مروحتي
تجربتي : أدرت مروحتي تجاه الضوء المزعج فاستطاعت أن تخفف من حدة الضوء ، إنه اكتشاف مذهل .
القصة: فكرت فيما فكرت فيه أن قوة رياح المروحة ستتغلب على قوة الضوء المنبعث من المصباح لا بل ستعكس اتجاه الضوء وتدعه يسافر لما وراء الوراء.
مروحتي كانت بحجم طواحين دون كيشوت كبيرة بعشرين دولاب هواء كالميدوزا ، تظهر عادة عند مفارق الحياة الحزينة تبحث عن فارس يهزمها ، مع فارق أني تحالفت مع الطواحين و كنت بدون مرافق مخلص مثل سانشو.
لم أكن أعلم قوة مروحتي ، ولم أكن أعلم أني سأنجذب مع الضوء للماوراء حيث ولد وحيث سافر وحيث عاد مرة أخرى.
بدأت أسافر في منحنيات الضوء بين المجرات بسرعة عالية لم أتهشم أكثر مما كنت عليه، وشعرت بدهشة عارمة حتى مللتها، وعدت لوحدتي في عالم الماوراء.
تخيلت على الحافة السماوية التي وقفت عندها ،أني أشعل ناراً أتسلى برمي الحطب فيها.
وبقيت ألف سنة أرميها بأفكاري، انتبهت أني أشعلت ناراً عظيمة يمكن لأهل الأرض رؤيتها.
شعرت بالحماس لحظتها، وتمنيت لو أني أعرف شعور أهل الأرض وهم يرون حجم النار التي أشعلت وكميات الضوء الباهر المنبعث منها.
ظهرت مروحتي كطاحونة هواء ، كانت تشبه البرج الثالث عشر أكبر من برج العقرب وأجمل من برج العذراء.
كان هوائها قوياً أعادني حيث كنت، فوجدت نفسي بين أحفادي الذين كانوا أكبر مني، لم يكترثوا بي ولم يشاهدوا برجي وأنواره.
ما عدت أجرب تجارب جديدة، لكني من يومها وفي كل ليلة أحتفل بالسماء وحديثها، أتسلى بمشاهدة أنوار النجوم القوية ، لا أدري على أيها توجد مروحتي التي لا بد أن أعود يوماً ما لزيارتها.
طارق حقي