إهداء إلى أهل المربد الزاهر

*****
نســـي الطيـــن
:-o*****:-o
نسي الطين ساعة أنه طين/
حقير فصال تيها وعربد
وكسا الخز جسمه فتباهى/

وحوى المال كيسه فتمرد
يا أخي لا تمل بوجهك عني
/

ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
أنت لم تصنع الحرير الذي تلبس
/

واللؤلؤ الذي تتقلد
أنت لا تأكل النضار إذا جعت
/

ولا تشرب الجمان المنضد
أنت قي البردة الموشاة مثلي
/

في كسائي القديم تشقى وتسعد
لك في عالم النهار أماني
/

ورؤى والظلام فوقك ممتد
ولقلبي كما لقلبك أحلام
/

حسان فإنه غير جلمد
أأماني كلها من تراب
/

وأمانيك كلها من عسجد؟
وأماني كلها للتلاشي
/

وأمانيك للخلود المؤكد؟
لا فهذي وتلك تأتي وتمضي
/

كذويها وأي شيء يؤبد؟
قمر واحد يطل علينا
/

وعلى الكوخ والبناء الموطد
إن يكن مشرقا لعينيك أني
/

لا أراه من كوة الكوخ أسود
النجوم التي تراها أراها
/

حين تخفى وعندما تتوقد
لست أدنى على غناك إليها
/

وأنا مع خصاصتي لست أبعد
أنت مثلي من الثرى وإليه
/

فلماذا يا صاحبي التيه والصد؟
ألك الروضة الجميلة
/

فيها الماء، والطير، والأزاهر، والند؟
فازجر الريح أن تهز وتلوي
/

شجر الروض إنه يتأود
والجم ماء الغدير ومره
/

لا يصفق إلا وأنت بمشهد
إن طير ألأراك ليس يبالي
/

أنت أصغيت أم أنا إن غرد
والأزاهير ليس تسخر من فقري
/

ولا فيك للغنى تتودد
أيها الطين لست أنقى وأسمى
/

من تراب تدوس أو تتوسد
إن قصرا سمكته سوف يندك
/

وثوبا حبكته سوف ينقد
لا يكن للخصام قلبك مأوى
/

إن قلبي للحب أصبح معبد
أنا أولى بالحب منك وأحرى
/

من كساء يبلى ومال ينفذ



:-o:-o:-o:-o:-o

(إيليا أبوماضي)
******************



د. أبو شامة المغربي