قراءة ببليوجرافية في الأعداد الخاصة
بالقصة بمجلة الهلال
شوقي بدر يوسف
*******
(الجزء الثاني)
كما يقدم حبيب جاماتى الذى اشتهر فى هذا الوقت بقصصه التاريخية وبتاريخ ما أهمله التاريخ مقالة بعنوان "5 نساء فى حياة ديستويفسكي" يبين فيها كيف أن هذا الكاتب العظيم الذى يعتبر زعيم كتاب القصة الروسية خلال القرن الثامن عشر قد عاشر خمس نساء، ولكنه لم يعرف السعادة إلا فى أواخر أيامه، كما قدم العدد استفتاء لكبار كتاب القصة عن أحب قصصهم إلى أنفسهم.
فقال عزيز أباظة هي "قيس ولبنى"، وقال محمود تيمور إن أحب قصصه هي التي ينأى عنها الناس ويعرضون عنها لأنها تثير شفقته وعطفه، ويقول الأستاذ بديع خيرى إن قصة الوفاء هي أجمل القصص التي أعشقها، ويقول الأستاذ صالح جودت إن خير قصة في حياته هي التي لم يكتبها بعد، ويقول الأستاذ يوسف جوهر إن أحب قصصه هي أولى قصصه "المعلم لوقا كمساري الترام"، ويقول الأستاذ يوسف السباعى إن أحب قصصه إليه هي "أم رتيبة" لأنها أضحكته وهو يكتبها.
وفي هذا العدد نشرت قصص .. "شهد الشهيد" لميخائيل نعيمة، "حليمة" لبنت الشاطئ، "الشيخ حسن" للدكتور محمد حسين هيكل، "الشيطان الأحمر "لوليم نويمان هيو، "زوج وزوجة " للأستاذ أحمد عبد القادر المازنى، "رجع إلى قواعده" لمحمود تيمور، "الشيخ المنبوذ "لبرتراند راسل، "الأبكم البليغ" للكاتب الأمريكى ستيفن كيلين، "مشروع صلح" للسيدة أمينة السعيد، "الذئبة" للسيدة وداد سكاكينى، "العقد المزيف" للأديب الفرنسي جي دي موباسان، "الشجرة القاتلة " للروائية الأمريكية ميريام آلين ديفورد، "بيت الأحزان" للسيدة صوفى عبد الله، "جريزلدا الصابرة" للكاتب الإيطالى بترارك.
وفى سلسلة أعداد القصة التى تصدرها دار الهلال صدر عدد سبتمبر 1955 بعنوان "بدائع القصص" والذى يقدم له طاهرالطناحى بقوله: "في هذا العدد الخاص بالقصص تروى قصص من الحياة العربية، فطالما اتهم الأدب العربي واللغة العربية بالقصور في فن القصص على الرغم مما مر بالغرب من أدوار اجتماعية وسياسية وقعت فيها من الأحداث ما دونه قصاصوهم فى أعجب القصص، وحسبك ما ورد في ألف ليلة وليلة ما ينسب إلى الشخصيات العربية وما جمعه الجهشياري، وابن العطار، والجاحظ، وصاحب الأغاني وغيرهم من قصص ممتعة تصور حياة الأمة العربية، وما كانت عليه من عادات وأخلاق وحياة"
كما تصور مقالة الأستاذ عباس محمود العقاد التى تضمنها العدد وهى بعنوان "القصص الديني بين العلم والتاريخ" موقف العلماء من القصص الدينى التى وردت بالكتب الدينية، وكيف أنهم ينكرونها ويشككون فى مجريات أحداثها لأنهم لا يصدقون الأسباب التى وراء هذه القصص التى يقترب كثير منها إلى حد المعجزات.
كما يتضمن العدد أيضا قصة بعنوان "الملك القديس بوذا" نقلت من كتاب بوذا، وقصة أخرى مقتبسة عن أحد القصص الدينية المعروفة التى صورت سينمائيا وهي قصة بعنوان "الأبن الضال"، كما كتب حبيب جاماتى فى سلسلة قصصه التاريخية الشيقة قصة الفتاة "شارلوت كوردين" التي قتلت مارا صاد وخصلت فرنسا من شروره ومباذله.
وقد تضمن العدد علاوة على هذه القصص المتميزة قصصا أخرى مصرية وأجنبية منها " مصرع ستوت " لميخائيل نعيمة، " سر المناسك " للروائى الفرنسى بلزاك، "رجل البيت" للكاتب الأيرلندى المعاصر فرانك أكونور، "وراء السراب" للدكتورة بنت الشاطئ، "ونطق القدر" للسيدة صوفي عبد الله، "الرهان العجيب" لأنطون تشيكوف، "الشعاع الغارب" للأستاذ حسين القبانى، "القلب الجريح" لأحمد عبد القادر المازنى، "المذنبة" للكاتب الأمريكى "جون هنرى".
وفي سبتمبر 1956 صدر عدد جديد من أعداد الهلال بعنوان "أروع القصص"، وكعهد دار الهلال دائما بأعداد القصة الخاصة، فقد صدر هذا العدد وهو يحوى مقالة ضافية للأستاذ العقاد التى تتصدر مثل هذه الأعداد.
وكانت المقالة فى هذا العدد عن "قصص القرآن دروس وعبر"، يقول العقاد فى هذه المقالة: "إذا روجعت قصص القرآن الكريم مراجعة دقيقة تبين للناظر في مضامينها أن عبرتها الأولى دروس ينتفع بها الهداة ودعاة الإصلاح، إذ كان من فرائض الإسلام الإجتماعية أن يندب من الأمة طائفة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر". كما برزت من قصص الأنبياء قصتان مسهبتان فى أجزاء الكتاب لأنهما ترويان نبأ الرسالة بين أعرق أمم الحضارة الإسلامية، وهي أمة وادي النهرين وأمة وادى النيل، وكانت قصة إبراهيم وموسى عليهما السلام من أجل ذلك أوفى القصص بين جميع قصص الأنبياء.
وإن في القرآن الكريم لقصصا شتى من غير قصص الدعوة أو قصص الجهاد في تبليغ الرسالة، ولكنها تراد كذلك لعبرتها ولا تراد لأخبارها التاريخية، ومنها قصة يوسف، ويصح أن تحسب منها قصة إسماعيل عليهما السلام".
كما تضمن العدد قصصا التقط كتّابها أحداثها من التاريخ كقصة "ريحانة الفارسة العربية" للأستاذ حبيب جاماتى، وهى تحكى بطولة فارسة عربية حاربت فى صفوف قانصوه الغورى ضد السلطان سليم الأول عند فتحه مصر والشام.
وقصة "مولاي الضحوك" للقائمقام عباس حافظ وهي تحكي قصة سعيد باشا وعلاقة ديلسبس به، وقصة "ثمن الوطنية" للأستاذ محمد أمين حسونة، وهي تحكي قصة الخيانة التي تعرضت لها مصر من جواسيس بريطانيا أثناء محاولتها دخول مصر عام 1882. وقصة مقتل المستشرق الأنجليزى بالمر فى صحراء سيناء. وقصة أبن الفلاح الذى أصبح وزيرا للمعارف وهو "علي باشا مبارك" الذى كتبها محمد فريد أبو حديد.
ومن قصص هذا العدد أيضا "السر الرهيب" للروائي الأمريكي إرنست هيمنجواى، "أم الأحرار" للكاتب المجرى يوكاي، و"الشبح" للروائي ريتشارد هيوز، و"الذكرى الأولى" للأستاذ أحمد عبد القادر المازنى، و"حواء" للدكتورة بنت الشاطئ، و"المجرم" للأديب فرانسوا كوبيه، و" العذراء والسكير" للكاتب الأنجليزى سومرست موم، و"الزوج الغامض" للكاتبة الأمريكية أجاثا كريستى.
وفيى أغسطس 1960 أصدر الهلال عددا جديدا بعنوان "أحسن القصص" حوى هذا العدد دراسة هامة عن القصة للأستاذ طاهر الطناحى بعنوان "القصة فى أدبنا القومي" تعرض فيها الكاتب لأقدم القصص الإنسانية بدءا من قصة خلق آدم وعصيان إبليس، ومرورا بقصص الجماعات البدائية ثم العثور على وثيقة أدبية فى عهد الملك مينا وهى دراما شعرية تؤكد ريادة الفراعنة لفن القصة، ثم قصة " الغريق " الذى تحطمت سفينته بالقرب من سيناء، ثم قصة الفلاح الفصيح وساكن الحقل، ثم قصص الدولة الحديثة " قصة الأخوين "، و" يوسف وزليخا "، وأيضا الملاحم الشعبية التى تشبه الإلياذة عند اليونان، والشاهناماه عند الفرس، والملاحم القومية فى مصر مثل "أنشودة الإله الوزير"، و"أنشودة الإله آمون"، ثم قصص ديوان العرب وأساطير الأمم الذى أقبل عليها استماعا ورواية العرب فى شتى بقاع الدولة الإسلامية ثم حرفة القصصيين فى المقاهى المعروفين بالشعراء، يقصون قصص عنترة وسيف بن ذى يزن، والزير سالم، وأبى زيد الهلالى، وغيرهم من القصص الشعبية . ثم التطور الذى لحق بالقصة من خلال أسلوب المقامة ثم ظهور القصة الفنية إلى أن تطورت إلى الأشكال الحديثة للقصة.
كما حوى العدد وقائع ندوة الهلال والذى جاء تحت عنوان "فلنتحدث عن القصة"، وقد أشترك فى هذه الندوة كل من الأساتذة محمود تيمور، ويحيى حقى، وزكى طليمات . وقد مثل الهلال فى هذه الندوة الأستاذ أحمد أبو كف المحرر بالمجلة . ودار الحوار حول بعض التسؤلات عن مكانة وصدارة القصة فى عالم الأدب، وكانت الأسئلة التي طرحت فى هذه الندوة:
- ما هى عناصر القصة الفنية كما تراها فى العصر الحديث؟
- هل عندنا اليوم قصة تتوافر لها أصول القصة العصرية عند الغربيين؟
- مدى نجاح القصة المسرحية. وهل السينما قد أخرت الرواية المسرحية؟
- أيهما أولى بالرعاية المسرحية النثرية أم المسرحية الشعرية؟
كماحوى العدد مقالة للأستاذ حبيب جاماتى بعنوان " ديستويفسكى .. "، ومقالة للأستاذ محمد شوقى أمين بعنوان "بين الجاحظ وتوفيق الحكيم"، وقد تميز هذا العدد بغلبة القصص الغربية المترجمة كقصة " الأم " لسومرست موم، و" برهان الحب " لفولتير، و" لقاء " للكاتب الروسى تورجنيف، و" المختال البارع " لجون درو، و" الذئب " للروائى الفرنسى جى دى موباسان، و" اللحظة الرهيبة " لأنطون تشيكوف، و" الأبن البكر " للكاتب ماريون فالنس، و " الضمير الصحفى " لأندريه موروا، و" فتاة أحلامى " للكاتب المسرحى بول جيرالدى، و " الوصية المخبوءة " للكاتبة البوليسية أجاثا كريستى، و" الفجر " للكاتب الفرنسى أناتول فرانس . أما القصة العربية الوحيدة فى هذا العدد فقد كانت قصة " انتقام شاعر " للأستاذ محمد رجب البيومى .
وفى أبريل 1961 صدر عن الهلال عدد قصصى جديد استهل افتتاحيته الأستاذ طاهر الطناحى بمقالة جديدة عن القصة جاءت تحت عنوان " حواء بين الفن والأساطير " يقول فيها : " لم تخلق القصة فى هذا الوجود قبل أن يخلق الله حواء .. وما كادت حواء تنعم بالحياة ونعيم الجنة مع زوجها والدنا الكبير السيد آدم، حتى وجدت القصة، ووجدنا لها أشخاصا من البشر ومن الشياطين ومن الحيوان أيضا، فكانت هى بطلتها الأولى، وكان الشيطان بطلها الثانى، وكانت الحية وكان آدم بطلها الأخير، ولم يكن بطلا إلا بفضل السيدة حواء التى وجدها بجواره أنسا بعد وحشة، وأملا بعد يأس، وسرورا بعد كآبة، وحبا بعد حرمان " .
وقد غلب على قصص هذا العدد أيضا أنها من القصص الغربى المترجمة، كقصة " بائعة البنفسج " للروائى هنرى بوردو، و" أشباح الغيرة " للروائى بول بورجيه، و" سر الفتاة " لفرنسوا كوبيه، أما القصص العربية فكانت قصص " إيزابيلا الحسناء " للأستاذ محمد فريد أبو حديد، و" قلب الأم " للسيدة صوفى عبد الله، و" بعد عشر سنوات " للأستاذ إبراهيم المصرى . كما احتوى العدد على مقالة بعنوان " إدجار آلن بو بين 4 نساء "، كما أحتوى أيضا على قصتين للروائى الفرنسى جى دى موباسان هما " ذات السر الغامض "، و" المجنونة " . كما أحتوى على مقالة للأستاذ محرم كمال وكيل مصلحة الآثار عن " الخائنة فى القصص المصرى القديم " .
وفى ديسمبر من العام نفسه عام 1961 أصدر الهلال عددا خاصا عن القصص بعنوان " المغامرات " غلبت عليه سمة قصص المغامرات والحكايات البوليسية، وقد استهله الكاتب الكبير عباس محمود العقاد بمقالة بعنوان " القصة بين المؤلف القصصى وشخوص أبطاله "، يقول العقاد : " من مسائل النقد المتجددة مسألة العلاقة بين شخص المؤلف القصصى والشخوص التى يخلقها فى قصصه . هل من شروط التأليف الحسن أن يودع المؤلف الشخوص أفكاره، ويخلع عليها صوره، ويمزج بها حوادث حياته؟ وهل يعجبنا المؤلف لأننا نستشف أخباره وآراءه ومواقع هواه مما يقوله على ألسنة أبطاله وبطلاته . وما يمثله فى طبائعهم وعاداتهم وحوادث معيشتهم وعقائدهم التى يدينون بها أو مقاصدهم التى يدعون إليها؟ أو هو يعجنا إذا كان على نقيض ذلك ينعزل عنها ويعطيها حقوقها من الأستقلال عن شخصه والإنفراد بوجودها عن وجوده وبالعلاقات التى بينها وبين سائر الأبطال والبطلات عن علاقاته بمن حوله؟ " .
كما يعرض الهلال فى هذا العدد لآراء ثلاثة من رجال الأدب والقصة عن " قصة أجنبية أعجبتنى " وقد أجاب على هذا السؤال كل من الأساتذة عزيز أباظة وفريد أبو حديد والدكتور رشاد رشدى . قال الشاعر عزيز أباظة إن أحب مسرحية أجنبية إليه هى مسرحية " بوليوكت " لكورنّى، وهى التى استمد منها مسرحيته " قافلة النور "، ويقول الأستاذ فريد أبو حديد إن أروع القصص الأجنبية التى كان لها تأثير كبير عليه هى رواية " دافيد كوبرفيلد " لشارلز ديكنز . ويقول الدكتور رشاد رشدى إن إعجابه الأدب الأجنبى كبير خاصة مؤلفات الكاتب الأنجليزى د . ه . لورانس، وفرجينيا وولف، والروائى الفرنسى جوستاف فلوبير، والكاتب الروسى تشيكوف والأمريكى إرنست هيمنجواى وغيرهم كثيرون " .
كما عرض الهلال أيضا فى هذا العدد آراء ثلاثة من رجال الأدب فى القصة التى يريدون مشاهدتها على المسرح، وهم الأساتذة عبد الرحمن صدقى ومحمود تيمور ونبيل الألفى . يقول عبد الرحمن صدقى إن المسرحية التى يتوق إلى رؤيتها على خشبة المسرح هى " فاوست " لجوته . أما الأستاذ محمود تيمور فهو يتمنى أن يرى قصته " شمروخ " على خشبة المسرح، أما الأستاذ نبيل الألفى فهو يفضل كثيرا من المسرحيات الكلاسيكية والمعاصرة وعلى الأخص أعمال ألبير كامى ليشاهدها تمثل على خشبة المسرح .
وقد تضمن هذا العدد من الهلال عددا كبيرا من قصص المغامرات والمخاطر منها " الأبنة الضالة " للكاتب الروسى " بوشكين "، و" المبارزة " لإسكندر ديماس الكبير "، و" الجريمة البيضاء " لفرانسوا كوبيه، و" الغرام القاتل " لجى دى موباسان، و" المنبوذ " لشاعر الهند الأكبر رابندرانانت تاجور، و" مصاصة الدماء " لدافيد هربرت لورانس، و " فترة أختبار" للكاتب الأنجليزى نوبل كوراد، و" الإيطالى المغامر " للكاتبة الأمريكية أجاثا كريستى .
ولعل العدد الصادر فى مايو عام 1972 من مجلة الهلال يعتبر من أهم الأعداد الخاصة التى أصدرتها دار الهلال عن فن القصة . وقد جاء تحت عنوان " رواد القصة الأوائل " . وقد تعرض العدد للرواد الأوائل لفن القصة والرواية فى مصر والشرق . كما حوى على عدد من الدراسات فى مجال ريادة فن القصة التى تعتبر مرجعا مهما للباحثين والمتخصصين حول خصوصية هذه الريادة .
وقد بدأ العدد بدراسة عن جرجى زيدان مؤسس دارالهلال وصاحب الروايات التاريخية الأدبية الشهيرة، كتب هذه الدراسة الأستاذ محمد حسن أظهر فيها طموح جرجى زيدان وإيمانه العميق برسالته التى اضطلع بها فى مطلع حياته الصحفية والأدبية. كما كتب على أدهم دراسة قيمة عن محمد المويلحى منشئ عيسى بن هشام الذى تاثر فى هذا العمل الفذ بأسلوب المقامات، كما تأثر أيضا مما أطلع عليه من أدب الغرب خاصة الأدب الروائى وبرواية " علم الدين " لعلى مبارك وكتاب " أميل " لجان جاك روسو.
كما كتب الدكتور سيد نوفل مقالا عن صاحب " زينب " الدكتور هيكل كأحد رواد فن الرواية، وقد تعرض فى هذا المقال لقصة بطل القصة وللبعد الأساسى والإجتماعى للقصة والرواية بين الواقع والخيال، والأسلوب، والكاتب، ولهيكل أو حامد أو المصرى الفلاح كما سمى نفسه فى أولى طبعات القصة. كما كتب الأستاذ أنور أحمد مقالا عن رائد القصة " محمد تيمور " كظاهرة فريدة فى زمانه بما تهيأ له من مواهب شعرية وقصصية ومسرحية رائدة. كما تعرض الدكتور عبد العزيز الدسوقى فى هذا العدد المتميز من أعداد القصة لحركة الإقتباس والترجمة فى القصة الحديثة .. بداية من الطهطاوى ووقائع تليماك، ورواد هذا الفن مثل محمد عثمان جلال والتيارات التى صاحبت حركة الترجمة والتمصير لفن القصة، وتطور حركة الترجمة الذى كان سببا فى انتقال كثير من الأعمال العالمية إلى الساحة الأدبية العربية .
كما كتب فى هذا العدد الدكتور أحمد هيكل مقالا تحت عنوان " طه حسين مبدع الأيام " ورائد فن الترجمة الذاتية من خلال حياته وكفاحه الذى كان جزءا من تاريخ مصر التعليمى والأدبى. كما كتب الأستاذ فؤاد دواره مقالا بعنوان " توفيق الحكيم روائيا " تعرض فيه لأعمال توفيق الحكيم الروائية التى كانت مؤثرا كبيرا لمبدعى أجيال جاءت من بعده وحذت حذوه وتأثرت بأعماله وكانت بصمات الحكيم الروائية والقصصية على قلتها واضحة المعالم فى الأدب الروائى والقصصى المصرى. كما كتب الأستاذ فتحى الإبيارى مقالة بعنوان " عالم محمود تيمور " زعيم الأقصوصة الأكبر وشيخ كتّاب القصة القصيرة فى مصر بلا منازع. وكتب الأستاذ عبد الرحمن صدقى عن رواية " سارة " رواية العقاد الوحيدة، مولدها، وقضاياها، ومكانها من فن القصة. وكتب يوسف الشارونى عن يحيى حقى فنان الصورة القصصية. وكتب نصر الدين عبد اللطيف عن المازنى ساخرا وصاحب الإبتسامة الحلوة على وجه القصة المصرية الحديثة وصاحب إبراهيم الكاتب وإبراهيم الثانى وصندوق الدنيا وغيرها من الأعمال القصصية الرائعة. كما تضمن هذا العدد المتميز عن رواد القصة، قصتين هما " حديث فى الظلام " لغبريال وهبة، و" الحقيقة الصغرى " للأديب السورى عدنان الداعوق .
وفى أغسطس 1975 صدر عدد جديد من أعداد الهلال متضمنا جزءا خاصا عن أجمل قصص الحب. يحتوى هذا الجزء على مجموعة من المقالات القيمة التى تبحث فى أجمل وأروع قصص الحب التى ظهرت فى الأدب العربى والأجنبى. فكتب الدكتور أحمد الشرباصى عن " قصص الحب فى القرآن "، وكتب الدكتور سيد نوفل عن " أجمل قصص الحب فى الأدب العربى القديم "، وكتب الأستاذ محمد عبد الغنى حسن عن " أجمل قصص الحب فى الأدب العربى الحديث "، وكتب الدكتور سيد كريم عن " أجمل قصص الحب فى الأدب الفرعونى "، وكتب الدكتور محمد أبو الأنوار عن " أجمل قصص الحب فى الأدب الأندلسى "، وكتب الدكتور أمين العيوطى عن " أجمل قصص الحب فى الأدب الإنجليزى "، وكتبت الدكتورة سامية أحمد الأسعد عن " أجمل قصص الحب فى الأدب الفرنسى "، وكتب الدكتور مصطفى ماهر عن " أجمل قصص الحب فى الأدب الألمانى ". فكانت هذه الباقة من قصص الحب التى ظهرت فى هذا العدد المتميز من مجلة الهلال إضافة جديدة لسلسلة الأعداد الخاصة التى صدرت عن القصة المضمون والصيغة منذ وقت طويل .