحمه , ومن أجل إجبار الشعب الجزائري على أن يقبل بالأمر الواقع بأن تصبح الجزائر جزء من فرنسا وإجتثاثها من ديار الإسلام , ولكن فرنسا فشلت بمهمتها فكانت جمعية العلماء وكتاتيب (بن باديس )هي التي إنطلق منها المجاهدون الجزائريون لإستعادة الجزائر وها هو الإسلام في الجزائر يغلي ويفور في نفوس الجزائريين فهو خيار الشعب الجزائري رغم محاربة عملاء فرنسا لهذا الخيار بشده وعنف , فإنتخابات عام 1991تشهد على ذلك .
    وألا يذكر ( البابا ) الحروب الصليبيه عندما دخلت جيوش الصليبيين القدس حيث قامت بذبح سبعين ألفاً من أهلها المسلمين بناءاً على فتوى(ا لبابا ) يومئذ حتى أن خيلهم غاصت ببحر من دماء المسلمين, وعندما إستعادها المسلمون بقيادة (صلاح الدين الايوبي )لم يقتل أحدا من الصليبيين غير المحاربين وتم تخييرهم بين البقاء والخروج فخرجوا بمحض إرادتهم وسُمح لهم بأن يأخذوا معهم متاعهم وأموالهم حتى أن بطريرك القدس غادر المدينه مصحوباً بعدة عربات مُحمله بالذهب والسجاد وكل أنواع المتاع النفيس مما أغاظ بعض المسلمين فقالوا ل(صلاح الدين الأيوبي) إن البطريرك ينقل أموالاً لاتقل قيمتها عن مئتي ألف دينار ولقد سمحنا لهم بحمل متاعهم وأما خزائن الكنائس والأديره فلا يجوز تركها لهم , بيد أن ( صلاح الدين الأيوبي ) أجاب ( علينا أن نطبق المواثيق التي قطعناها بحذافيرها فلا يستطيع إنسان إتهام المسلمين بخيانة عهودهم بل أن النصارى سوف يتذكرون أينما حلوا مما غمرناهم به من إحسان ) المصدر الحروب الصليبيه كما رأها العرب أمين معلوف ص250 .
    هذا هو ديننا وهذا هو إسلامنا وبهذا يأمرنا يا أيها (البابا )الذي توارثت حقدك على الإسلام من أسلافك الذين أفتوا لأتباعهم بإرتكاب المذابح ضد المسلمين في الحروب الصليبيه وأسلتم دمائهم أنهاراً بسيوفكم .
    وألا يذكر (البابا) بأن المسلمين عندما فتحوا الأندلس لم يتعرضوا لأحد من أهلها أو يجبروهم على إعتناق الإسلام وأقاموا فيها حضاره وجعلوا منها قبلة لطلاب العلم من الأوروبيين عندما كانت أوروبا تغرق في بحر من الظلمات , أما عندما هُزم المسلمون في الأندلس بعد ثمانمائة عام على أيدي أتباعه ماذا حصل للمسلمين؟؟؟ ألم ترتكب ضدهم المذابح والمجازر التي لم يذكُر التاريخ لها مثيلاً والتي عُرفت في التاريخ( بمحاكم التفتيش ) والتي كانت تفتش على قلوب الناس هل بقوا مسلمين أم إرتدوا عن الإسلام , فالذي كان يتمسك بدينه يُذبح وفر كثير من المسلمين بدينهم إلى المغرب العربي بعد ان ذبح منهم الملايين , وحتى أن اليهود لم يسلموا من هذه المذابح فأ تباع ( البابا ) قاموا بذبح اليهود وإجبارهم على تغيير دينهم وطردهم من الأندلس والذين كان المسلمون يتسامحون معهم بشكل لم يعرف اليهود له مثيلاًفي تاريخهم , ولقد سمعت رئيس الكيان اليهودي السابق (إسحاق نافون) وهو مستشرق في برنامج وثائقي عن (الأندلس ) يقول بأن الفتره التي عاشها اليهود في الأندلس تحت حكم المسلمين هي الفتره الوحيده في التاريخ التي لم تشهد إضطهاداً أو مذابح ضد اليهود وهي الفتره التي شهدت إبداعات فكريه وأدبيه لكثير من اليهود .
    وهل نسي ( البابا ) المذابح التي يتعرض لها البروتستانت في إيرلندا الشماليه على أيدي الإرهابيين الكاثوليك أتباعه ؟؟ , وهل الذي إفتعل الحربين العالميتين الأولى والثانيه خلال عقدين من الزمن والتي راح ضحيتها عشرات الملايين من البشر هم المسلمون أم أتباع دينه وملته ؟؟؟, وهل الذي ألقى قنبلتي هيروشيما وناغازاكي على اليابان هم المسلمون أم الغرب الصليبي ؟؟ , ومن الذي زرع هذا الكيان السرطاني المجرم في أرض فلسطين والذي حولها من أرض تنتج العسل واللبن إلى أرض تنتج الموت والهلاك والدمار والعذاب ومن أرض هادئة أمنة وادعه إلى أرض تشتعل فيها النيران وفقد فيها الأمن والأمان ؟؟؟؟ أليس هو الغرب الصليبي .
    إن الكيان اليهودي وما يُسمى ( بإسرائيل ) سيبقى لطخة خزي وعار وشنارفي جبين الحضاره الغربيه والتي تفوق بشاعتها أية جريمة في التاريخ .
