الإسلام يتمم ما قبله قصة " صعصة بن ناجية "
************************************
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
يقول صعصعة بن ناجية حين أحس في قلبه حلاوة بعد إحياء جارية من الوأد : "إن هذه مكرمة ما سبقني إليها أحد من العرب"
هؤلاء سادة الإنسانية ومن المعيب أن نجهل نحن العرب علماً من أعلام الإنسانية اسمه صعصعة وهو شاعر وهو جد الشاعر الفرزدق وجد الزبرقان وقد تزوج الشاعر الحطيئة ابنته
وصعصعة جد يزيد بن الحكم بن أبي العاص الثقفي وأم يزيد بكرة بنت الزبرقان بن بدر، وأمها هنيدة بنت صعصعة بن ناجية
من شعره :
إذا المرء عادى من يودك صدره وكان لمن عاداك خدنا مصافيا
فلا تسألن عما لديه فإنه ... هو الداء لا يخفى بذلك خافيا

ثم أسلم حين ظهر الإسلام في جزيرة العرب.

عن ربيعة بن مالك بن حنظلة، عن صعصعة بن ناجية المجاشعي جد الفرزدق قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم، فعرض علي الإسلام، فأسلمت، وعلمني آيات من القرآن، فقلت: يا رسول الله إني عملت أعمالا في الجاهلية هل لي فيها من أجر? فقال: وما عملت? فقلت: إني أضللت ناقتين لي عشراوين، فخرجت أبغيهما على جمل، فرفع لي بيتان في فضاء من الأرض، فقصدت قصدهما، فوجدت في أحدهما شيخا كبيرا، فقلت له: هل أحسست من ناقتين عشراوين? قال: وما نارهما? - يعني السمة - فقلت: ميسم بني دارم، فقال: قد أصبت ناقتيك ونتجناهما، وظأرتا على أولادهما ونعش الله بهما أهل بيت من قومك من العرب من مضر، فبينا هو يخاطبني إذ نادته امرأة من البيت الآخر: قد ولدت، فقال: وما ولدت? إن كان غلاما فقد شركنا في قوتنا، وإن كانت جارية فادفنوها، فقالت: هي جارية: أفأئدها? فقلت: وما هذا المولود? قالت: بنت لي، فقلت: إني أشتريها منك، فقال: يا أخا بني تميم، أتقول لي: أتبيعني ابنتك وقد أخبرتك أني من العرب من مضر? فقلت: إني لا أشتري منك رقبتها، إنما أشتري دمها لئلا تقتلها، فقال: وبم تشتريها? فقلت: بناقتي هاتين وولديهما. قال: لا حتى تزيدني هذا البعير الذي تركبه: قلت: نعم، على أن ترسل معي رسولا فإذا بلغت أهلي رددت إليك البعير ففعل، فلما بلغت أهلي رددت إليه البعير، فلما كان في بعض الليل فكرت في نفسي فقلت: إن هذه مكرمة ما سبقني إليها أحد من العرب، فظهر الإسلام وقد أحييت ثلاثمائة وستين موءودة،( وهناك رواية بأربعمائة ورواية بمائة ) أشتري كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل، فهل لي في ذلك من أجر يا رسول الله? فقال عليه السلام: هذا باب من البر لك أجره إن من الله عليك بالإسلام"