قصيدة
(عمر المختار)*****ركزوا رفاتك في الرمال لــواء//يستنهض الوادي صــباح مساء
يا ويحهم نصبــوا منارا من دم//
توحي إلى جيل الغد البغــضاء
ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد//
بين الشعــوب مــودة وإخاء
جرح يصيح على المدى وضحية//
تتلمس الحــرية الحمـــراء
يأيها السيـف المجـــرَّد بالفلا//
يكسو السيوف على الزمان مضاء
تلك الصحارى غمد كل مهــند//
أبلى فأحسن في العـــدو بلاء
وقبور موتى من شــباب أمية//
وكهولهم لم يبرحــوا أحــياء
لو لاذ بالجــوزاء منهم معقل//
دخلوا على أبــراجها الجوزاء
فتحوا الشمال سهـوله وجباله//
وتوغلوا فاستعــمروا الخضراء
وبنوا حضارتهم فطاول ركنها//
دار الســلام وجــلّق الشماء
خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى//
لم تبن جاها أو تلم ثــراء
إن البطولة أن تمـوت مـن الظما//
ليس البطـولة أن تعب الماء
أفريقيا مـهد الأسـود ولحــدها//
ضجت عليك أراجـلا ونساء
والمسلمون على اختـلاف ديارهم//
لا يملكون مع المصاب عزاء
والجاهلية مـن وراء قبــورهم//
يبكون زيد الخــيل والفلحاء
في ذمة الله الكـــريم وحفظه//
جسد ببرقة وسـّد الصحراء
لم تبق منه رحى الوقائع أعظما//
تبلى ولم تبـق الرماح دماء
كرفات نسر أو بقــية ضيغم//
باتا وراء السافيات هــباء
بطل البداوة لم يكن يغزو على//
تنك ولم يك يركب الأجواء
لكن أخو خيل حمى صهواتها//
وأدار من أعـرافها الهيجاء
لبى قضاء الأرض أمس بمهــجة//
لم تخـش إلا للســــماء قضاء
وافاه مرفــوع الجــبين كـأنه//
سقــراط جرّ إلى القضـاة رداء
شيــخ تمالك سـنه لم ينفــجر//
كالطــفل من خوف العقاب بكاء
وأخو أمور عاش في ســرائها//
فتغـــيرت فتوقع الضـــراء
الأسد تزأر في الحديد ولن ترى//
في السجن ضرغاما بكى استخذاء
وأبي الأسير يجــر ثقل حديده//
أسـد يُجـــرّز حـية رقـطاء
عضت بساقيه القيـــود فلم ينؤ//
ومشت بهــــيكله السنون فناء
تسعون لو ركبت مناكب شاهـق//
لترجــلت هضبــاته إعــياء
خفيت عن القاضي وفات نصيبها//
مــن رفــق جــند قادة نبلاء
والسن تعصف كل قـلب مهذب//
عرف الجـــدود وأدرك الآبـاء
دفعــوا إلى الجــلاد أغلب ماجدا//
يأسو الجراح ويُعلـق الأسراء
ويشاطر الأقــران ذخر ســلاحه//
ويصف حول خــوانه الأعداء
وتخيروا الحـــبل المهــين منية//
لليث يلفظ حــوله الحــوباء
حرموا الممات على الصوارم والقنا//
من كان يعطي الطعنة النـجلاء
إني رأيت يــد الحضارة أولعـت//
بالحــق هــدما تـارة وبناء
شرعت حقوق الناس فـي أوطانهم//
إلا أبــاة الضيم والضعــفاء
يأيها الشعب القـــريب أسامع//
فأصوغ في عمر الشهيد رثاء
أم ألجمت فاك الخطوب وحرمت//
أذنيك حين تخاطب الإصـغاء
ذهب الزعيم وأنت باق خـــالد//
فانقد رجـالك واختر الزعماء
وأرح شيوخك من تكاليف الوغى//
واحـمل على فتيانك الأعـباءأحمد شوقي(ديوان الشوقيات)*****د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com