الصيام والشعور بالإنتماء .

من القيم التربوية للصيام تقوية مشاعر الانتماء Feeling of belongingness لجماعة الاسلام , والإحساس بأن الفرد جزء لا يتجزأ منها , وأنه يسلك كما يسلك المسلمين جميعا , والشعور بالانتماء من الحاجات النفسية الأساسية التي يحتاج الانسان الى إشباعها ولا سيما ذلك الانتماء لأمة كالأمة الإسلامية , كانت وما زالت خير امة أخرجت للناس . تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .
فالصيام يؤدي بالصائم إلى الشعور بالفخر والاعتزاز بإسلامه ودينه وبأمته العريقة , ويقوي الصيام مشاعر الوحدة والتحاد والتماسك الإسلامي , وهو الأمر الذي أصبح , وللأسف الشديد في هذه الأيام مفقودا ..
ومن الناحية النفسية الصرفة فإن مشاركة الفرد لملايين غيره في تجربة الصيام في نفس الوقت , تقوي عنده التقمص Identification أو التوحد مع أمتنا الاسلامية بحيث يذوب في كيانها الكبير , ويشعر بما تشعر به , ويتألم لآلامها ويسعد لسعادتها عملا بقول رسولنا الكريم :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " متفق عليه .
ومن القيم الخلقية والتربوية للصيام , تعليم الصائم الولاء والاحترام لمباديء الاسلام الحنيف وشريعته الغراء ونظمه السمحة .
الصيام والتكامل الإجتماعي :
ويؤدي الصيام إلى تحاشي الصائم ارتكاب المعاصي والذنوب , كما يؤدي إلى إحساسه بما يحس به الفقراء والمحرومون والبؤساء واليتامى وأبناء السبيل , فتقوى عاطفته نحوهم , ويحسن إليهم مما أعطاه الله تعالى ويبرهم , وبذلك يكون للصيام قيمة في تربية الفرد على التضامن الإجتماعي والتكافل , والتعاون والعطف على أبناء المجتمع , وبذلك يزداد الوطن قوة وتماسكا وترابطا , ولا يشعر الفقراء بالفروق الطبقية أو بالحرمان او النقص أو الدونية , أو انهم من " مواطني الدرجة الثانية " .