النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: سؤال يا أنا... من أنا؟ ( نص لأنه كذلك)

  1. #1 سؤال يا أنا... من أنا؟ ( نص لأنه كذلك) 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية سما اللامي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    iraq/ uae
    العمر
    35
    المشاركات
    188
    معدل تقييم المستوى
    19
    سأكتب ما بداخلي الآن ، لاني بحاجة لذلك، بحثت عن أي ورقة أكتب عليها و القيها في فم سلة المُهملات ، تجترها بملل ، تشعرُ بمرارة حِبري و شعوري! ، لكني لم أجد.

    قررت أن اكتب ، هنا ، أتقرأون أم لا هو أمر عائدٌ لكم .
    لكني سأكتب!


    أحتاج الى مزبلة عظمى افرغ فيها قرفي اليومي و ازعاجي و مللي و آهاتي، دونَ أن تنظُر إليَ الوجوه اللزجة الرعناء باحتقار و استغراب.
    شيء ما أكرهه في الناس، نعم أنا حاقده ، الآن ، و في هذه اللحظة ، أشعرُ بشيٍ غريب ، لم أعهَد وجودهُ فيَّ ، لَم أكره أحد يوماً ، لكن الآن ، أكره كل شئ، و الماضي خصوصاً ، الوجوه العالقة في ذاكِرتي،شئ ما في قلبي يثير قرفي أكثر!
    أكره أن أتذكر ذلك ، و لكن يجب أن أكتبه هنا، حتى أتخلص منه ، و من مطاردته لي! ذاك الوجه الطويل الأبيض، صاحب العيون الغريبة، مثل المرآة تعكس كل شئ، لكنها لم تعكس وجهي، فالمرايا لا تعكس الظلال و الأشباح، لكن أيهُم أنا تحديدا! ، تلك اللحية الشعثاء المحبوبة، النذلة! ، نعم نذلة جداً ، أتعبني النظر إليها !
    لا أدري لمَ أكتب هذا لكم، لا ليس لكم، بل لي، أنا أتخلصُ هنا من ألمي ، من شئ ثقيل و بارد يجثو على قلبي.
    ساكمل، لحظة ، أشرب بعض الماء.

    اوروبا، حلمُ سخيف لا زال يراودني حتى هذهِ اللحظة.
    محطَتي الأولى ، شارب هتلر! ، ألمانيا ، و النهرُ الآسن، هامبورغ! ، مستوطنة الأتراك، عودة الى الزمن العثماني المقيت! شئ لم أكن أفهمه، هو أنا ، هذا الكائن العراقي الغريب ! و لا زلت أجهله.
    اصطادتني تلك المرايا، لا أذكر كيف كُنتُ حينها، لكن كانَ الجو مُمطراً ، المطرُ يهطل بغزاره! ، شئ من طفولتي السيئه خطر ببالي، ( نور) لكنه أزجني بالظُلمةِ أكثر، صديقة ماتت بسرطان الدم! ( كلنا نموت!) لكن ، لا أدري لمَ أذكُرها دوماً! أتدرون انتم شئ عن ذلك؟ أخبروني.
    * لم أخرج عن موضوعي و لكن تُرهقني الذكرى*
    كنت قد نزلت لتوي الى مطار فرانكفورت، مُرهَقَة من رحلة طويلة ، لا اريد شيئا سوى كوب من الماء البارد، اتجهت لأحد المقاهي في المطار، طلبت الماء البارد! ، فقُدِمَت لي هدية، ساعة جلدية زرقاء! و على طرف ميل الثواني شكل حديدي صغير، طائرة! ، أمقدرُ عليَّ الإغتراب. لن أنسى ذاك الوجه، صاحب الساعة الزرقاء، عيون بلون العشب مختبئة خلف اطار النظارة المدورة،و خدين ممتلئين متوردين! ، أنفهُ الشرقي ، و شعره الأشقر يخالطهُ شيبٌ رقيق، وجههُ ودود، و كأنه أحد أجدادي! ، شربت الماء و كأنني لم أشرب ماءا منذ آلاف السنين،
    آه يا عطشي
    يا ماء
    يا نبي الظامئين
    يا ناراً في فؤادي
    تحمُلُ شيئا من حنين
    لمكانِ أسموهُ بلادي
    في المطارات أضيع
    عطشى يا دجلة
    لا شيء سوى (الراين) الآسن
    صَعبٌ أن أشرب ماء
    أتخونُ شفتاي دجلة
    سامحوني أيها الكادحين هناك
    لكنني عطشى!
    ،،
    حملت حقيبتي السوداء الصغيرة على ظهري و اتجهت الى المغادرون ، ( أكنت أمزح برحلتي!) لا ، لكن توجهت مباشرة الى هامبورغ! ، المدينة التركيه، هبطت الطائرة الشبه محطمة! كانت عظامي قد طُحِنَت جيدا بسبب طول السفر. لم أكن أدري الى أين سأذهب! أخيرا، ها هو الحل أمامي ، بحيره ماؤها أخضر! و الطحالب تعيش برومانسية فيها مع البجع المريض! يحيطها عشب لا أدري كيف أصفة! و الطين لزج جدا! ، لم ادرك ان هذا الوجه الطويل الأبيض كان يتابعني ، الكائن الجديد على وجه المدينة، القادم من قلب الشرق، حاملا معه طفولة سيئة و شغب ! و في جمجمته، ليس سوى جنون.
    حين تقدم بخطواته نحوي شعرت بان المكان تغير، و ان الارض ولدت من جديد ، الطيور كانت أجمل و حتى الطحالب، كانت مرحة و جميلة! ، نظرت لعينيه، لا لون لها، شفافه، تعكس الضوء كثيرا، و الألوان فيها مثل البروق ، تتحول من لون لآخر. تلك العيون التركيه التي خبأت خلف جمالها حِقدَ ميدوزا، لا ، لم أنقلب حجراً ، لكنها كانت خدعة ، تلك العيون خِدعة ، صدقت أوهامي بغباء! أتعلمون ، أشك أحياناً انني اعجبت به! لنفترض انه كان حلما جميلا، لم أكرهه الآن؟ لمَ أشعرُ بالحقد؟
    ثلاث سنين مرت و الآن و بعد التذكر، ها انا وضعت همي في مكان ما، سأنسى الطريق الى هذه الصفحة! كي لا اتذكر . أذكركم ، لم أكتب هذا لنيل شفقة أحد أو لازعاج أحد، و لكن لأتخلص من شئ لم أحبه يوما ما، و لكن القدر كتبه لي. و جعله في طريقي.







