زيد بن عمر بن نفيل - الشهيد الذي استشهد وهو يبحث عن دين محمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثه

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ أَسَمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُُ عَنْهُمَا، قَالَتْ:

لَقَدْ رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ شَيْخًا كَبِيرًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلَى الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، وَاَلَّذِي نَفْسُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو بِيَدِهِ، مَا أَصْبَحَ مِنْكُمْ أَحَدٌ عَلَى دِينِ إبْرَاهِيمَ غَيْرِي، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَيَّ الْوُجُوهِ أَحَبُّ إلَيْكَ عَبَدَتْكَ بِهِ، وَلَكِنِّي لَا أَعْلَمُهُ، ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَى رَاحَتِهِ.

ولقد حبسه ابن عمه لأنه كان يريد السفر للشام والبحث عن الدين الصحيح
وبعد معاناة سافر للشام والتقى راهباً فقال له أنت تبحث هنا بينما أوشك نبي آخر الزمان على الخروج من أرضك فعاد زيد بن عمرو لكنه قتل في لخم.
رحم الله زيد بن عمر الرجل العاقل الذي بحث عن محمد صلى الله عليه وسلم قبل خروجه.

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحُدِّثْتُ أَنَّ ابْنَهُ، سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ، قَالَا لِرَسُولِ اللَّهِ ? {أَتَسْتَغْفِرُ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ}.

يقول زيد بن عمر بن نفيل :

أربا واحدا أم ألف رب
أدين إذا تقسمت الأمور
عزلت اللات والعزى جميعا
كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العزى أدين ولا ابنتيها
ولا صنمي بني عمرو أزور
ولا هبلاً أدين وكان ريا
لنا في الدهر إذ حلمي يسير

عجبت وفي الليالي معجبات
وفي الأيام يعرفها البصير
بأن الله قد أفنى رجالاً
كثيراً كان شأنهم الفجور
وأبقى آخرين برّ قوم
فيزيل منهم الطفل الصغير
وبينا المرء يفتر ثاب يوماً
كما يتروح الغصن المطير
ولكن أعبد الرحمن ربي
ليغفر ذنبي الرب الغفور
فتقوى الله ربكم احفظوها
متى ما تحفظوها لا تبوروا
ترى الأبرار دارهم جنان
وللكفار حامية سعير
وجزي في الحياة وإن يموتوا
يلاقوا ما تضيق به الصدور