    أما قول البابا ( بأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يأتي إلا بالشر والسوء )فهذا قول فيه إفتراء وبهتان وحقد أعمى على الآسلام قال تعالى( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنزل عليكم من خير من ربكُم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) 105البقره , فأينما يكون خير البشريه يكون الإسلام , وأينما يكون العدل والرحمه يكون الإسلام , فالإسلام جاء لينشر الفضيله ويُحارب الرذيله , وجاء بالطيبات وحارب الخبائث قال تعالى( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويُحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين أمنوا به وعزروه ونصروه واتبعواالنور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون )157الآعراف , وجاء بالعدل وحارب الظلم قال تعالى( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هوأقرب للتقوى)8المائده , وجاء بالرحمة وحارب قساوة القلوب( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ) .
    فالإسلام جاء بمنظومة أخلاقيه وقيميه إنسانيه ليس لها مثيل في الدنيا جاءت لإسعاد البشريه فليس هناك إنقاذ للبشريه إلا بها وخصوصاً الغرب الذي تعيش مجتمعاته في حالة إنهيار وتفكك وإندثار للروابط الإجتماعيه والدينيه الشرعيه مثل الزواج الشرعي والأسره والعائله والولادات الشرعيه فكل هذه الروابط تكاد أن تصبح من الماضي فهي مجتمعات في طريقها لأن تصبح مجتمعات حيوانيه .
    حتى أن ( الأمير تشارلز ) ولي عهد بريطانيا إستشعر الخطر الذي تعيشه المجتمعات الغربيه , فلقد نشرت جريدة الرأي الأردنيه في عددها رقم ( 9601 ) الصادر بتاريخ 15/12/1996 تحت عنوان ( الأمير تشارلز يدعوا الغرب للتعلم من الإسلام للمحافظه على القيم المقدسه ) , حيث أدان الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا النزعات الماديه الحديثه ودعا الغرب للتعلم من الإسلام لتجديد إحترامه للقيم المقدسه وقال الأمير تشارلز إن المجتمعات الغربيه تعاني من فقدان الإتجاه والهدف فيما نجح الإسلام في الجمع بين هويته الروحيه وبين الحداثه وفي حديثه أمام مؤتمر سنوي للخارجيه البريطانيه في لندن امس الأول وصف تشارلز الماديه الحديثه بعدم الإتساق وقال إنها تؤدي إلى عواقب مدمره على المدى البعيد وأضاف إن فصل البحث العلمي عن المباديء العليا والخلقيه والإعتبارات المقدسه قد أدى إلى نشوء ظواهر سيئه ودعا الخبراء الإقتصاديين ورجال الدين بمركز ( ويلتون بارك ) إلى الإستعانه بالمدرسين المسلمين في حماية القيم لدى الصغار , وكان الأمير تشارلز قد سبق له الحديث عن الإسلام في خطاب أمام جامعة اكسفورد عام 1993 ركز فيه على الإطار العام للعلاقه بين الإسلام والغرب لكنه تطرق أمس لأول مره إلى تصوره لهذه العلاقه العمليه بين الجانبين وقال في كل أنحاء العالم يُمكننا أن نجد من يريد تعلم الإنجليزيه لكننا هنا في الغرب نحتاج للتعلم بواسطة مدرسين مسلمين كيف نتدبر الأمور مرة أخرى بقلوبنا وليس بعقولنا فقط .
    وقال تشارلز في خطابه ان الإسلام وأديان الشرق قد نجحت على مر العصور في الحفاظ على رؤيتها المتماسكه للعالم والكون في مجمله وقال إننا في الغرب يمكننا الإستفاده من هذه الرساله في إعادة إكتشاف جذور مفاهيمنا الحاليه التي ندين فيها للقيم الإسلاميه التي تحترم الطبيعه الثابته للقوانين الطبيعيه وإستطرد قائلاً ان الغرب في حاجة إلى إعادة النظر في جملة مفاهيمه العامه تجاه دور الإنسان في عدة مجالات ذكرها كما انه أي الغرب فصل على مدى القرون الثلاثه الأخيره الدين عن العلم الذي حاول أن يلعب دور ( الرب ) مما أدى إلى تقكك العالم وإنحطاط المقدسات لتصبح مجرد مسائل ثانويه متباعده لا رابط بينها في عالم اليوم .
    فيا أيها ( البابا )هذه شهادة شاهد من أهله , فالخراب في الغرب وصل أيضاً إلى الكنيسه التي يترأسها ( البابا ) فكم من فضائح الشذوذ الجنسي والاعتداءات الجنسيه على الأطفال والتي حصلت في داخل الكنائس و التي إهتزت لها المجتمعات الغربيه وكان أبطالها من القساوسه والكرادله ورعاة الكنائس التابعه اليك في كثير من دول أوروبا وفي أمريكا يُبيح هؤلاء الكرادله الشذوذ الجنسي والزواج المثلي فكثير منهم شاذين جنسيا , فأي عقل هذا الذي يتحدث عنه البابا والذي يُبيح ويقبل الشذوذ الجنسي والزواج المثلي , فوالله ان الحيوانات تأبى هذا الفعل والتصرف فكيف يقبله من يتهم الإسلام بتناقضه مع العقل .
    ان مفاهيم وقيم الحضاره الغربيه لا تصلح حتى للحيوانات فهي تقود البشريه نحو الهاويه والدمار الشامل إذا لم تنقذ على أيدي المسلمين كما يقول الامير تشارلز .
    وألم يأتك أيها ( البابا ) نبأ أسلافك من الباباوات في القرون الوسطى الذين كانوا يبيعون (صكوك الغفران وأرض الجنه بالمتر ) لأتباعهم المغفلين وتجريم كل من إستعمل عقله بالبحث العلمي وإلقاء الحرمان الكنسي عليه, ألم يقوموا بحرق العالم الايطالي ( جاليلو)الذي قال بدوران الأرض وكرويتها .
    ان محاربة الباباوات للعلم والعقل أدى إلى حدوث ثوره على الكنيسه عُرفت ( بثورة البروتستانت بقيادة مارتن لوثر كينغ )والتي ادت الى فصل الكنيسه عن الحياه .
    وإذا كنت أيها ( البابا )عالماً بالأديان وتدعي بأن لديك ثقافة واسعه حول الإسلام فكيف لم تقرأ وتعرف بأن الإسلام جاء لمخاطبة العقل وان العقل في الاسلام هو المكلف شرعاً , فالذي لا عقل عنده غير مكلف بأوامر ونواهي وفروض الإسلام , فالقاعده الفقهية تقول ( إذا أخذ ما أوهب أي (العقل )أسقط ما أوجب أي (التكليف) ) , وألم تقرأ أن مئات الأيات في القرأن الكريم تدعوا إلى التفكير والتدبر وإعمال العقل في هذا الكون وفي هذه الحياة ( لعلهم يتفكرون, ولعلهم يتدبرون, ولعلهم يعقلون ) وان القرأن الكريم يتحدث عن الحكمه وهي أعلى مراتب العقل ( ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ).
    قال تعالى ( قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن ءامنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون ) 59 المائده .
    ان الحرب ا لدائره بيننا وبين الغرب هي حرب صليبيه تستهدف تدمير الإسلام وأهله , لأن الصليبيين يعلمون أن قوة المسلمين تأتي من تمكن روح الجهاد في نفوسهم وان القضاء على فريضة الجهاد يعني القضاء على الإسلام والمسلمين فكل من لا يحدد معالم الحرب والمعركه التي تخوضها الأمه بأنها حرب صليبيه ويدعوا إلى حوار الحضارات الذي ليس له وجود في عقول الغربيين الصليبيين وفي مقدمتهم ( البابا ) انما هومداهن ومجامل للكفار على حساب الإسلام أو جاهل وغبي أو خائن وعميل وجزء من الحرب على الإسلام والمسلمين ولو كانت عمامته بطول قطر الكره الأرضيه وإسمه ألمع من الشمس وألقابه لاتعد ولا تحصى , فهذه الحرب تستخدم كثير من الأدوات من رجال دين و مفكرين و أدباء و شعراء و أحزاب ,فالحوار المطلوب مع الغرب ان يكون من منطلق الآيه الكريم( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعُبد إلاالله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون )64ال عمران .
    فإن ما تفوه به ( البابا ) ضد الإسلام وضد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم انما يؤكد على هذه الحقيقه و يأتي في السياق التاريخي للحرب على الإسلام وهو تعبير عن حقيقة موقف ( البابا ) من الإسلام وليس عن جهل , وهو ينسجم مع ما أعلنه ( بوش ) في بداية الحرب على أفغانستان والعراق وما أعلنه قبل أيام باننا نخوض حربا ضد الفا شية الاسلاميه وما تخرس به البابا يذكرنا بتصريح ( الجنرال اللنبي ) قائد قوات الحلفاء في الحرب العالميه الأولى عندما دخل القدس وهو على صهوة جواده حيث صرح بكلمات مدويه لا زال صداها يتردد في أذان المسلمين حيث قال ( الأن إنتهت الحروب الصليبيه ) أي انه إعتبر أن الحروب الصليبيه الأولى لم تنتهي بإنتصار المسلمين والقضاء على دولة الصلبيين وانما إستمرت منذ ذلك الحين حتى توجت بإنتصارهم في الحرب العالميه الأولى واحتلالهم القدس مرة اخرى .
    ويذكرنا ايضا بالجنرال الفرنسي( غورو ) قائد القوات الفرنسيه التي دخلت دمشق بعد معركة ( ميسلون ) عندما توجه فورا إلى قبر ( صلاح الدين الأيوبي ) ووكزه بسيفه قائلاً ( قم يا صلاح الدين ها نحن قد عدنا أخيراً ) .
    إن هذا الدين لولا انه دين الله و تكفل بحفظه لإستئصل منذ زمن بعيد ( والله متم نوره ولو كره الكافرون ) , وإني أبشر ( البابا ) بأن الإسلام سيدخل روما يوماً من الأيام وسنفتحها كما وعدنا ( رسول الله صلى الله عليه وسلم )بذلك عندما قال ( ستفتح عليكم القسطنطينيه ثم روما قالوا أيهما أول يا رسول الله قال القسطنطينيه ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش ) فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد فتحنا القسطنطينيه لتصبح عاصمة دولة الإسلام وقلعته الشامخه لمدة خمسة قرون وسيصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فسنفتح روما فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
    _________________________
    الكاتب والباحث والمحلل السياسي
    المختص بالقضايا الاسلاميه
    محمد اسعد بيوض التميمي
    bauodtamimi@hotmail.com
    bauodtamimi@yahoo.com

    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد : مقالات للشيخ اسعد بيوض التميمي 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    لماذا هذا يا حماس ؟!
