بين الجمع واسم الجمع
د. مفرح سعفان


الجمع بصفة عامة هو مادل على أكثر من اثنين أو اثنتين ، وكان له مفرد من لفظه.
فكلمة ( مؤمنون) مثلا جمع ، لأن مفردها( مؤمن). و( مؤمنات) جمع ، لأن مفردها ( مؤمنة) .
و( منازل) جمع ، لأن مفردها ( منزل).
أما اسم الجمع فهو :
مادل على معنى الجمع - أي دل على أكثر من اثنين أو اثنتين - ولكنه ليس له مفرد من لفظه، بل يكون له مفرد من لفظ آخر.
ومن ذلك مثلا :
كلمة ( نساء ) فهي اسم جمع ، لأن مفردها: امرأة.
كلمة ( قوم ) فهي اسم جمع ، لأن مفردها : رجل.
كلمة ( إبل)فهي اسم جمع، لأن مفردها المذكر: جمل، ومفردها المؤنث: ناقة .
وكلمة ( غنم) فهي اسم جمع، لأن مفردها المذكر :
كبش أو خروف، ومفردها المؤنث: نعجة.
وكذلك كل الأسماء الدالة على جماعة من الناس، مثل: الأمة والطائفة والجمع والرهط والملأ....
ويندرج تحت اسم الجمع أيضا تلك الألفاظ التي تدل على الجمع وعلى المفرد دون أن يحدث فيها
أي تغيير، وذلك مثل كلمة (بشر) فقد تدل على المفرد كما في قولنا :" أنا بشر "،وقد تدل على
الجمع كما في قولنا :" نحن بشر وأنتم بشر ".وكلمة (فلك) فقد تكون بمعنى سفينة واحدة ،
كما في قوله تعالى: " ويصنع الفلك" . وقد تدل على الجمع بمعنى السفن كما في قوله سبحانه:
" وترى الفلك مواخر فيه " بدليل وصفها بالجمع ( مواخر) .
هذا ونظرا لأن اسم الجمع لفظه لفظ المفرد، ومعناه معنى الجمع ، فإنه يجوز فيه الوجهان :
إذ يجوز فيه مراعاة اللفظ، فيعامل معاملة المفرد، فيجمع مرة أخرى على صيغة من صيغ الجموع.
إذ يمكن أن نجمع ( قوم) على ( أقوام)، و ( غنم) على ( أغنام)، و(إبل) على ( آبال) ...
كما يجوز فيه مراعاة المعنى فيعامل معاملة الجمع.في وصفه ونعته، أو عند الحديث عنه.
مثلما نلاحظ في الآيات الكريمة الآتية في وصف كلمة ( القوم) :
- والله لا يهدي القوم الظالمين.
- والله لا يهدي القوم الكافرين.
- ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون.
و قال سبحانه في وصف ( الطائفة) :
" وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق...... "
وقال عن الجمع :" سيهزم الجمع ويولون الدبر ".
وقال عن الملأ :" إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك.. "
فعامل أسماء الجموع السابقة على اعتبار معنى
الجمع فيها.
وقد يجمع بين الاعتبارين ( اللفظ والمعنى) في سياق واحد.
قال عز شأنه في وصف الأمة :
"من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله".
فقائمة صفة أولى للأمة على اعتبار لفظ الأمة، فهي اسم مفرد مؤنث، وجملة يتلون صفة ثانية
لها على اعتبار معنى الجمع فيها.
كما قال سبحانه :
" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف
وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ".
حيث قال ( أخرجت) مراعاة للفظ الأمة ، ثم قال( تأمرون، وتنهون، وتؤمنون) مراعاة لمعنى الجمع فيها .
وقال في وصف الطائفة :"ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك".
فكلمة ( أخرى) هنا صفة للطائفة على اعتبار اللفظ،و(لم يصلوا) صفة ثانية للطائفة على اعتبارالمعنى.
واسم الجمع يجوز معه تذكير الفعل وتأنيثه، فالتذكير على معنى الجمع، والتأنيث على معنى
الجماعة.
قال سبحانه :" وقال نسوة في المدينة " أي: وقال جمع النسوة.
كما قال سبحانه: " كذبت قوم لوط المرسلين ". أي : جماعة قوم لوط .
هذا وبالله التوفيق