ومنه قولهم: لم يقم زيد
جاءوا فيه بلفظ المضارع وإن كان معناه الماضى، وذلك أن المضارع أسبق رتبة في النفس من الماضي ألا ترى أن أول أحوال الحوادث أن تكون معدومة ثم توجد فيما بعد.
فإذا نفى المضارع الذي هو الأصل فما ظنك بالماضي الذي هو الفرع.
وكذلك قولهم: إن قمت قمت فيجيء بلفظ الماضي والمعنى "معنى المضارع" ، وذلك أنه أراد الاحتياط للمعنى، فجاء بمعنى المضارع المشكوك في وقوعه بلفظ "الماضي المقطوع" بكونه حتى كأن هذا قد وقع واستقر "لا أنه" متوقع مترقب. وهذا تفسير أبي علي عن أبي بكر، وما أحسنه!