    [بقلم :* محمد أسعد بيوض التميمي (الكاتب والباحث والمحلل السياسي الفلسطيني)]

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ).

    فلماذا تورطت(حماس) بهذه الورطة الخطيرة التي تسمى ( الحكومة وماهي بحكومة ) ووضعت نفسها في هذا المأزق السياسي الخانق , وهنا أقصد بحماس ما يُعرف ب (ا لقياده السياسية لحماس ) وليس ( كتائب الشهيدعز الدين القسام ) , والتي تجني هذه القياده ثمارجهادها البطولي والتي ماهي إلا تشكيله من الخط الثاني والثالث لبقايا القياده التاريخيه لقيادة(حماس) التي إستشهد مُعظم رموزها ومن بعض المحسوبين على(حماس)ومن بعض الإنتهازيين من الموجودين في الداخل والخارج والذين رُكبوا على (حماس) تركيب وللأسف لم يُمحص هؤلاء من قبل (كتائب الشهيد عز الدين القسام) التي هي بالأساس مصدر القوه ل(حماس) والتي من المفروض أن تكون صاحبة الولايه بإعطاء الشرعيه لكل من أصبح قائداً في (حماس) ,فورطة حركة( حماس ) بهذه الحكومة ناتجه عن الأسباب التاليه :-
    أولاً:- عدم التزام قيادة ( حماس )ب(القرآن والسنه )كمرجعيه توضح لها الطريق وإستبدال هذه المرجعيه بما يسمى ب (وثيقة الوفاق الوطني ) وهي مرجعية جاهليه لايجوز أن تكون مرجعيه لمشروع جهادي . قال تعالى( قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يُتبع أمّن لا يهدي إلاأن
    يُهدىفمالكم كيف تحكمون) 35يونس.
    ثانيا :- الغفلة من (قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام ) وعدم التدقيق بتاريخ وكيفية مجيء كل من أصبح من قيادة( حماس ) وخصوصا في الخارج ,فليس كل ما يُعرف يقال فأنا والله لست مشككا بل أعرف بعض الحقيقه .
    ثالثاً :-عدم الوعي والنضوج السياسي للقياده السياسيه ل (حماس)
    فهذه الورطه والتي هي بمثابة خطأ إستراتيجي سيكون لها عواقب سلبيه على حركة (حماس) في المستقبل لأن هذه الحكومه ليست أكثر من فخ ومصيده وقعت فيها , فهي تتناقض مع مشروعها الجهادي الذي يهدف إلى النصر أو الإستشهاد والذي من المفروض أن تكون مرجعيته (القرأن والسنه) ,ام ان إستراتيجية هذه القياده هو أن تكون قياده بديله ؟؟ .
    فلذلك كان الإصرار من قبل هذه القياده على دخول الإنتخابات التشريعيه المنصوص عليها (بإتفاقيات أوسلو)المرفوضه رفضاً قطعياً من قبل حركة(حماس),ولذلك وافقتم على تشكيل الحكومه التي ما هي إلا حكومة السلطه التي أوجدت بموجب ( إتفاقيات أوسلو )التي خونتم وجرمتم وكفرتم أصحابها واتهمتموهم بأبشع التهم وعملتم على إسقاطها وإعاقة تنفيذها , ولأجل هذا الإصرارعلى البقاء في هذه الحكومه التي تبين لكم بالتجربه وبالبرهان وبحقائق الواقع بأن هذه الحكومه ليس لها وجودلاعلى الارض ولا في السماء ولا في الهواء بل هي سراب بسراب ووهم بوهم وليست اكثر من فزوره فالفزوره تقول أن (هناك حكومه والحكومه في الصندوق ,والصندوق له باب ,والباب له مفتاح, والمفتاح بيد العدو, والعدو متى قرر أن يفتح باب الصندوق يفتحه, ومتى قرر أن يُغلقه يُغلقه, ومتى أراد أن يُمد يده في داخله ليقبض على من يريد من الموجودين فيه ليلقي بهم في أقفاص السجون فإنه يفعل ), وهاهو العدو يعتقل مُعظم أعضاء هذه الحكومه أي الوزراء وما هم بوزراء وأعضاء المجلس التشريعي ورئيسه الذي إحتج في المحكمه على إعتقاله لأنه منتخب من الشعب الفلسطيني وكأن هذا العدو المجرم الغاصب يقيم وزنا لإنتخابات تجري تحت حرابه .
    فأليس من المضحك والمبكي والمخزي بأن يقبل ذو لب أو وعي سياسي أو فهم للواقع بأن يكون رئيسا أوعضوا في هكذا(حكومه صندوقيه) لا تملك من أمرها شيئا ,ورغم هذه المهزله
    وهذه السخافه إلا أن أعضاء (حكومة الصندوق) تجدهم يتمسكون بالسراب والوهم , فيصرون على الإستمرار في هذه المهزله والمسخره الى النهايه معلنيين بأنهم لن يتنازلوا عن هذه الحكومه( المنتخبه ديمقراطيا) مهما كان الثمن حتى ولو كان موت الشعب الفلسطيني جوعاً .
    فلقد تبين أن هذه القياده ليست على مستوى قضيه مقدسه مرجعيتها (القرأن والسنه) كالقضيه الفلسطينيه وقيادة شعب استثنائي مجاهد كالشعب الفلسطيني العظيم,والذي علم الدنيا البطوله والتضحيه والفداء .
    فهذا الشعب و للأسف الشديد وبسبب من يدعون أنهم قيادته الشرعيه سواء من ( فتح أوحماس)أصبح يعيش في حالة فراغ سياسي هائل وفي حالة فقدان للبوصله والاتجاه , فحقا إن هذا الشعب متفوق على كل من يدعي بأنه قائد لهذا الشعب, حقا ان جميع هذه القيادات السياسيه هم من الأقزام أمام هذا الشعب العملاق .
    فمُنذ أن جاءت الإنتخابات التشريعيه المقرره بموجب(إتفاقيات أوسلو) بقيادة (حماس السياسيه) إلى حكومة السلطه تبين من خلال التصريحات والمواقف لهذه القياده بأن الحكومه والسلطه والكراسي أكبرهمها ولو كانت هذه الكراسي من خوازيق وموضوعه في صندوق مفتاحه بيد العدو , وأظهرت مدى سذاجة هذه القياده وسطحيتها وعدم نضوجها ووعيها السياسي ,وبأنها ليست على مستوى قيادة حركه بحجم حركة ( حماس ) تمتلك ذراع عسكري ضارب والمتمثل ب (كتائب الشهيدعزالدين القسام) الذي إخترع القنابل البشريه الإستشهاديه , التي نشرت الرعب والذعر والخوف في أرجاء الكيان اليهودي وزرعته في نفوس وعقول سكانه اليهود المستجلبين من جميع انحاء العالم, فكان أدائهم الجهادي والقتالي يتفوق كثيراً على أداء (القياده السياسيه لحماس) ولا يمكن لأحد أن يُزاود على هذا الأداء ولولا هذا الأداء البطولي ما كان(لقيادة حماس السياسيه) أي شهره أو بروز , فهذه القياده السياسيه إستغلت بمنتهى الإنتهازيه والوصوليه ثمرات هذا الأداء حيث وظفته في الإنتخابات التشريعيه ,وتوظيفها في الحمله الإنتخابيه لمعرفة هذه القياده منزلة (كتائب الشهيدعزالدين القسام ) عند الشعب الفلسطيني الذي يُثمن عاليا بطولاتهم وتضحياتهم , فكان نجاح(قيادة حماس السياسيه)في الإنتخابات يفوق حساباتها نفسها وتوقعاتها ,وخصوصاً أن الشعب الفلسطيني أصابه حاله من الإحتقان والكره والإشمئزاز والقرف من فساد (كثيرمن المتنفذين في قيادة حركة فتح السياسيه أصحاب المشاريع التي تقوم على التنازل بدون حدودوالمدعومين أمريكيا وإسرائيليا ), وخصوصاً أن هؤلاء هم الذين قاموا بالتأمرعلى (ياسرعرفات رحمه الله )وتحريض الأمريكان واليهود والأنظمه العربيه عليه لأنه رفض التنازل عن (حق العوده والقدس والأقصى) حتى وصل الأمر في النهايه إلى تصفيته جسدياً .
    ونتيجة لورطة ( حماس ) تحول إتجاه الصراع , فتحول الصراع مع العدو إلى صراع بين (فتح)وبين (حماس), فالمراقب العام للمقابلات التلفزيونيه للناطقين بإسم (حماس) و الناطقين بإسم (فتح) وما أكثرهم سيجد أن لاحديث لهم إلا التهجم على بعضهم بعضاً وكيل الإتهامات لبعضهما وقد نسوا العدو وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني بل أن العدو يتفرج عليهم باسماً مستهزءاً , وصارت أولويات الشعب الفلسطيني هو التفكير في لقمة العيش والحصول على الرواتب بدلاً من التفكير في تحرير وطنه ومجابهة العدو , فمنذ سبعة أشهر والموظفين في السلطه لم يستلموا رواتبهم إلا قليلاً .
    فهذه الورطه وضعت الشعب الفلسطيني أمام خيارين إما الموت جوعاً وإما الإستسلام , وبما أن الشعب الفلسطيني مستحيل أن يستسلم فقد ينشأ خيار ثالث وهو حدوث ثورة الجياع والتي يبدوا أنها على وشك الإندلاع والتي قد ينتج عنها حرب أهليه لاتبقي ولا تذر فهاهي المواجهات التي تنذر بالخطر الداهم قد إندلعت في لحظة كتابة هذا المقال سقط خلالها 9قتلى وأكثر من 100 جريح وذلك نتيجة لقمع الجائعين , فلماذا يا (قيادة حماس)وُضع الشعب الفلسطيني أمام هذه الخيارات والتي زادته رهاقاً وتدفع به نحو الهاويه والمجهول فهل تستحق هذه (الحكومه الصندوقيه ) هذا الثمن ؟ ؟
    ولماذا يا (حماس)عندما أخذتي قراراً بخوض غمار هذا المستنقع السياسي لم يكن لديك برنامج بديل , ولماذا لم تأخذي بعين الإعتبار جميع الإحتمالات والتوقعات وما قد يترتب عليها من نتائج ومواقف وأزمات سياسيه وإقتصاديه فتكون لديك البدائل جاهزه لمواجهة تأمر رموزالفساد في (فتح والسلطه والأنظمه العربيه وموقف أمريكا وأوروبا والكيان اليهودي ), ولكن تبين أن هذه القياده ليس لديها أي بديل أوبرنامج , بل أن تصريحات بعض رموزها في الداخل والخارج في بداية فوزها بالإنتخابات دلت على أنها أربكت من حجم الفوزغير المتوقع فأخذت تستجدي (فتح) للإشتراك معها بحكومة وحدة وطنيه , فكيف ممكن لحكومه أن تتشكل من برنامجين متناقضين أحدهما فازعلى الأخر , وكيف ممكن أن تكون الأغلبيه والمعارضه في حكومة واحده فهل ممكن أن يتحد النقيضين فهذا مستحيل ,ولم يحصل في تاريخ ما يُسمى بالديمقراطيه فأي فهم سياسي هذا!! .
