فن القصة القصيرة



مم أكاد أختلف فيه مع نفسي التي تنازعني الكتابة أنه تريد أن توجه الشراع إلى غير ما أعرف فأقول في سري لعل الهوى هنا لعمري مفيد .

خروجا عن ما الفت سأدع النفس تتكلم على هواها وسأرى معكم أين ستأخذنا بعد إصرارها والآن هلا تفضلت وقدمت ما لديك :



بسم الله الرحمن الرحيم


-أجد وبشجاعة أني سأغوص لأحمل إليكم رزقا من بحر اللاشعور دون تكلف .

القصة جنس أدبي عريق متأصل في تراثنا وحضارتنا , وكلما كان للفن مقومات كلما تقدم وتطور وتأصل.
القصة تبادل للخبرات البشرية اختصار للتجارب بث للواعج والصراعات النفسية فكر منسكب ومشاعر متصارعة حدث يستلب عقلك فتمضي معه إلى حيث المفاجأة فتسليك وتبعد عنك الضجر وتؤثر في نفسك وفكرك فتتقدم معارفك وتتطور وكل ذلك في قالب أدبي جميل جذاب لا تمله ولا تنفر منه وهنا سنتاول بعض المقومات والفنيات والتقانات التي يتميز بها هذا الفن مما عرفنا وابتكرنا و مربنا 1-


المكان والزمان:


لعل الخط الأفقي للقصة هو المكان الذي يجري عليه الحدث وليس بالضرورة أنك ستذكر مدينة أو قرية أو أي مكان كالبيت أو المكتب أو الشارع لتقول أن قصتك استوفت المقومات بل من الوصف أحيانا ومن صيرورة الحدث نستدل على ذلك بشكل غير مباشر.
والزمان هو الخط الشاقولي الذي ستمر القصة بأجزائها عبره وطبعا كاتب القصة لن يتقيد بكتابة ظهرا وعصرا وفجرا أو عند تمام الساعة السادسة أو . أو إنما قد قد يدل الفعل على الزمن بشكل غير مباشر(كان تقول كان الصغير يعيش مع والديه وبعدها انقل إلى العيش مع عمه)
ومن الأمور التي تفضل في القصة القصيرة أن لا يكون الزمان مترهلا متطاولا كأن تقول " بعد عشر سنوات كان الرجل يعيش سعيدا في أحضان الطبيعة بعيدا عن المدنية وضغوطاتها"
فمن ما تقدم نستدل أننا يجب أن نتكلم عن حياة الرجل بالمدينة وما عاناه وكذلك بعدها في الريف التغيرات التي حصلت له وكل ذلك سيستغرق صفحات طويلة ستكون بعيدة عن القصة القصيرة


إذا المكان والزمان هما الخطان الأفقي والعامودي للقصة ولعلي أذكر هنا أن المكان عبارة عن المادة أو الحيز المادي الذي ستجري به الأحداث والزمان هو حبل الغسيل الذي سيضم التفاعلات التي ستنشرها عليه
نعود ونقول لماذا الزمان والمكان عنصران هامان من عناصر القصة
قد قدم كثير من النقاد تنظيرا حول المكان والزمان بل تحدثت دراسات نقدية عنهم فقط بل عن احديهما وقد يقول قائل وهل يقتضي المكان كل تلك الأهمية
أقول حقيقة إن الأمر بالنهاية يعود لاستخلاص النتيجة التي سنصل إليها فمثلا قدم ناقد دراسة عن المكان في إحدى روايات نجيب محفوظ فوجد إن وصف الشخصيات للمكان ذاته مختلف فالأول يصفه كئيبا والثاني جميلا والثالث.. و

إذا دراسة المكان من خلال الوصف ستعطينا أهميته عند الشخوص ودلالته النفسية
كذلك الزمان
في النهاية إن هذان العنصران بمثابة الضابط كي لا تغدو القصة بوصفها جنسا أدبيا لها مقوماتها كي لا تغدو محض تفكير ذهني أو حوار ذاتي فتقترب من الخاطرة أو أي جنس أدبي أخر.


في نهاية هذا القسم إليكم هذه القصة القصيرة جدا


عــــــادة
اعتاد أهل القرية غسل الثياب على ضفة النهر أخذت أم ساهي ثيابها وثياب ولدها الذي تفتخر به أمام الجيران وأمام القرية بأسرها بالرغم من أنها ترى نظرات غريبة في عيونهم لكنها تردها إلى نظرات حسد وضيقة عين, وأخذت أم ساهي تضرب طقم ولدها بالعصا وحولها نساء القرية.
ذهبت النساء بعد انتهائهن من الغسيل بينما بقيت أم ساهي تضرب طقم ولدها الكحلي وهي مستغربة كل الاستغراب من هذا الطقم الذي لا ينظف مع كل خبراتها التي جربتها أخذت تحكه بصخرة قرب النهر وتغمسه وتخرجه من النهر الذي تلون باللون الأسود في النهاية نفذ صبرها وهي المرأة الصبورة, فضربت الطقم بالعصا ضربة قوية سمعت لها صراخاً عالياً وأطل ساهي برأسه من داخل الطقم.؟؟