*****
سلام الله عليك أخي الكريم أبو جاسم
للعلم أني أحب النقد النثري وخاصة القصة لتخصصي نوعا ما بها لكن للشعر نكهة خاصة وعمق جميل يجذبنا كثيرا ويرهبنا أكثر , سأجرد بعض النقد هنا بعيد عن العروض متلمسا بعض الأمور

يحب هذا المخلوق جميل حار اللقاءات وجميلها وبالشعر يطيب الكلام ويحلو
قد افتقدنا هذه الأجواء وعاد الشعر غريبا عنا و كان هذا العشر علما لقوم لم يعلموا غيره

يقول حسان بن ثابت
تغنى بالشعر إما كنت قائله إن الغناء لهذا الشعر مضمار

وأكاد اجزم أن التغني بالشعر وبجميل اللغة العربية لهو شفاء للنفوس
ذلك أن التغني يضيف للوزن جمالا رابعا
فيكون الأول في اللغة
والثاني في المعاني
والثالث في الوزن
والرابع في التغني

هنا قصيدة قالها الشاعر في جو حميمي وتحلق الأصدقاء وارتفع التوتر الروحي وإذ به يقول ما يقول


حكمة تنساب على أطراف قصيده وما نفع الإنسان إذا لم تجري الحكمة على لسانه خاصة إذا وخط الشيب رأسه
وجال في بقاع الأرض ورأى ما رأى

ألمح شاعرية تنساب من هذه القصيدة وأكاد أعطيكم مفاتيحها :


(وعفو عن أمور لايراها
وكيف يرى ضرير العقل خال؟)
الشاعر يعرف من صوره ومن تقليبه للمعاني واختراقه للب ...وكيف يرى ضرير العقل , صورة جميلة بليغة تؤكد لنا أن الضرير هو ضرير العقل بل تلتصق بذهنك بقوة وتعمق المعنى أكثر وذلك هو الفن وتلك هي الشاعرية
ونلمح مثل هذه الصورة (أيا رمزا لعاصينا ورمزا
لعصيان الدناءة والضلال)
وخرج الشاعر بان العاصي الذي يمر رقراقا في مدينته حمص ما هوا إلا عاصيا للضلال فأنظر أخي ما أجمل هذا القلب الجميل وإسباغ هذه الصفة المحمودة والتي أستطاع الشاعر اللعب عليه لأخيه وصديقه المذكور

طبعا اذكر هنا أن القصيدة ابتعدت عن الفنية قليلا وذلك كان بسبب فرض معاني عليها إذا المقام ذكر كل الخلان والشعر كم ا تعرفون إنما هو الهام ونفث سريع يأخذك في لحظات ثم يذهب وتبقي حائرا في جميل ما ترك

يطول الكلام وحسبنا أننا ننتقي بعض مواطن الجمال في النص
والذي يدل على شاعرية رائعة متدفقة قوية .
طارق شفيق حقي