    ولقد تبين أيضا أن هذه القياده ليس لديها أي فكره أو معلومات سياسيه عن المعادله السياسيه التي تحكم الحكومه الفلسطينيه التي تمثل( السلطه الفلسطينيه المنبثقه عن إتفاقيات أوسلو) ومن هو صاحب القرار في عالم اليوم الذي لايوجد فيه سياده إلا لأمريكا , فبعض هؤلاء الرموز صرحوا تصريحات تدل على ( الأميه السياسيه ) ومن هذه التصريحات ( بأن طمأنوا الجميع وخصوصاً رئيس السلطه أبو مازن بأن الدعم العربي سيأتي وبأن جميع إلتزامات السلطه ستلتزم بها إيران وما أدراك ما إيران , وبعضهم صرح بأننا سنستغني عن الدعم المالي الخارجي وبأن ما تجمعه السلطه من ضرائب تكفي لتسديد هذه الإلتزامات وبعضهم صرح بأن خزائن السلطه مليئه بالمال ) .
    وعندما قررت أمريكا منع أي معونه عربيه أو دوليه للسلطه إلا إذا اعترفت ( حماس ) بالكيان اليهودي دون استحياء وعلى خجل ولف ودوران وتوريه , صرح بعض قادة (حماس) بأننا سنقوم بجمع التبرعات من العالم الاسلامي وكأن التبرعات مسموح بها دون إذن الأمريكان , واذا سُمح بها فهل ممكن أن تنفق هذه التبرعات مهما كان حجمها على حكومه , والأنكى من كل ذلك أن رئيس المجلس (التشريعي الفلسطيني الآوسلوي)أعلن بأن الشعب الفلسطيني المحاصر والذي يحتاج إلى الدعم سيدعم السلطه من خلال التبرعات وأعلن بحركه ساذجه أمام حشد من الناس بأنه قد قبل تبرع بائع كعك جوال بحصيلة بيعه في ذلك اليوم .
    ومما يُدلل على عدم نضوج و وعي (قيادة حماس)سياسياً أن بعض رموز هذه القياده وخصوصاً في الخارج عندما فازت ( حماس) بالإنتخابات أصابهم ( فرح الأطفال عندما يأتيهم والديهم بلعبة جديده أو ثياب جديده فبدلاً من أن يُصيبهم هم المسؤوليه والشعور بثقل ا لعبيء الناتج عن قضيه بحجم القضيه الفلسطينيه و الذي ألقي على عاتقهم أخذوا يُصرحون ويعقدون المؤتمرات الصحفيه التي يتحدثون فيها عن الإنتصار الكبير الذي تحقق على (حركة فتح)حتى ظن البعض أن (فلسطين) قد تحررت من النهر إلى البحر , وعندما وجهت إليهم روسيا دعوه لزيارتها لإفهامهم شروط الدخول في اللعبه السياسيه من وجهة النظر الأمريكيه واليهوديه فظنوا أن هذه الدعوه من باب الإعتراف بهم كقياده بديله ل( منظمة التحرير الفلسطينيه),فأخذ بعضهم يتصرف وكأنه صار في موقع( ياسر عرفات) رحمه الله , وأخذوا يُبالغون في المظاهر الإستعراضيه التي تدل على الخفه وأن الأمر أكبر منهم وانهم ليسوا أهلا للقياده , وصاروا يتسابقون على التصريحات السياسيه للصحفيين وما هي بسياسيه , ورأينا قيادات تصرح لم نعرفها من قبل, وعند عودتهم من روسيا صرحوا بأنهم قد إستطاعوا أن يعيدوا روسيا إلى أن تلعب دوراًمؤثرأ في الشرق الأوسط ,وبأنها قد أصبحت الأ ن و بعد زيارتهم لها القطب الثاني في العالم , وبأنهم إستطاعوا أن يغيروا المعادله الدوليه التي تتحكم بالنظام الدولي الجديد ,وإنهم أنهوا إستفراد امريكا في العالم وفي القضيه الفلسطينيه وهم لا يعلمون بأن (الاتحادالسوفياتي السابق) بعظمته لم يكن له نفوذ في منطقتنا وانما نفوذه كان فقط في اوروبا الشرقيه , ونتيجه لهذه السذاجه السياسيه ايضا قام أحدهم بتصريح تصريحاً سياسيا ظانا بانه يمدح السعوديه فاذا به يُغضبها فيُقال بأنها قامت بطردهم .
