لا أدافع عن زعيم الفاتيكان... ولكن.....

شبكة البصرة
د. صباح محمد سعيد الراوي
بالنسبة للضجة التي أثيرت حول تصريحات زعيم الفاتيكان عن الدين الاسلامي الحنيف، وعن شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..... لعله من المفيد لو دخلنا بالموضوع فورا...



أولا: في القرآن الكريم أية شريفة تقول ان الكفار قالوا عن سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) إنه معلم مجنون.... وفي آية أخرى أن اليهود قالوا: يد الله مغلولة.. غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان... وقالوا عزير بن الله... وقالت النصارى المسيح بن الله...... ويروى في الحديث الشريف أن سيدنا محمد صلىالله عليه وعلى آله وصحابته جميعا نظر الى الكعبة المشرفة فقال لها: ما أعظمك وأعظم حرمتك عند الله، ولكن المسلم اعظم منك.... أو كما قال عليه الصلاة والسلام.....وفي رواية عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن جميع الصحابة، انه أمسك بالحجر الاسود وقال: والله إنك حجر لا تضر ولا تنفع.. ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك لما قبلتك.....



ثانيا: أكثر من دولة عربية واسلامية قرنت بوسائل اعلامها وبحديث حكامها ومسؤوليها الارهاب والتخويف والتفجير وقتل الاطفال والنساء والشيوخ بالاسلام والمسلمين، وأكثر من وسيلة اعلامية عربية تقول في نشراتها واخبارها هذه الاخبار: القبض على ثلاثين اسلاميا.... عشرون اسلاميا يقدمون الىالمحاكمة امام محاكم امن الدولة....الاسلاميون يفجرون.... الاسلاميون يقتلون..... الاسلاميون يهجمون....الاسلاميون يعلنون...... وهكذا..... كل خراب ودمار وفساد مرتبط بالاسلام والاسلاميين..... ولا يخفى على أحد أن اجتماعات وزراء الداخلية العرب – على كثرة الخلافات بين الدول العربية – هي أنجح اجتماعات على الاطلاق، منذ تأسيس ما يسمى جامعة الدول العربية والى هذا اليوم، لانهم يتفقون جميعا على بند واحد، ولا يختلفون عليه أبدا، وهو محاربة ما يسمى الارهاب والارهابيين ( أي بمسمى أخر الاسلام والمسلمين).... وليس خافيا على أحد أيضا أن بعض الحكام العرب هدد المسلمين علانية في تصريحاته، وتعهد بتجفيف منابعهم، وآخر قال ان عقله عسكري وهو جاهز للقضاء عليهم!!!!!!



وأيضا لا داعي لتذكير القراء بأن التدريبات التي تقوم بها الجيوش العربية، والتي تعرضها بعض القنوات العربية، تتحدث عن مهاجمة وكر مفترض للارهابيين... وليس تدريبات لتحرير فلسطين والاراضي المحتلة.... بل لمواجهة الارهابيين التكفيريين!!!!!



هذا، ولا نريد أن نذكر بأن الكثير من الهجمات شنت على المسلمين، ودمرت مدن بحالها، وراح عشرات الالوف من الضحايا، وحدثت تجاوزات في المعتقلات العربية، واسيء الى المعتقلين، وعوملوا معاملة مهينة، واهينت كرامتهم، واسيء الى دينهم والى كتاب ربهم... ولا اقول هذا من فراغ... فمن يريد التأكد والقراءة فليدخل الى مواقع لجان حقوق الانسان في مختلف الدول العربية وليقرأ العجب العجاب، ولا اظن ان الوصول اليها صعب على الشبكة...



هاتوا لي حاكما او مسؤولا او زيرا أو نائبا أو حتى سفرجيا يعمل لدى حاكم عربي ما... خرج على التلفزيون بتصريح او خطبة أو مؤتمر صحفي لم يقل فيه ان بلاده تحارب الارهاب والارهابيين!!! يعني بمعنى آخر الاسلام والمسلمين... وأن بلاده فرضت رقابة على المعاهد الشرعية، وانها اغلقت العديد من المعاهد الشرعية، وانها أنهت خدمات المتطرفين الذين يعملون سواء في الجيش او الداخلية او التربية او الاوقاف!!!! وأن بلاده بصدد مكافحة الغلو والتطرف وانها بصدد اعادة "تطوير" مناهجها الدينية بما يتلائم مع متطلبات العصر!!!!!



ثالثا: أكثر من دولة عربية – إن لم نقل معظم الدول العربية – غيرت مناهج التربية الاسلامية في مؤسساتها التعليمية بما يتوافق ويتلائم ويتماشى مع ما تطلبه أمريكا والصهيونية الماسونية العالمية، وحذفت، أو بالاحرى ألغت تدريس الكثير من آيات الجهاد والايات التي تحث عليه وتأمر المسلمين به، وكذلك الايات التي تبين عداوة اليهود والمشركين والمجوس.... بل إن الكثير من الدول العربية استصدرت الفتاوى من " شيوخ النفاق" التي تحرم الدعاء على اليهود والمشركين، واستصدرت الفتاوى التي تقول ان اليهود اخوتنا بالانسانية!!! فلا يجوز معاداتهم!!!! ولايجوز الدعاء عليهم واستنزال اللعنات عليهم!!!!!



هذا عدا عن توحيد خطبة الجمعة، وتمييعها، وتحريفها عن اهدافها، وتحويلها الى الحديث عن الارهاب والمفسدين في الارض واقامة الحد على الارهابيين، وفوق هذا كله اختصارها ما أمكن.... بحيث ارادوا ان يدخل المسلم الى صلاة الجمعة فينام فيها.... من الملل والتكرار... ناهيك عن وضع خطباء مساجد ليس لهم من اللغة العربية لا حظ ولا نصيب..... ولا ادري ان كان هذا يعتبر خدمة للدين الاسلامي ام محاربة مبطنة للدين الاسلامي واهله!!!!!



ثم، في أكثر من دولة عربية تتم الاساءة الى الاسلام والمسلمين والمجاهدين، والى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشكل خفي مبطن، سواء بالكاريكاتيرات التي تنشر في الصحف العربية، او في المقالات التي تنشر في نفس الصحف والمجلات الاسبوعية، او المجلات التي يقال انها فنية واجتماعية، ومن يريد التأكد، فما عليه سوى امساك مجلة ما وتصفحها جيدا، وقراءة السموم المدسوسة بداخلها.....



ثم، استمع أو شاهد الكثير من مشايخ المندي والبرياني والدجاج، الذين يظهرون على الفضائيات، أو في الاذاعات التي تقول انها "اذاعة القرآن الكريم" فماذا سيكون الحديث يا ترى؟ هل سيكون حديثا عن الجهاد، والاعداء، واعداد ما يستطيع المسلم من قوة لارهاب عدو الله؟؟؟ لا..... ابدا..... بل سيكون حديثا عن الحيض والنفاس واللحية و"تقصيرها"، وشعر الراس، والزواج، والطلاق، والسحر، والفن، والفنانين والحجاب، والدانمارك، ومقاطعة البضائع الاوروبية ولا مانع من شراء زبدة لورباك.... وغير ذلك... هذا عدا عن الحث على محاربة الارهاب والارهابيين وقطع دابرهم!!! والحذر منهم...



رابعا: في المسلسلات التلفزيونية والافلام العربية، والمسابقات، والاتصالات، والاسئلة والجوائز، نرى اساءة كبيرة لديننا الاسلامي الحنيف وتعاليمه، ولشخصياتنا الاسلامية العظيمة التي نفتخر بها، والتي تزين تاريخنا المجيد... وهذه الامثلة عليها أكثر من أن تحصى بالمناسبة....



فمثلا ترى الممثل يستشهد بحديثه بآية من القرآن الكريم، فلا يقول قال الله تعالى في كتابه الكريم، وانما يقول: "قال مثل ما بيقولوا" أو "زي ما بيقولوا عندنا" ثم يقول الاية القرآنية..... فهل صارت الاية في القرآن " مثل ما بيقولوا؟؟؟ أليست هذه اساءة وافتراء وتطاول على كتاب الله عز وجل من حشرات ندعس عليها بأرجلنا؟؟؟؟



ثم، تصور بعض الافلام العربية ما يسمى بـ "المأذون" وهو قادم لعقد القران بين العريسين، والعروس متفرعة كاسية عارية، ثم هناك راقصة ترقص شبه عارية، ثم لا مانع من تبادل القبلات الحميمة بين العريس والعروس أمام المأذون، الذي يكون مرتديا الجبة والعمامة!!! هذا عدا عن تصوير الشيخ او امام المسجد "أحيانا" بشخصية هزلية مدعاة للسخرية والاستهزاء، وبأنه اذا تحدث فلا يتحدث بغير السفاهة والتفاهة، بحيث يقولون له بكل بساطة: انت تسكت خالص، او انت ما دخلك يا شيخ خليك بحالك!!!! فيكون حديث الاخر الذي ليس له من الدين حظ او نصيب حديثا ذو معنى وذو حكمة وبعد نظر، اما الشيخ فحديثه فارغ من اي معنى.... يعني بعبارة أخرى " حديث تافه!!!!!



ثم، اساءة الى قصص القرآن، فعلى سبيل المثال، قصة أهل الكهف ليست قصة من القرآن تتحدث عن فتية هاجروا بدينهم هربا من ملك كافر، وانما هي قصة تاريخية تتحدث عن جماعة ناموا كثيرا، ثم استيقظوا ليجدوا العالم قد تطور وتمدن وتحضر، بينما هم لازالوا متخلفين، شعرهم طويل، واظافرهم طويلة، وروائحهم "عفنة"، وكان ينام معهم في نفس الكهف "كلب"!!!! أما سيدنا يوسف عليه السلام، فهو شاب جميل جدا، فمن شدة جماله وقعت امرأة الملك في غرامه ودعته اليها، لكنه رفض هذه الدعوة لانه كان يخاف من ابوه!!!!!!



ثم، شخصياتنا الاسلامية التي نعتز بها ونفتخر، هي ليست شخصيات اسلامية تركت اثرا كبيرا في حياتنا، وانما هي شخصيات تاريخية!!!! يعني مثلها مثل لينين وماركس وفرويد وارسطو وافلاطون!!!!!! فخالد بن الوليد مثلا شخصية تاريخية مثله مثل الاسكندر المقدوني مثلا، او هرقل!!! وصلاح الدين كان يبيع الخمر، والحسن البصري كان رجلا حكيما (لاحظوا.... حكيما.... يعني مثله مثل غاندي او كونفوشيوس)، وهارون الرشيد زير نساء، والمعتصم كان يشرب الخمر حين سمع بقصة المرأة التي استنجدت به، وعمر بن الخطاب كان يغار من خالد بن الوليد لانه يوما ما تعارك معه عندما كانا شابين صغيرين، فغلب خالد عمرا وكسر له رجله، فحقد عليه عمر، ولم ينساها له، وبقى على حقده عليه!!!!!! وهكذا.... حدث ولا حرج عن باقي الشخصيات.....



ثم، رمضان في حياة المسلمين، يعني السهر، وتدخين الشيشة، وزيارة الاقارب وتبادل الاحاديث معهم حتى ساعات الفجر الاولى، ثم تناول الطعام، ثم النوم فورا، فلا صلاة تهجد، ولا صلاة فجر في جماعة، ولا ذكر ولا قراءة قرآن ولا أي شيء...... فهذه الامور ليست من الضروريات!!!!!! ثم حين الافطار، تناول خمسين لون من الطعام والشراب والفواكه والحلويات، ثم الجلوس الى التلفاز ومشاهدة المسلسلات والافلام، ولا داعي لصلاة التراويح، فهي على كل حال سنة وليست فرض... فالجسم اصابه الاعياء من كثرة الاكل على الافطار، وحان الان وقت متابعة الرياضة، والجوائز والمسابقات والاتصالات، ثم الخروج للسهر في "خيام رمضان" في الفنادق او المقاهي، لتدخين الشيشة وتبادل الاحاديث الفارغة واللغو، ولا مانع ان كان هناك راقصة... لان الصائم لا بد له ان يسلي صيامه... بعد عناء يوم كامل من الصيام عن الطعام والشراب!!!!!



خامسا: الكثير ممن يقولون انهم كتاب وادباء، والذين رفعتهم دولهم الى مصاف العظماء اساؤوا في كتاباتهم وقصصهم الى الدين الاسلامي والقرآن الكريم والى الانبياء جميعا، فمن طه حسين الى لويس عوض الى جرجي زيدان الى سلامة موسى الى توفيق الحكيم وصولا الى المقبور النافق نجيب محفوظ، الذي حزنوا لاجله، واقاموا العزاء وكأنه إمام العصر والجماعة!!!!! هذا ولم اذكر أسماء العشرات ممن يدعون انهم كتاب وادباء ايضا.....



لا أدري إن كان ذلك الغيض من الفيض يعتبر اساءة للدين الاسلامي ام لا ؟؟؟ أترك الجواب للقاريء... بعد ذلك كله، نرى ما يلي:



المنحط جورج بوش قال حين تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر انها حرب صليبية.... ولم يعترض عليه أحد، ثم اضطر للتخفيف من حدة تصريحاته... فقام وذرا للرماد في العيون بتدنيس أحد المساجد بدعوى زيارتها وتفقدها... وعانى المسلمون ما عانوا في أمريكا والغرب بعد تلك التفجيرات، من هجمات الى اعتداءات الى تفجيرات لمقراتهم ومساجدهم ثم الى ابعادهم عن أماكن سكناهم ثم الى ترحيلهم ومعاملتهم معاملة مهينة للغاية.... مع هذا... لم نرى الاعتراضات والمظاهرات كالتي خرجت ضد الدانمارك وزعيم الفاتيكان!!!!!



أمريكا وجنودها قاموا في غوانتانامو بالاساءة الى الله أولا، ثم الى الدين الاسلامي، ثم الى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ثم الى القرآن الكريم، فشتموا ربنا عز وجل، وشتمو ديننا، وشتمو نبينا بأقذع الالفاظ وأحطها وأوقحها، واساؤوا وتطاولوا على القرآن الكريم، فحسب ما قاله المفرج عنهم من معتقل غوانتانامو الصليبي، ان الاساءة الى القرآن الكريم بلغت حدا لا يوصف، فمن تمكين الكلاب للمرور عليه، الى رميه في المراحيض، الى تمزيق أوراقه وبعثرتها الى .... الى.... الى..... هذا عدا عن تعرية السجناء، واجبارهم على النظر الى النساء العاريات، واجبارهم على فعل امور يخجل المرء من ذكرها... مع هذا... لم نرى الاعتراضات والمظاهرات كالتي خرجت ضد الدانمارك وزعيم الفاتيكان!!!!!



في سجن ابوغريب، قامت امريكا وحلفائها ايضا بتعذيب السجناء العراقيين والعرب بطريقة وحشية سادية تنم عن نفسيات منحطة، تنم عن نفسيات لقطاء ابناء زنا، ابناء شوارع قذرة... فأساؤوا الى السجناء وعذبوهم عذابا غير مسبوقا في التاريخ، واساؤوا الى الدين الاسلامي والى الذات الالهية المقدسة، وأساؤوا الى القرآن الكريم، واغتصبوا الحرائر، واهانوا الرجال، وأجبروهم على القيام بأمور يخجل المرء من ذكرها.... مع هذا... لم نرى الاعتراضات والمظاهرات كالتي خرجت ضد الدانمارك وزعيم الفاتيكان!!!!!



في أيامنا هذه، وفي العراق الشهيد تحديدا، نرى ونسمع يوميا، عن عشرات الجثث "مجهولة الهوية" كما يسميها الاعلام، المقيدة اليدين، والتي عليها آثار التعذيب والتنكيل، والممثل بها، والمطلق عليها الرصاص بأماكن حساسة، أو على الرأس، أو في العينين.... بحيث صار هذا خبرا اعتياديا، اعتادت عليه نشرات الاخبار، فتنشره جنبا الى جنب مع اخبار أخرى عادية، مثل استقبل وودع وابرق واتصل.......هذا عدا عن اخبار الجرائم البشعة التي تحدث لاهلنا في فلسطين المحتلة، والتي يكاد ينساها الاعلام العربي، وينسى الجوع الذي يعاني منه الاهل في فلسطين بسبب قلة المال بل انعدامه... ما ادى الى توقف صرف رواتب المئات ممني يعيلون عائلاتهم... مع هذا... لم نرى الاعتراضات والمظاهرات كالتي خرجت ضد الدانمارك وزعيم الفاتيكان!!!!!



طيب.....

ما أوردت الايات القرآنية الشريفة في بداية المقال، الا لأذكر القاريء أن الاساءة الى الدين والى الرسول صلى الله عليه وسلم قديمة، وليست بشيء جديد، ومع ذلك لا يضير السحاب نبح الكلاب....



لا ادافع عن زعيم الفاتيكان، ولست مؤيدا لما قال، لكن لا ادري لم هذه الضجة التي اثيرت حول كلامه، وهو يستشهد بما قاله امبراطور بيزنطي، يعني ماذا نتوقع من غير المسلم ان يكون موقفه من الاسلام ونبي الاسلام اذا كان من يقول انه مسلم لا يحترم دينه ونبيه اصلا ؟ لماذا نطلب من زعيم كاثوليكي ان يحترم ديننا اذا كان هو والعالم أجمع يرى أن الكثير من حكام المسلمين والمسلمين على السواء لايحترمون دينهم.... بل ويحاربون الدين والمتدينين في بلادهم ويلاحقونهم ويسجنونهم ويعتقلونهم بدعوى انهم ارهابيون متطرفون يحملون أفكارا "فاسدة اجرامية"؟؟



لماذا نطلب من غير العربي أن يكون عربيا اكثر من العرب ؟ ولماذا نطلب من غير المسلم ان يكون مسلما اكثر من المسلمين انفسهم ؟

لماذا لم نرى المظاهرات التي تندد وتستنكر ما حدث وما يحدث في غوانتانامو؟ أم لانها أمريكا... فهذا خط أحمر لايجوز الاقتراب منه ؟؟

لماذا لم نرى المظاهرات التي تندد وتستنكر ما يحدث في العراق حاليا؟ وما حدث في أبوغريب؟ وما حدث لحرائر العراق؟ أليس الغضب لاجل نساء العراق وحرائر العراق وماجدات العراق اولى من الغضب لتصريحات شخص غير مسلم يجب ان نتوقع منه كل شيء ؟ الا يقال في الشعر العربي: ومن يهن يسهل الهوان عليه.... الم يهن الدين الاسلامي ونبي الاسلام والمسلمين على بعض الحكام العرب؟ أليست حرمة المسلم أعظم عند الله من الكعبة المشرفة... أليست حرمة الدم المسلم عظيمة عند الله.. ألا تستحق دماء المسلمين في العراق التظاهر اليومي لاجلها، والا تستحق مطالبة الشعوب للحكام بأن يهبوا هبة رجل واحد لانقاذ العراق من براثن التحالف الصهيوصليبي صفوي مجوسي ؟؟

لماذا لم نرى المظاهرات في الدول العربية ضد دولة المجوس الفارسية الحاقدة، التي تقتل المسلمين والعرب في العراق على اختلاف مذاهبهم ؟

لماذا لم تخرج المظاهرات ضد دولة المجوس الفارسية، التي حرفت الدين الاسلامي، واساءت وغيرت وبدلت في مذهب الامام جعفر الصادق رضي الله عنه بما يتماشى مع تعاليم الصفويين الفرس المجوس الكسرويين؟

لماذا لم تخرج المظاهرات ضد الخميني الذي اتهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه لم يوفق في الدعوة الاسلامية، وحاشى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من كلام الدجال المنافق الخميني ؟ ومع هذا، فقد جعل البعض من ذلك الدجال المنافق امام وقته وفريد عصره!!!!!

لماذا يرفعون من شأن الممثلين والمنحطين والسفلة الذين يتطاولون على الدين الاسلامي والنبي محمد صلى الله عليه وسلم في مسلسلاتهم وافلامهم ؟

ولماذا لم نرى هذه الغضبة العارمة ضد القنوات الفضائية الفضائحية التي لا تقدم الا السموم والاباحة والفجور والفسق والعري والتعري وقلة الحياء والادب ولا تحترم لا دين اسلامي ولا شهر رمضان ولا موسم حج ولا أي شعيرة من شعائر الاسلام ؟

لماذا لم تطالب الدول العربية قاطبة امريكا باعتذارها عن غزوها المجرم للعراق وازاحتها للنظام الوطني الذي كان قائما؟؟؟ ولماذا لم تطالبها بتعويض عما لحق العراق من ضرر وخراب ودمار وسرقات وسلب ونهب ؟؟



يعني لا ادري اذا كان البعض يجلس بجوار الهاتف، ينتظر حدثا ما او تصريحا ما خرج من هنا، وليس من هناك، (من هناك... فالعرب يميزون كثيرا بين هنا وهناك، تبعا لاهواء الحاكم، فاذا ندد الحاكم او اعوانه لتصريح أو فعل خرج من هنا، خرجوا، واذا لم يندد لتصريح أو فعل خرج من هناك فلا يخرجوا) فيخرج ليعبر عن غضبته بالمظاهرات والكلمات والشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ثم بعد انتهاء المظاهرة يعود كل الى بيته وربما الى شيشته والى ورق اللعب وكأن شيئا لم يحدث.... بينما حصل في أيامنا وما قبلها المآسي والويلات وعظائم الامور التي لا تستدعي مظاهرات فحسب، بل تستدعي غضبة عارمة تهتز شوارب الرجال لاجلها – ان بقي هناك من رجال – واغتصبت الحرائر واهين الرجال واستبيحت الارض وهتك العرض، وسلبت ونهبت البلاد والخيرات والعرب يتفرجون على المشهد وكأنه يحدث على المريخ !!!!! والادهى والامر والانكى ان كل هذا يحدث امام ناظريهم!!!!



أليست هذه ازداوجية في التعامل.... نغضب ونثور لاجل تصريح ليس بجديد على كل حال، ومتوقع في أية حال، ونقعد ونستكين لما هو أشد وأنكى وأدهى وأمر من التصريح ....



والله هذا زمن العجب... كم كنا نتمنى وقفة من "علماء وشيخ الازهر" بوجه دولة المجوس وأمريكا وبريطانيا، والطلب منهم الكف عن تدنيس العراق وقتل العراقيين على اختلاف مذاهبهم... والخروج من العراق وتركه لاهله.... كما وقفوا ضد زعيم الفاتيكان، الذي لاأعتقد انه قتل عربيا او مسلما يوما ما، وان كنا نأخذ عليه ما قرأه من كتاب ذلك الامبراطور، ونقول انه ما كان يجب ان يقول ما قاله احتراما لمشاعر المسلمين في كافة الارض....



لكن السؤال الذي يقوله كل عراقي بحرقة ولوعة وآسى ؟؟ ألا يستحق العراق وقفة حازمة

منكم كالتي تقفونها بوجه الفاتيكان والدانمارك ؟؟



رفعت الاقلام وجفت الصحف وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

د. صباح محمد سعيد الراوي

كييف – أوكرانيا

17.09.2006

في يوم السادس عشر من ايلول عبر نهر دجلة سباحة بطل عربي شهم شجاع، اسمه الشريف بن الشرفاء صدام حسين المجيد، فاستحق هذا السادس عشر من ايلول ان يكون يوم العبور...