شواهد تاريخية عن نخلة التمر:
1) ذكر الثعالبي في كتابه لطائف المعارف " إن أول من غرس النخلة هو أنوش بن شيت عليه السلام ".
2) ابن وحشية وهو أقدم من كتب عن الزراعة من العرب ذكر أن جزيرة حرقان الواقعة في البحرين قد تكون الموطن الأصلي لنخلة التمر ومنها انتقلت إلى بلاد بابل، وذكر أن النخلة تشبه الإنسان من حيث استقامة قوامها وطولها وامتياز فحولها عن إناثها، ولو قطع رأسها هلكت ، ولطلعها رائحة المني ولها غلاف كالمشيمة، والجمار الذي في رأسها لو أصابته آفة هلكت النخلة فهو بمنزلة المخ للإنسان، ولو قطع سعفها منها لا يرجع بدلاً له فهو كأعضاء الإنسان، أما الرطب فهو أنفع شيء للنفساء.
3) كانت هناك قبيلة عربية اسمها جهينة عاشت قبل الإسلام عملت هيكلاً من التمر اتخذته إلهاً وعبدته وعند انتشار المجاعة أكلت هذه القبيلة إلهها فقال فيهم الشاعر:
أكلت جهينة ربها ........ زمن التقحم والمجاعة.
4) نخلة نجران : ذكر الشيخ العلامة ياقوت الحموي في معجم البلدان " أهل نجران كانوا يعبدون نخلة عظيمة ويحتفلون بعيدها سنوياً، وفي يوم العيد يعلقون عليها الثياب الجديدة وحلي النساء، وابتاع أحد أشرافها رجلاً يدعى (فيميون) إذا قام الليل في بيت أسكنه فيه سيدة استسرح له البيت نوراً حتى يصبح من غير مصباح، فأعجب سيده ما رأى منه فسأله عن دينه فأخبره به وقال له (فيميون) أنتم على باطل وهذه الشجرة لا تضر ولا تنفع ولو دعوت إلهي الذي أعبده لأهلكتها وهو وحده لا شريك له، فقال له سيده افعل فإنك إن فعلت هذا دخلنا في دينك وتركنا ما نحن عليه، فقام فيميون فتطهر وصلى ودعى الله تعالى عليها فأرسل سبحانه وتعالى ريحاً فقلعتها من أصلها وألقتها فعند ذلك اتبعه أهل نجران على دين عيسى (عليه السلام). ".
5) أول من زرع نخلة التمر في البصرة هو أبو بكره في زمن عتبه بن غزوان حيث قال: هذه أرض خوارة ( رخوة ) تصلح لزراعة النخيل، ويعتقد أنه جلب فسيلة من الخليج العربي. وسئل البدوي عن أفضل المال فقال (نخلة سمراء في تربة غبراء وعين خرّارة في أرض خواره).
6) قال أبو حاتم السجستاني البصري المتوفي سنة 862 م " النخلة سيدة الشجر ". وقال عمر بن ميمون "ما من شيء خير للنفساء من التمر والرطب".
7) كتب قيصر الروم إلى الخليفة عمر بن الخطاب (ر ض) " إن رسلي أخبرتني أن قبلكم شجرة تخرج مثل آذان الفيلة، ثم تنشق عن مثل الدر الأبيض، ثم تخضر كالزمرد الأخضر، ثم تحمر فتكون عصمة للمقيم وزاد للمسافر، فإن تكن رسلي صدقتني فإنها من شجر الجنة ". فكتب إليه عمر بن الخطاب (ر ض): "بسم الله الرحمن الرحيم .... من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى قيصر ملك الروم .. السلام على من اتبع الهدى أما بعد فإن رسلك قد صدقتك وأنها الشجرة التي أنبتها الله عز وجل على مريم حين نفست بعيسى فاتقِ الله ولا تتخذ من عيسى إلهاً دون الله".
صحب جيوش الإسلام وسرايا المجاهدين من الصحابة والمسلمين الأوائل التمر في معاركهم وحروبهم وهم ينشرون الإسلام في أصقاع المعمورة.
9) قال الخليفة العباسي هارون الرشيد " نظرنا فإذا كل ذهب وفضة على وجه الأرض لايبلغان ثمن نخيل البصرة ".
10) قال الإمام جعفر الصادق " نعمة العمة لكم النخلة وعمرها كعمر الإنسان وتلقيحها كتلقيحه".
11) ورد في رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا البصريين " النخل أول المرتبة النباتية مما يلي الحيوانية فهو نبات حيواني إذا قطعت رؤوس النخيل جف ومات وهذا من شأن الحيوان لا من شأن النبات".
12) ذكر الجاحظ في كتابه الحيوان " إن الغربان تقطع إلينا في الخريف فترى النخل بعضها مصرومة (مقصوصة) الحمل وعليها عدد كبير من الغربان ولكن لا أحد منها يقرب من النخيل الذي لم يصرم ولو أن الله عز وجل أذن للغراب أن يسقط على النخلة وعليها الثمرة لذهبت لأن منقاره معول شديد النقر وأنه ليصل إلى الكمأة المندفنة في الأرض بنقرة واحدة ولو أنه نقر العذق نقرة واحدة لانتشر عامة ما فيه ولهلكت غلات الناس ".
13) وقد عنى العرب القدماء في مؤلفاتهم بزراعة النخيل ومنهم قسقوس ابن لوقا في القرن الثالث الهجري وابن حجاج الاشبيلي في القرن الخامس الهجري وبلدية ابن العوام في القرن السادس الهجري والمؤلف المجهول لكتاب مفتاح الراحة لأهل الفلاحة في القرن الثامن الهجري .
14) أشار كمال الدين القاهري في كتابه "حياة الإنسان والحيوان" إلى أن النخلة تشبه الإنسان، فهي ذات جذع منتصب، وفيها الذكر والأنثى، وأنها لا تثمر إلا إذا لقحت، وإذا قطع رأسها ماتت، وإذا تعرض قلبها لصدمة قوية هلكت، وإذا قطع سعفها لا تستطيع تعويضه من موضع القطع كما لا يستطيع الإنسان تعويض مفاصله. والنخلة مغشاة بالليف الشبيه بشعر الجسم في الإنسان فهل لا تكون هذه الصفات شبيهة بصفات البشر.
15) ورد في القول العربي المأثور " نخلة التمر سيدة الشجر قدمها دائماً في الماء ورأسها في السماء الحارقة "