الزجـــل
الزجل هو لغة العامة، أو بمعنى آخر هو اللغة المحكية، فالزجل هو كلام تتناقله العامة في حياتهم اليومية، وشعر الزجل من روائع الكلام، فهو شفاف رقيق يدخل إلى القلب بيسر وسهولة، ويتقبله السامع لحلاوة كلماته وشفافيته.
ويتحلى الزجّال {شاعر الزجل} بسرعة بديهته وقوته في الارتجال، والتعبير عن كل ما يعترض حياته من خلال شعره المعبّر.
ويتغنى الزجّال للأمجاد وللوطن والطبيعة والجمال وكلماته تحمل الدفء والسحر الذي لا يوجد في غيره، والزجل هو مسرح الحياة اليومية التي نعيشها بجميع قواعدها، والزجل يتناقله الناس من خلال جلساته وسهراته، فنرى الزجّال يستمع له المئات بل الألوف من الناس، وتهتز لكلماته الأجسام، وتطرب القلوب والآذان، ويرى جبران خليل جبران أن الزجل مثل باقة من الرياحين قرب رابية من الحطب.
نشأ الزجل في بلاد الأندلس على الأرجح وهو الرأي المعتمد لدى معظم المؤرخين، وعلى رأسهم ابن خلدون إذ يقول في مقدمته: "نشأ الزجل على يد ابن قزمان الذي عاش في أواخر القرن الخامس والسادس للهجرة، ويذكر معه اسم الأعمى التطيلي" ولعل من أوائل الذين نظموا الأزجال هو: سعيد ابن عبد ربه المتوفى سنة 341 للهجرة، وهو ابن عم صاحب العقد الفريد، ومن بعده أبو يوسف هارون الرمادي شاعر المنصور الذي كان يسمى أبا جنيس ومن أبرز الزجالين أبو بكر محمد بن عبد الملك ابن قزمان.
وانطلاقا مما تقدم يمكننا القول: إن تاريخ الزجل يعود إلى العصر الأندلسي الذي أبدع شعرائه إبداعا رائعا في الزجل، إلا أن معظم هذه الأزجال قد ضاعت لعدم تدوينها...
ولهذا الشعر أوزانه التي تلتقي مع بعض أوزان الشعرالفصيح فوزن البسيط يستخدم في الشروقي والموال، ويستخدم الوافر في القصيد والعتابا، ويستخدم بحر الرجز للمعنى، وللزجل أنواع كثيرة، فهو كوردة تفرعت منها أغصانها ففي كل غصن طعم ولون ورائحة زكية، وهذا حال الزجل...
***
د. أبو شامة المغربي