في احدى مقاطعات بلاد" الواق واق" أخرت احدى الشركات صرف رواتب عمالها أكثر من ستة أشهر وكان بعض العمال من ذوي الدخل المحدود جدا يبكون بصمت من جوع ويشكون أمرهم إلى الله.
وأقبل نيسان ناثرا أزهاره وعطره على واحات النخيل واستعذب علية القوم السهر وراق لهم سماع الشعر تحت ضوء القمر فجاء الشاعر والأخ الدكتور رفعت عطية وألقى قصيدة وطلب مني أن أرد فقلت مرتجلا:



يارفعت الخير خل الشعـر ينتشـرُ
في" بيشة النخل" فالبيداء تزدهـرُ
للشعر صوت هنا والكـل يعرفـه
والشعر يهفو إلى أصدائـه القمـر
للشعر لحن هنـا والأرض تعشقـه
والزهر صاخ إلى الأوزان والشجر
للشعر جيش هنـا والحـق رايتـه
إذ أنـت قائـده لابـد منتـصـر
للشعر روح هنا بالحـب زاخـرة
والبيد شاهدة لـو ينطـق الحجـر
والشعر يمحو لنا الأحزان قاطبـة
ويحسد السمع من أجسادنا البصـر
وتشتهي الروض أن تدنو مجالسنـا
وتحسب الربع أن قد جاده المطـر
يارفعت الخير هل تـدري ادارتنـا
أن المصيبـة لاتبـقـي ولاتــذر
الناس تشكوك من فقر ومخمصـة
وعلية القوم ماأصغوا ولااعتبـروا
منصور أقبل فإن الخطب ذو جلـل
وقومك الصيد ماأقروا ومانحـروا
لاتتركـن جياعـا فـي ديـاركـمُ
تأبى العروبة أن ترضى بذا، سفـر
ياشعر أيقظ فمافي النفس من أمـل
وجاهد اليأس ليت اليـأس ينتحـر

أبو جاسم 1994