اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كمال عوض
والله أخواني سأتناول موضوع ياسر عرفات من زاوية إنسانية بحتة .. بعيدا عن السياسة .

مرض عرفات وأبشع صور التخاذل العربي
كانت لحظات كئيبة قاسية عندما هبطت المروحية المقلة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في احدي المطارات الأردنية .. قادما من مقره المحاصر في رام الله تمهيدا لنقله لتلقي العلاج في باريس .
ذرفت عيوننا جميعا عندما وجدنا في انتظاره على أرض المطار قليل من موظفي وزارة الخارجية الأردنية ورجال أمن المطار .. في صورة حزينة كئيبة تدل على أبشع صور التخاذل العربي .. تجاه رجل مريض جاوز السبعين من عمره .. وأفنى عمره في خدمة القضية الفلسطينية .. وتحمل مالا يطيقه بشر من ذل وهوان في السنوات الأخيرة .
كنا نتوقع أن يكون في استقباله جلالة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن , كنا نتمنى أن يكون في انتظاره وفد من الملوك والرؤساء العرب على رأس مستقبليه في الأردن لشد أزره والتأكيد على الإيمان بالكفاح المشروع للشعب الفلسطيني .
إذا كانت ظروف الحصار قد منعته من المشاركة في مؤتمرات القمة الأخيرة في بيروت وتونس ...
إذا كانت الأوضاع قد منعت الملوك والرؤساء من زيارته في مقره في رام الله ... فماذا منعنا من استقباله والترحيب به على أرض عربية ؟
عذاب وقهر السنين الأربع الأخيرة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى .. كان يحتم علينا جميعا التعاطف وإظهار الحب والتقدير لعرفات في لحظات مرضه .
لم يعرف تاريخنا العربي الحديث .. مقاتل واجه الموت وطلب الشهادة .. رغم ما تعرض له من سدود وحواجز .. فلم يتراجع .. ولم يتنازل .. مثل ياسر عرفات ..
ما حدث على أرض الأردن يؤكد أن إسرائيل قد نالت ما أرادت .. وحققت أكثر مما تهدف إليه .. ولن أستبعد أن تكون قد فرضت على الزعماء العرب عدم الاهتمام بعرفات في الفترة الأخيرة ولحظات مرضه مقابل أن تسمح له بالسفر للعلاج .
هنيئا للزعماء العرب أصحاب المصالح وأهل الزعامات والطامعين في الخلود والمشغولين بتوريث الحكم وترسيخ فساد عواصمهم .. لتكون بحق عاصمة الفساد السياسي .
كمال
طرحك رائع
ونقاش راقي

لي عوده....
ولك التحية