أَبِيٌّ أَنْتَ يَا شَعْبَ العِرَاقِ
وَفَوْقَ الْجُرْحِ مِنْ شَدِّ الوَثَاقِ
عَزِيْزُ النَّفْسِ تَأْبَى كُلَّ ضَيْمٍ
شَدِيْدُ البَأْسِ فِي يَوْمِ التَّلاقِي
تَحْمَّلْتَ المَنَايَا لا تُبَالِي
يَهِلُّ لِهَوْلِهَا دَمْعُ الْمَآقِي
وَهُنْتَ عَلَى الأَقَاصِي وَالأَدَانِي
فَلَمْ تَقْعُدْ بِعَزْمَتِكَ البَوَاقِي
إِذَا ضَاقَتْ فَرَبُّ النَّاسِ يَحْمِي
وَغَيْرُ اللهِ مَا لَكَ مِنْ خَلاق
بِلادُ الرَّافِدَيْنِ بِلادُ عِزٍّ
بِرَغْمِ النَاكِثِيْنَ ذَوِي النِّفَاقِ
بِلادُ الرَّافِدَيْنِ إِلَيْكِ نَهْفُوْ
وَنَسْعَى دُوْنَ ضُرِّكِ بِانْطِلاقِ
تَقَاسَمَتِ الشُّعُوْبُ عَلِيْكِ رَأْيَاً
إِلَى فِئَتِي خِلافٍ وَاتِّفَاقِ
فَكَانَ بِمَا تَنَاجَتْ بَعْضُ أَمْرٍ
فَوَاقَاً أَوْ أَقَلَّ مِنَ الفَوَاقِ
بِأَمْرِ الحِقْدِ قَامَ الشَّرُّ يُؤْذِي
لِيَجْعَلَ أَرْضَكُمْ وَقْدَ احْتِرَاقِ
أَتَاكِ بِكُلِّ مُهْلِكَةٍ ضَرُوْسٍ
صَوَاعِقُ حَيْثُ لا مَرْقَى لِرَاقِ
إِذَا زَحَفَتْ كَتَائِبُهُ نَهَارَاً
رَأَيْتِ اللَيْلَ مَمْدُوْدَ الرُّوَاقِ
تَمَاوَجُ بِالْمَسَاجِدَ وَالْمَبَانِي
وَتَفْتِكُ بِالنَّخِيْلِ وَبِالنِّيَاقِ
تُؤَجِجُ نَارَهَا وَاللَيْلُ دَاجٍ
وَتَعْصُرُ أَهْلَهَا وَالْمَوْتُ سَاقِ
كَأَنَّ الأَرْضَ تَأْبَى مَا أَكَالُوْا
فَتَرْفُضُ فِي ارْتِجَاجٍ وَاصْطِفَاقِ
وَآزَرَتِ العَدَاوَةُ مِنْ قَرِيْبٍ
وَمِنْ أَهْلِ الْتَّخَاذُلِ وَالشِّقَاقِ
فَلَمْ يَرْدَعْ لِظُلْمِ الأَهْلِ رَحْمٌ
وَلَمْ يَمْنَعْ وَلاءُ ذَوِي اعْتِنَاقِ
وَلَمْ يَشْفَعْ لِشَيْخٍ فَتْكُ دَاءٍ
وَلا الإشْفَاقُ لِلطِّفْلِ الْمُعَاقِ
فَلا تَحْزَنْ بِطُغْيَانِ الأَعَادِي
وَلا تَأْبَهْ بِخُذْلانِ الرِّفَاقِ
فَأَنْتَ عَلَى سَبِيْلِ الْحَقِّ مَاضٍ
لَكَ الإِكْرَامُ فِي السَّبْعِ الطِّبَاقِ
أَخَا الإِسْلامِ قَدْ أَزِفَ التَّنَادِي
عِرَاقُكَ إِنَّ عِزَّكَ فِي العِرَاقِ
لَقَدْ فَدَحَ المُصَابُ فَلَمْ يُطِقْهُ
سُوَى الأَنْذَالُ مِنْ زُمَرِ النِّفَاقِ
كَفَاكَ مِنَ الْهَوَانِ فُجُورَ غَرٍّ
كَفَاكَ مِنَ التَّعَنُّتِ مَا تُلاقِي
وَكُنْ حُرَّاً كَصَقْرٍ فِي الأَعَالِي
وَلا عَبْداً يَتُوْقُ إِلَى الإِبَاقِ
فَشَمْلُ الْمُؤْمِنِيْنَ إِلَى اجْتِمَاعٍ
وَشَمْلُ الْكَافِرِيْنَ إِلَى افْتِرَاقِ
لِيَوْمِ الفَصْلِ هيَّا بِافْتِدَاءٍ
بِحَدِّ السَّيْفِ وَالكَلِمِ السِّلاقِ
وَإِنْ خُنْتَ الأُخُوَّةَ مِنْ هَوَانٍ
فَمَا لَكَ مِنْ قَضَاءِ اللهِ وَاقِ
يَكِلُّ القَهْرُ عَنْ نَيْلِ العِرَاقِ
كَلالَ الْهَيْفِ عَنْ مَاءِ السَّوَاقِي
بَنِي بَغْدَادَ إِنَّ النَّصْرَ آتٍ
كَنُوْرِ الفَجْرِ يَسْعَى لِلْعَنَاقِ
فَقُمْ بِالسَّيْفِ حَدِّ الفَصْلِ وَامْلأْ
كُؤُوْسَ الشَّرِّ بِالمَوْتِ الدِّهَاقِ
بِكُلِّ مُجَاهِدٍ بِالنَّفْسِ يَصْبُوْ
لإِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ عَلَى اسْتِبَاقِ
تَمَنَّى الضَّامِرَاتُ لَهُ لِحَاقَاً
فَيَعْجَزُ عَزْمُهُنَّ عَنِ الْلِحَاقِ
كَتَائِبُ تَخْفِقُ الرَّايَاتُ فِيْهَا
كَمَا خَفَقَ الفُؤَادُ مِنَ الفِرَاقِ
كَتَائِبُ لا يُشَقُّ لَهَا غُبَارٌ
تُذِيْقُ البَأسَ بِالْخَيْلِ العِتَاقِ
أُسُوْدُ الْحَرْبِ لا تَأْلَوا جُهُوداً
فَإِنَّ اليَوْمَ يَوْمٌ لِلتَّرَاقِي
وَكُوْنُوْا فِي الكَرِيْهَةِ خَيْرَ جُنْدٍ
وَشُدُّوْا العَزْمَ لِلظَّفَرِ الْمُلاقِي
إِلَى حَيْثُ الْحَيَاةِ بِغَيْرِ ذُلٍّ
وَحَيْثُ النَّصْرِ مَعْسُوْلَ الْمَذَاقِ



شعر الدكتور سمير العمري( شاعر وصيدلاني فلسطيني مقيم في السويد)