    أشعر بمتعة و لذة نادرة و لئيمة لاني كتبت ،آه يا راحة تجتاحني من رأسي لقدمي .
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد : سؤال يا أنا... من أنا؟ ( نص لأنه كذلك) 
    شاعر وأديب مصري الصورة الرمزية ثروت سليم
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    مصر أرضُ الكِنانة
    المشاركات
    2,453
    معدل تقييم المستوى
    23
    آه يا عطشي

    يا ماء
    يا نبي الظامئين
    يا ناراً في فؤادي
    تحمُلُ شيئا من حنين
    لمكانِ أسموهُ بلادي
    في المطارات أضيع
    عطشى يا دجلة
    لا شيء سوى (الراين) الآسن
    صَعبٌ أن أشرب ماء
    أتخونُ شفتاي دجلة
    سامحوني أيها الكادحون هناك
    لكنني عطشى!
    (بقلم : سما اللامي )
    كلماتٌ تحملُ الحنينَ والحُبَ والشوقَ من برودةِ الغربةِ إلى دِفءِ الوطن ..
    كلماتٌ بها معاناةُ قلبِ أحبَ الأرضَ وقدَّس ماءَ دجلة
    ولولا العطش ما شربَ سواه ...ولكنهُ شربَ بمرارة .
    وكما قال شاعرٌ :
    إذا أنتَ لم تشربْ مِراراًعلى القذىَ
    ظَمِأتَ وأيُ الناسِ تصفو مشاربُه
    المبدعة : سما اللامي ... ربما شعرتُ ببعض معاناتكِ الصادقة
    لي عودة أخرى مع أرق التحايا,,,,,,,,,,,,
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد : سؤال يا أنا... من أنا؟ ( نص لأنه كذلك) 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية سما اللامي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    الدولة
    iraq/ uae
    العمر
    35
    المشاركات
    188
    معدل تقييم المستوى
    19
    لقد عَرِفتَ جوهرها يا استاذي الغالي
    و لمست بحروفِكَ مَنبعها
    فليسَ من السَهل أن يذهَب المرء الى حَيثْ لا يريد !
    شُكراً لمرورك الملائكي يا سيدي
    تحية قلبيه
    كُن بعِز
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. تحياتي لأهل الشعر والأدب
    بواسطة أحمد عبد الله حسين في المنتدى الشعر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05/06/2010, 09:37 AM
  2. الصفات الأربع لأهل الجنّة
    بواسطة بلقاسم في المنتدى إسلام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 19/11/2007, 06:51 PM
  3. دعوة لأهل الاقلام...
    بواسطة صادق الشوق في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 29/09/2007, 03:12 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16/11/2006, 10:58 AM
  5. إنهم أخوة متحابين في الله !!...
    بواسطة بنت الشهباء في المنتدى الشعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16/08/2006, 09:09 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •