الخوف من الله كان السبب وراء نقلة الغزالي الروحية وهي فترة تختلف عن فترة الشك المعروفة
كثير منا يعرف فترة الشك التي مر بها الغزالي وقلة منا يعرف الفترة الأهم التي نقلته النقلة الروحية وكان سبب هجرته لبغداد إلى مكة فدمشق
حيث له زاوية سميت باسمه في المسجد الأموي وهي الزاوية الغزالية
جلست في رحابها وقرأت للإمام الغزالي الفاتحة.
أعجبت بهذه القامة العقلية الروحية
والجميل أني التقيته في المنام
فهمس في أذني بما همس.
ما نفهمه من تحول الغزالي أن الدين علم وهذا ما صرف الغزالي عمره على تقعيده ووضع القوانين والأصول له في مختلف التخصصات حتى فاق عصره وكان جامعة من مختلف التخصصات لوحده.
لكن رغم كل هذا العلم فلقد شك في أن هذا هو الدين وحده
فانغمس على اصلاح القلب بعلوم التصوف والسلوك فوجد ضالته
ورفع من قيمة التصوف وأسس له ونقد ما شابه من سلوك فكان له الفضل على علو مقام التصوف ليومنا هذا.
ذلك أن العقيدة ليست صفحات وشروط وقوانين ندرسها فهي قبل ذلك
إيمان وقر في القلب وأشعله كمشكاة في مصباح كأنه كوكب دري
وإذا أضاف الإنسان العلوم العقلية للعلوم القلبية فهي نور على نور
هذا منهج التوسط والوسطية وهو جوهر الدين الإسلامي
إن في الجسد مضغة لو صلحت لصلح سائر الجسد
أصلحوا قلوبكم
والخوف من الله يصلحها
فإن لم تخافوا خالق الكون فمن ستخافون ؟
فإن أمنتموه جاءكم عذابه من تحتكم أو من فوقكم ليلاً أو نهاراً