التوحيدية هي حركة لاهوتية مسيحية دينية سميّت كذلك استنادًا إلى مفهومها بوحدانيّة الله حيث ترفض عقيدة التثليث، بالمقابل تعتبر عقيدة التثليث معتقد ديني يعني بأن الله الواحد ثلاثة أقانيم أو ثلاث حالات في نفس الجوهر المتساوي.[1] أصحاب عقيدة التوحيد يؤمنون أن يسوع هو بشكل من الأشكال "ابن" الله، ولكنه ليس هو الإله الواحد.[2] وكما هو معروف فإن دعاة التوحيد يرفضون العديد من عقائد المذاهب المسيحية التقليدية الأخرى؛[3] بما في ذلك عقيدة السوتريولوجيا والخطيئة الأصلية ؛[4][5] وفي الآونة الأخيرة يرفض أتباع التوحيدية عقيدة عصمة الكتاب المقدس.[6] صنّف ج. جوردون ميلتون مذهب التوحيدية المسيحية في موسوعة الأديان الأمريكية ؛ المذهب بين أسرة الكنائس "المسيحيّة الليبراليّة".[7] تُعتبر الحركة التوحيدية أحيانًا ضمن الطوائف البروتستانتية بسبب أصولها التي تعود إلى حركة الإصلاح، وتعاونها القوي مع المذاهب البروتستانتيَّة الأخرى منذ القرن السادس عشر، ويُمكن اعتبار الموحدين موحدين بروتستانت، أو ببساطة الموحدين. في حين هناك وجهات نظر تستبعد التوحيدية من ضمن المذاهب البروتستانتية بسبب طبيعتها اللاثالوثية وتعتبرها ببساطة حركة مسيحية لاثالوثية.
ينبغي الفرز بين التوحيدية الكتابية (بالإنجليزيّة: Biblical unitarianism) والتوحيدية الكونية (بالإنجليزيّة: Unitarian universalism). يؤمن الموحدون الكتابيون بالله واحد أحد، وبيسوع المسيح وبهبة روح القدس. ويختلفون عن التثليثيين بالإيمان أن الآب السماوي وحده هو الله (يوحنا، 3:17). ويعتمدون على المراجع التوراتية والإنجيلية لنفي عقيدة الثالوث وألوهية المسيح ويطالبون بإعادة تأويل النصوص المقدسة.
للموحدين الكونيين جمعيات ومؤسسات في مختلف أنحاء العالم تجتمع في المجلس الدولي للموحدين والكونيين، ولا يعد الكثير من الموحدين الكونيين أنفسهم مسيحيين مع أنهم يتشاطرون مع الكنائس المسيحية بعض المعتقدات والقواعد الإيمانية. وينقسم الموحدون إلى جماعات عديدة، يتركز وجودها في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
بدأت حركة الموحدين، وإن لم تكن تسمى "بالموحدين" في البداية، في وقت واحد تقريبًا في كل من الكومنولث البولندي الليتواني وترانسيلفانيا في منتصف القرن السادس عشر. وقد ضمّت بين صفوف أتباعها عددًا كبيرًا من الإيطاليين.[8][9] تأسست في انكلترا الكنيسة التوحيدية الأولى في عام 1774 في شارع إسيكس، في مدينة لندن، حيث كان مقر الموحدين البريطانيين؛ والتي ما تزال تقع في نفس المكان إلى اليوم.[10] كان القبول الرسمي الأول للإيمان بالتوحيد من جانب الأبرشانيّة في أمريكا في تشابل كينج في بوسطن، حيث قام جيمس فريمان بتدريس عقيدة التوحيد في عام 1784، وكان قد عين رئيسًا للجماعة في السابق وقام بتنقيح كتاب الصلاة وفقَا لمذهب الموحدين في عام 1786.