لأهل الكفر والعصيان وقيل شاهدا لأمتك ومبشرا بشفاعتك ونذيرا لمن ارتكب مخالفتك وقيل شاهدا بالمنة ومبشرا بالجنة وقوله وداعيا إلى الله بإذنه أي تدعو الناس بأمر الله تعالى إلى لا إله إلا الله قال تعالى وأنه لما قام عبد الله يدعوه وسمى رسول الله نفسه داعيا فقال أنا الداعي إلى الله وقوله تعالى ( وسراجا منيرا ) أي يهتدى به كما يهتدى بالسراج في ظلمة الليل فإن قلت ما الحكمة في قوله تعالى ( وسراجا منيرا ) ولم يقل قمرا منيرا فالجواب عن ذلك أن السراج أعم من القمر لأن المراد بالسراج هنا الشمس قال تعالى ( وجعل الشمس سراجا ) والشمس أعم نفعا ونورا من القمر وقيل المراد بقوله تعالى ( وسراجا منيرا ) السراج الذي يقتبس منه لأن القمر لا تصل إليه الأيدي حتى يقتبسون منه والسراج إذا كان في بلد يملأ ذلك البلد نورا لأن كل من جاء يقتبس منه والقمر ليس كذلك ولهذا كانت الدنيا قبل ولادته ظلاما فلما ولد ظهر سراج دينه بمكة فكان أول من أقتبس من الرجال أبو بكر ومن النساء خديجة ومن الشباب علي ومن الموالي زيد ومن العبيد بلال رضي الله تعالى عنهم أجمعين وجاء سلمان من أرض فارس فاقتبس وصهيب من الروم وبلال من الحبشة ووفد الوفود واقتبسوا وأبو لهب إلى جانب البيت ولم يقتبس واقتبس الناس من مشارق الأرض ومغاربها حتى امتلأت الأرض من نور سراجه فهو أعظم الأنبياء وأكرم المرسلين وسيد الخلق أجمعين لم يخلق الله أحسن ولا أجمل ولا أكمل ولا أفضل ولا أفصح ولا أرجح ولا أسمح ولا أصبح ولا أجل ولا أعظم ولا أسخى ولا أكرم ولا أبهى ولا أنصف ولا أعدل منه فلو أن البحار مداد والنبات أقلام وجميع الخلق تكتب معجزاته لعجزوا عن وصف نزر النزر من معجزاته اللهم اجعلنا من خالص أمته واحشرنا في زمرته وأمتنا على محبته ولا تخالف بنا عن ملته ولا عما جاء به برحمتك يا أرحم الراحمين آمين وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون نحمدك يا من هيأت لكسب الآداب جميع المعدات وفتحت للتحلي بأنوار آياتك سبل الخيرات ونصلي ونسلم على من كملت آدابه ورشحت بكمال البيان وإعجاز التبيان جنابه سيدنا محمد القائل إن من البيان لسحرا وعلى آله وصحبه ما أطلعت حدائق الأتباع زهرا