طارق شفيق حقيمجالس عبد الملك بن مروانبسم الله الرحمن الرحيم
مخطط البحث
1- مقدمة.
2- بعض أخبار عبد الملك بن مروان.
3- موقفه مع جلسائه.
4- مفاضلاته بين المعاني
5- النقد في مجلس عبد الملك بن مراون.
6- مآخذه على الشعراء .
7- المصادر والمراجع.
- إذا نظرنا إلى بيئة الشام في العصر الأموي , لنتبين الحياة الأدبية فيها والطابع العام لهذه الحياة لم نر سوى شعر المدح الذي كان يفد به الشعراء من العراق , ونجد على الخلفاء , والأمراء في دمشق عاصمة الخلافة , إما للعطاء ,أول لنيل الحظوة , أو للأمرين معاً.
وكان من الطبيعي أن يجزل الخلفاء لهم في العطايا على هذه المدائح: إما تألفاً لهم واتقاء ألسنتهم, وحباً في أن تشيع مدائحهم بين الناس , وإما تقديراً للشعر نفسه وإعجاباً به , وهم عرب في نسبهم , عرب في أذواقهم . ولهذا كانت قصور الخلفاء مقصد الناس في كل شيء , وفيها كانت تعقد مجالس للحديث في شؤون الحكم, والسياسة, والأدب , والنقد , والشعر . وإلى هذه المجالس كان يفد الشعراء بمدائحهم , فإذا أنشد الشاعر قصيدة أنشدها على ملأ من الناس, وإذا عرض أحدٌ لنقدها كان نقده على ملأ من الناس أيضاً.
- و الأدب الذي يليق بأصحاب القصور هو أدب المديح , ولهذا غلب على أدب الشام شعر المديح , وقد اتجه النقد الأدبي عندهم أشدهم تفنناً في مدحهم وأكثره تملقاً لغرورهم وكبريائهم.
- وأكثر النقد الذي عرفته بيئة الشام قد صدر عن الخلفاء والأمراء لسعة إحاطتهم باللغة والأدب , ولمعرفتهم الدقيقة بمحاسن الكلام , ولمشاركتهم الفعلية فيما كان يجرى حول الشعر من حوار ونقاش.
- ولما كان عبد الملك بن مروان هو شيخ الحلبة, وخير من عرض للشعر بالنقد فإننا نحاول هنا أن نتعرف إلى منهجه وأن نتبيّن الطريق الذي سلكه النقد في عهده , متعرضين إلى ذلك تعرضاً جزئياً. ونضيف مع كل خبر تفصيلة صغيرة إلى لوحة الفسيفساء الكبيرة التي تتضح في النهاية , متمثلين بالوصف الذي أقامه عبد الملك على رأسه لا يزال ينشده في مجالس القضاء:
- إنا إذا مالت دواعي الهوى.......... وأنصت السامع للقائل.
- واصطرع القوم بألبابهم.......... نقضي بحكم عدلٍ فاصل.
- لا نجعل الباطل حقاً ولا ......... نلظُّ دون الحق بالباطل.
- نخاف أن تسفه أحلامنا ......... فنخمل الدهر مع الخامل.
بعض أخباره: