بداية التدوين الرسمي للحديث الشريف

التدوين الرسمي لا التدوين الفردي الموازي للحفظ وقد تم التدوين الفردي في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وبعدها اشتهرت المصنفات ثم التدوين الرسمي في عهد عبد العزيز بن مروان 85 هـ
عن محدث الديار المصرية الليث بن سعد قال : حدثني يزيد بن أبي حبيب أن عبد العزيز بن مروان كتب إلى كثير بن مرة الحضرمي وكان قد أدرك حمص سبعين بدرياً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ليث : وكان يسمى الجند المقدم ، قال : فكتب إليه أن يكتب بما سمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديثهم إلا حديث أبي هريرة فإنه عندنا "
وكثير بن مرة توفي بين 70 - 80 للهجرة فلو افترضنا أن توفي 75 هـ فإن الطلب كان قبل 75 هـ ( طبقات ابن سعد - وتهذيب التهذيب - وسير أعلام النبلاء)

ثم التدوين الرسمي في عهد عمر بن عبد العزيز
أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن دينار قال:«كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاكْتُبْهُ فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ، وَلَا تَقْبَلْ إِلَّا حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلْتُفْشُوا الْعِلْمَ وَلْتَجْلِسُوا حَتَّى يُعَلَّمَ مَنْ لَا يَعْلَمُ فَإِنَّ الْعِلْمَ لَا يَهْلِكُ حَتَّى يَكُونَ سِرًّا».
وفي كتاب جامع بيان العلم وفضله ، عن ابن شهاب الزهري قال:«أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن فكتبناها دفترا دفترا، فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترا».
وفي سنن الدارمي أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أهل المدينة:«انظروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبوه فإني قد خفت دروس العلم وذهاب أهله».
وأخرج ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله بسنده إلى الإمام مالك قال:«أول من دون العلم ابن شهاب الزهري».
والمراد بهذا التدوين: التدوين الرسمي الشامل الذي اتخذ صيغة العموم، وتداولت الأمة صحفه المكتوبة بأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز، فجعل الصحف مرجعا متداولا معتمدا لا يختص بصاحبه فقط، ولم يلبث التدوين المبوب المرتب أن انتشر بعد ذلك في منتصف القرن الثاني، فجمعت الأحاديث في المجامع والمصنفات.

وكان التدوين كذلك في القرن الثالث الهجري وقد بدأ عصر نقد الحديث وتميزه عن أحاديث الصحابة