نستصرخ ونستغيث فهل من مجيب !!؟؟؟..

وجدتها واقفة على باب المسجد, والألم يلهب جوانحها , والدمعة تحرق كبدها, وتذيب لفائف قلبها , وهاجرة اليأس تتلظى بنارها, وهي تمد يدها لتستعطف كلّ من تراه حولها!!!..
امرأة لا تملك من الدنيا سوى ما يقيم صلبها, ويستر جسدها!!...
امرأة بائسة معدمة من عراقنا الجريح , من سامراء البطلة قد فجعها الطاغوت الأكبر!!...
طاغوت العلم والديمقراطية!!...
طاغوت الإرهاب والظلم!!...
طاغوت النفاق والمنافقين!!...
قتل زوجها وأخوها ,وهدم بيتها , ومنعَ عنها سُبَل عيشها!!...
لم ترى مِنْ بُد إِلاّ أَنْ تنجو بولديها , وتحفظ وتصُون عرضها فتهاجر بعيدا ,وتترك الأهل والديار, لتنجُو بنفسها!!...

اقتربت منها وسألتها :

ما يُبْكيك يا أُختاه !!؟؟...



لتردّ عليّ بحرقة المتألم المعّذب :

من يطفئ عنيّ لوعتي , ولهيب قلبي, ويسمع أنين روحي !!؟؟؟...
من يستطيع أن يردّ عني عضّة البؤس , ويسعف حاجتي !!؟؟...
هل من أحد يسمع صرخة اليتم , والفاقة التي تلّفّ أولادي !!؟؟...
هل أجد عندكم مأوى يضمني , ويضمد لواعج جرح قلبي !!؟؟؟...


أجل يا أختاه!!...
أجل يا زوج الشهيد, وأخت البطل !!....

والله يا أختاه فإنّ أهل الخير من أمة الحبيب لا زالت تريد أن تمدّ لكِ يدَ العون !!....


لكن صوتا قويا يخرج من بين جوانحها الجريحة المتألمة :

هناك كثيرا من أمثالي يا أخت الإسلام ,هل هناك من يرعاهم, ويسدّ حاجتهم ,ويبحث عن مأوى يضمهم!! ؟؟؟........

كأنّها والله ببساطتها, وبراءة طهرها تودّ أنْ تنادي أمة الحبيب وتقول لها :


أيْنَ أنتَ يا أمة الإسلام !!؟؟؟....


أين أنتم, وآباؤكم, وأمهاتكم, وأولادكم في العراق, وفي فلسطين تستصرخ ضمائركم ,وتستغيث بكم!! ؟؟؟؟؟؟ ...
أما تَرْوَن أشلاء الجثث, ودماء الشهداء هنا وهناك!! ؟؟؟...

نستغيث فهل من مغيث!!؟؟؟؟ ....

نستصرخ فهل من مجيب!!؟؟؟؟ ....

العدو الظالم سرق أموالنا, وهدم بيوتنا ,وقتل أطفالنا,ونهب ثروات بلادنا , وهتك أعراضنا , واعتدى على حرماتنا!!؟؟؟؟؟؟ ....

أرامل ثكلى , وأيتاما صغارا لا يجدون مأوى لهم, ولا لقمة تسدّ حاجتهم ,وتقيم صلبهم !!؟؟؟؟....


لم أجد ما أرد عليها إلا قول الله تعالى في كتابه العزيز :

[ إنْ يَمْسَسكم قََرْحٌ فقد مسّ القوم قرْحٌ مِثْلُه وتلكَ الأيامُ نُدَاولها بينَ الناسِ ولِيَعْلم الله الذين آمنوا ويتّخذ مِنْكُم شهداء والله لا يحبُّ الظَّالمين]
( آل عمران 140 )


إنهم يا أختاه يألمون كما تألمُون, وترجون من الله مالا يرجوُن من الحياة الرخيصة في سبيل تحقيق أهدافهم الوضيعة, وسيعلم هؤلاء الظلمة الطغاة أيّ منقلب سينقلبون !!...
مهما اشتدت الأزمة , فلا بُدَّ لها أَنْ تنفرجي ...
وليلُ الظلامِ لا يمكن له إلاَّ أَنْ يَنْجَلي عَنْ صُبْحٍ, ويبزغُ لنا فجرٌ جديد ...
علينا يا أختاه أَنْ نصبر ونُصَابر , ولا نقنط من رحمة الله , فإنه لا ييأس من روْح الله إلاّ القوم الكافرين ...

لنعد معاً يا أُختاه إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه !!....
خباب بن الأرت جاء يشكُو لرسول الله نبيّ الرحمة ظلم الكفار والمشركين .. لنسمع معا ما قاله الحبيب المعلم الصابر :
عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال :

(( شكونا إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم – وهو متوسّد بُرْدة له في ظلّ الكعبة – فقلنا :
أَلا تستنصر لنا ؟.. أَلا تدعو لنا ؟.. فقال:
(( قد كان من قبلكم يُؤْخذ الرَّجل فَيُحفر لهُ في الأرض , فَيُجْعل فيها , فَيُجَاء بالمِيْشار , فيوضع على رأسه فَيُجْعل نصفين , ويُمْشَط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه , فما يصدُّه ذلك عن دينه . والله ليتمَّن هذا الأمر حتى يسير الراكبُ من صنعاء إلى حَضْرَموْت , لا يخاف إلا الله والذئبَ على غنمه , ولكنَّكم تستعجلون ))

أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي

يكفي يا أختاه , وفخر وعزّة لنا أنّ أهلنا المخلصين الأوفياء , والمجاهدين الشرفاء في العراق , وفلسطين الحبيبة يقاتلون هذا الطاغوت الأكبر الذي بغى وتجبّر , ولا يريد أحداً منهم إلا أنْ ينالَ من الله إلا إحدى الحسنيين!!..

بقلم : ابنة الشهباء