    والأنكى من ذلك أن هذه القياده عندما ذهبت إلى إيران مقدمة نفسها بأنها القياده للشعب الفلسطيني كانت تعتقد بأن إيران صادقه ومخلصه وبأنها تتبنى القضيه الفلسطينيه وأن التصريحات والخطابات والشعارات التي تدعم بها الشعب الفلسطيني انما هي ناتجه عن موقف حقيقي وصادق مع الشعب الفلسطيني وليس من باب التقيه , فبعد أن قـبّل كبير هذه القياده يد ما يُسمى ب ( مرشد الثوره الإيرانيه خامنئي ) صرح بأن إيران ستتكفل بتوفير الدعم المطلوب لحكومة ( حماس ) وان الشعب الفلسطيني سيستغني عن دعم العالم الإسلامي والدولي , ولكن إيران حتى تخرج من هذا الإحراج الذي سببه لها هذا التصريح قررت تقديم 50 مليون دولار كدعم للشعب الفلسطيني لمره واحده ومع ذلك فإن إيران لم تدفع هذا ا لمبلغ حتى الأن ورغم مضي أكثر من ستة أشهر على هذا الوعد الكاذب والذي لن يصدق أبدالأن قيادة (حماس) لا تعرف أن إيران اليوم تقوم بذبح أبناء الشعب الفلسطيني الذين لجؤوا الى العراق عام 1948 بواسطة المليشيات الشيعيه( بدر وجيش المهدي وحزب الدعوه ) والتي يقودها ضباط إيرانيون صفويون متعصبون لعنهم الله.
    ولماذا لقياده تدعي بانها تقود الشعب الفلسطيني لا تحرك ساكنا أمام المذابح التي يتعرض لها هذا الشعب على أيدي الشيعه المدعومين من إيران بل يتم تغطية من يقوم بهذه المذابح وتقبيل يد راعي هذه المذابح هو(الخامنئي) .
    لماذا يا قيادة (حماس) هذا الصمت وهذه التغطيه على هذه الجرائم أهو مقابل الإستمتاع بزيارات تقومون بها لإيران تلاقون فيها حفاوه زائفه تشعركم بأنكم قاده عظام, ان من يصمت على الجريمه انما هو شريك فيها .
    وها هو الشعب الفلسطيني ونتيجة لهذه الورطه الحماسيه الكارثيه بدأ يتملل وبدأ يضج وبدأ يشعر بالإختناق , وها هو الإقتصاد الفلسطيني بدأ ينهار وها هي الإحصائيات وإستطلاعات الرأي تقول بأن حوالي 65% من أبناء الشعب الفلسطيني من الموظفين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من سبعة أشهر بدأوا يفكرون بمغادرة فلسطين والبحث عن لقمة العيش خارجها وأنهم أصبحوا غير قادرين على الإستمرار على هذا الحال المتفاقم .
    وكلما إزدادت الأمور سوءاً خرج علينا (رئيس حكومة الصندوق) والذين معه من الفرحين بمناصبهم الصندوقيه الوهميه بتصريحاته( بأن على الشعب الفلسطيني أن يصمد لأن هدف العدوهوإسقاط (الحكومه الصندوقيه) ولن تسقط الحكومه بل ستستمر أربعة سنوات ومن أجل أن لا تسقط هذه الحكومه المسخره عليكم أن تأكلوا زعتر وزيت ,وكأن الزعتر والزيت مجاني وإن وجدا ألا يحتاجا إلى خبز, فتصريحات رئيس (حكومة الصندوق)تذكرني بحكام سوريا عند هزيمة 1967حيث صرحوا يوم ذاك قائلين ( أن هد ف العدو لم يكن إحتلال الجولان وإنماكان إسقاط حزب البعث فلو بقي الحزب في خيمه فنحن المنتصرون) فهم وكأنهم يقولون للشعب أصمد حتى الموت فليس لدينا بديل أخر .
    وهم يتغطون بتشبثهم بالحكومه بغطاء مكشوف مدعين بأنهم ليسوا معترفين
    ( بالكيان اليهودي )وأن المطلوب من هذه القياده هو الإعتراف به وهم في الحقيقة معترفون به ولكن على إستحياء وبلف ودوران , والأمريكان واليهود يرفضون أن يُعترف بالكيان اليهودي على إستحياء وإنما بوقاحه .
    فقبول حماس الإشتراك في إنتخابات منبثقه عن ( إتفاقيات أوسلو )هو إعتراف بالكيان اليهودي وقبولها بقيام دوله فلسطينيه على حدود 1967, أليس هذا إعتراف !!! وأليس خطابها السياسي الذي يدعوا إلى انسحاب ما يُسمى ب ( إسرائيل) من الارض المحتله عام 1967 هو إعتراف بأن الجزء الذي اغتصب من فلسطين عام 1948 ليس مغتصب وانما الجزء المغتصب هو فقط عام 1967!!! فبماذا يختلف هذا الخطاب عن خطاب( نبيل عمرو والدحلان وياسر عبد ربه وصائب عريقات)وألا يعتبر إعتراف القبول بوثيقة التفاهم الوطني التي تنص على الإعتراف بالكيان اليهودي, فلماذا يا (حماس) التمترس وراء مواقف زائفه خادعه فلو كنتم صادقون بمواقفكم لإتخذتم موقفا مغايرا يُثبت للعالم زيف ما يُسمى بالديمقراطيه الفلسطينيه ذات المقاسات الأمريكيه , وأنهيتم الهدنه وأعلنتم بأن لا خيار إلا (الجها د والقتال),وان عدونا لايفهم إلا لغة القوه,وأن ما يُسمى بعملية السلام مع اليهود انما هو حرث ببحر وملهاة ومضيعة للوقت وان مايسمى بالحكومه وهم بوهم وكسراب بذي قيعه .
    انني أتوجه إلى ( كتائب القسام قيادة وجندا) بالنصح وبما يُمليه علي ديني ومن منطلق كتاب الله وسنة رسوله عليكم بأن تعيدوا النظر بتجربة الحكومه التي شكلتها قيادتكم السياسيه , وأن تعلنوا بأن لا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا الجهاد والقتال في سبيل الله من أجل إسترجاع كامل التراب الفلسطيني المبارك الطهور وبأن هذا العالم الذي يدعي ما يُسمى بالديمقراطيه انما هو عالم ظالم كذاب وعليكم أن تقوموا بتعرية ما يُسمى بالديمقراطيه وفضحها لا بمدحها كما فعلت القياده السياسيه التي تصرح دائماً بأننا جئنا للحكومه بموجب عمليه ديمقراطيه شهد لها العدو و العالم , أي عالم هذا ؟؟ انه عالم ظالم حاقد علينا وعلى ديننا وهو الذي أعطى وطننا لليهود ليقيموا عليه كياناً سرطانياً دموياً فشهادته عندنا مرفوضه .
    فعليكم الإستقاله من الحكومه والمجلس التشريعي وتحذير كل حكومه قادمه من تقديم أية تنازلات للعدو وعليكم بكل من يتأمر على الشعب الفلسطيني وقضيته المقدسه
    وعليكم أيها الأبطال المجاهدون بأن تفرزوا قياده سياسيه جديده منضبطه مع إيقاعكم الجهادي وان ترتقي إلى مستوى بطولاتكم تكون مرجعيتها ( القرأن الكريم والسنه النبويه)وليس (وثيقة الاسرى والوفاق الوطني والبرامج السياسيه لمنظمات كافره تعادي الله ورسوله من أصحاب الرايات الحمراء ).
    فالأمر جد لاهزل فيه ففلسطين المباركه أكبر منا جميعا فهي جزء من عقيدة المسلمين مسجله في كتاب ربنا فهي لاتقبل أن نجامل بعضنا بعضا على حسابها ولتعود قنابلكم الإستشهاديه من جديد تزلزل أركان الكيان اليهودي الغاصب وتبث الرعب في جنباته ولتجبر اليهود المستجلبين من جميع أنحاء العالم يفرون إلى من حيث أتوا فلماذا يا (قيادة حماس) تغرقون انفسكم في التفاصيل الحياتيه اليوميه للشعب الفلسطيني فهذه ليست مهمتكم فمهمتكم هي قتال العدو وجهاده جهادا كبيرا فتقدموا الصفوف يا ايها المجاهدون في (كتائب القسام )كما انتم دائما مع إخوانكم في الكتائب المجاهده الأخرى ولتقوموا بإ لغاء هدنتكم مع العدوالذي لايرقب فينا الا ولاذمه والذي لم يتوقف للحظه واحده عن ذبحنا وإلا فأن الله غني عن العالمين قال تعالى( وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا امثالكم )38محمد .
    فالشعب الفلسطيني اليوم بدون قياده فهو ضائع بين من يتأمرون لإستعادة مجد مفقود وبين من يتشبثون بحكومة الصندوق وبينهما يكمن الشيطان يريد ان يزرع الفتنه التي بدأت تطل برأسها فهناك من يغذيها من أصحاب الأجندات الأمريكيه اليهوديه التي لو استيقظت لاسمح الله فستكون لعنة على كل من يشترك بها وسيلحق به الخزي والعار في الدنيا وعذاب الله في الأخرة وستضع ألف علامة إستفهام حول من يحاول إيقاظها .
    ان هذا الشعب المجاهد البطل الذي روى بدمه ارض فلسطين اكثر من ماء المطر لقادر على فرز قياده تكون على قدر تضحياته وعظمته وعلى مستوى قضيته المقدسه وإجتياز هذه المرحله الخطيرة بسلام وسيفوت الفرصه على المتربصين الخونه والعملاء وأسيادهم قال تعالى (يا أيها الذين أمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)24الانفال .
    فلا حياة ولا كرامة لنا ولا عزة إلا بالجهاد .

    --------------------------------------------------------------------------------

    * الكاتب والباحث والمحلل السياسي
    المختص بالقضايا الاسلاميه
    محمد اسعد بيوض التميمي
    bauodtamimi@hotmail.com
    bauodtamimi@yahoo.com

    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. إلى د/ إبتسام التميمي أنا راحل يا أنجمي ..
    بواسطة رُكَام الُعمرِ في المنتدى الشعر
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 13/07/2009, 01:56 PM
  2. حماس تخوض حربا نفسيا ضد اسرائيل
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08/01/2009, 03:26 AM
  3. مقالات من زمن فات
    بواسطة محمد سرحان في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29/07/2008, 03:35 AM
  4. مقامات النساء !!!!!
    بواسطة الدكتور مروان الظفيري في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05/06/2006, 03:49 AM
  5. مقامات النساء !!!!!
    بواسطة الدكتور مروان الظفيري في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04/06/2006, 02:58 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •