يرحمكم الله
ميرنا فتاة مسيحية قبطية ، فى الثانية عشر من عمرها ، تعيش مع أسرتها فى إحدى بلاد المهجر ، وتدرس فى الصف الثانى الإعدادى ، بإحدى المدارس هناك ، فى صباح أحد الأيام ، أعلنت مديرة المدرسـة خبـراً هامـاً أثناء الطابور الصباحى ، عبارة عن حكم قضائـي صادر من محكمة البلـدة ، التـى تقـع فيهـا المدرسة ، يحرم على جميـع مـدارس هـذه البلدة ، ذكر إسم الله أو الإشـارة إليـه ، فى أى من أنشطتهم الدراسية اليومية !! بدعوى أن هذا ضد مبدأ " حقـــوق الإنســان " الـذى يكفل الحرية الدينية لكل فرد ،
استمعت ميرنا إلى هذا الحكم بامتعاض شديد ، وهمست فى أذن صديقتها التى تقف إلى جوارها :
" وكيف تكون حياتنا بدون وجود ربنا فيها ؟ مش هو كل حياتنا ؟ ".. انتهى العام الدراسى ، ونجحت ميرنا وجاء ترتيبها الأولى على فصلها ، وفى حفل التخرج السنوى ، الذى تقيمه المدرسة للطلبة والطالبات ، حضرت ميرنا مع أسرتها ، وجميع صديقاتها ، وكان الجميع تغمره فرحة شديدة ، غير أن شيئاً ما بدا مختلفاً عن السنوات السابقة ، فلم تبدأ مراسم الحفـل بالصـلاة ، كما كانت هى العادة فيمـا مضـى ، بـل كان الجميـع متوتـرون ، خوفـاً مـن أن يزل لسـان أحدهـم وينطـق سهـوا إسـم " الله " فيتعرض للمسائلة القانونية ! ألقت المديرة كلمـة الإفتتـاح كالمعتاد ، تلاها كلمة من أحد أولياء الأمور ، ثم حان دور " ميرنا " لتلقى كلمة الطلبة والطالبات ، تقدمت الفتاة نحو المنصة بخطى ثابتة مملوءة بالثقة ، وصعدت أمام المنبر ، ووقفت صامته لبرهة ، ثم فجأة عطست عطسة قوية جداً ، هزت أرجاء القاعة ، وعلى الفور نطق جميع الحاضرين بدون تفكير أو تردد : " يرحمكم الله God bless you! " فإبتسمت ميرنا قائلة : "سيداتى وسادتى ، لكم سعدت أن أرى الله يدخل حفلنا هذا ، فقد كنت لا أتخيل أن أحتفل بنجاحى دون أن أذكره أمامى " ، دوت القاعة بالتصفيق الشديد لهذه الفتاة الذكية ، فلقد حضر الله الحفل ، وباركه ، بدون قرار من المحكمة .
امير