ماذا يحدث في قطر
إذا كنا نريد أن نعلم ماذا يحدث في قطر فعلينا أن نعلم ماذا حدث في أروقة الرأسمالية .
١- هل من المنطقي أن يسمح الغرب لدولة مسلمة أن تحول فعالية كروية عالمية- بالأصل هي غربية وتديرها الفيفا العالمية - لمكان لنشر الإسلام والترويج له ؟
بالطبع لا
٢- هل قطر دولة إسلامية لها تاريخ في نشر الإسلام واستضافة الدعاة وقوانينها وفنادقها تمنع الرذيلة والخمور والشذوذ ؟
بالطبع لا
٣- إذن لماذا سمحت الفيفا لقطر بأن تمنع الخمور وتستضيف الدعاة لنشر الإسلام وأن تنشر أحاديث نبوية وتفتتح ملعباً بتلاوة للقرآن الكريم ؟
هذا هو سؤال المليون
بداية علينا أن ندرك أن قطر دولة بدون تاريخ ليس لها حضارة أوغاريت أو الفراعنة أو قرطاج أو بابل
ليس فيها الأهرامات أو مدرجات بصرى أو الحدائق المعلقة .....
بمعنى ليس لها عمق حضاري ومميزات فلكورية وأناشيد ولباس وأطعمة وألق حضاري
بل حتى المساحة الجغرافية والأمكنة وصغر الدولة من كل النواحي اللهم إلا بوقها الإعلامي ومالها ،وقد قامت الدول الأوربية بانتقاد لاذع لقطر لفقدها لهذه المميزات ، وباعتبار أن كأس العالم هو استثمار رأسمالي فلا من انجاح هذا الاستثمار بأي شكل من الأشكال والمستثمر جاهز للتخلي عن أي قيمة يتبناها لقاء ربحه المضمون.
لذلك عمدت الرأسمالية العالمية لإيجاد هوية لقطر وتم تحويل قطر ليثرب بين ليلة وضحاها
وقد طلع الإسلام علينا وعلى العالم من الدوحة،
تم تسليع الدين لنفخ قطر
عالمياً فالإسلام له حضوره العالمي والمسلمين لهم تاريخهم في العلوم والفنون.
وفي لحظة تم قرصنة ذلك وتم وضع قطر كرائد للمسلمين ، بذلك المعادلة تقول ها هي دولة قطر تقف كند قوي للثقافات الأخرى
واختيار الفيفا كان ناجحاً منذ البداية ، وقد ضمنت الفيفا تشجيع مسلمي العالم والعرب لقطر كربان السفينة المزعومة على الأقل حتى نهاية المونديال وتحقيق الأرباح.
ومن جهة أخرى
علينا أن لا ننسى أن قطر مقاول مهم للرأسمالية العالمية وهو بوقها في الشرق وليزداد الثقة بها بعد فشل الجزيرة فسيتم رفعها عبر المونديال كراعي للإسلام .
علينا أن لا ننسى أن أمريكا بالذات يهمها استقرار أسعار الطاقة وعبر شهر كامل ستستقر المنطقة لأن أي اعتداء سيعتبر اعتداء على الترويج للإسلام قبل أن يكون محاولة إفشال استثمار رأسمالي.
وأوربا ستقبل بذلك على مضض فغازها من قطر.
هذا كله شكلياً لكن ماذا في الواقع ؟
في الواقع أكبر قواعد الغرب في قطر
وأقذر معاهد الاستشراق كمعهد راند ومعهد بروكينغز ومعهد كارنيغي ونوادي ليونز والروتاري الماسونية موجودة في قطر ، وكبرى شركات الإباحية في قطر،
حتى المونديال كان برعاية أكبر شركة للخمور
في العالم باستثمار ٧٨ مليون دولار وكل ما هناك تم منع بيع الخمور بمحيط الملاعب فقط.
أما عن الشذوذ فكل فنادق قطر ذات المواصفات العالمية تبيح الشذوذ لكن تم منع رفع الأعلام فقط وبالطبع هذه نقطة جيدة لكن على الواقع لم يتغير شئ.
أما عن الوفود التي دخلت الإسلام فتم استغلال إسلام خمسمائة شخص من العالم قبل المودنيال وتسليعهم للترويج لاستثمار الفيفا وجلبهم لقطر وبدأت الصفحات تزيف الحقائق لتقول بأنهم أسلموا في قطر كعادة بوق الغرب في التزييف والتحريف.
إن أقذر نقطة في كل هذا الملف هو الاستهانة بدين الله وتحويله لسلعة وإن أكثر ما يحزنني هو مستوى العقل العربي المتعلق بالقشور والشكليات والانصياع لإغواء الشيطان القطري.
إن ٢٢٠ مليار دولار لو صرفت على الفقراء في العالم لأشبعتهم ،حينها كنا سنقول بأن الدوحة أصبحت رائدة للإسلام والإنسانية.
لو لم تستغل قطر فقراء الهند والبنغال وباكستان وليقتل منهم بالآلاف لبناء ملاعب ستفكك بعد أشهر
لقلنا إنها دولة إنسانية أمنت للعامل الرعاية الصحية والطعام والكرامة.
إنه لمن المعيب على رئيس الفيفا أن يبرر موت العمال في قطر بقوله العمال في كل مكان مضطهدون وحتى في أوربا .
إن قتل العمال في أوربا لا يبرر قتلهم لأجل الإسلام الدعوي في قطر.
المسلمون براء من قطر ومن إسلام الفيفا الدجال.
طارق حقي