للذكر مثل حظ الأنثيين
الشعراوي الله يحابي المرآة في هذه الآية لا الرجل

يقول الإمام المفسر الشعراوي رحمه الله في تفسير الآية :
ونعم الرب خالقنا؛ إنه يوصينا في أولادنا، سبحانه رب العرش العظيم، كأننا عند ربنا أحب منا عند أبائنا
قوله تعالى :
{ يُوصِيكُمُ الله في أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنثيين} .

" لقد أراد الله أن يكون المقياس، أو المكيال هو حظ الأنثى، ويكون حظ الرجل هنا منسوباً إلى الأنثى، لأنه لو قال: " للأنثى نصف حظ الرجل " لكان المقياس هو الرجل، لكنه سبحانه جعل المقياس للأنثى فقال: { لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ }.

والذين يقولون: هذا أول ظلم يصيب المرأة، نريد المساواة. نقول لهم: انظروا إلى العدالة هنا. فالذكر مطلوب له زوجة ينفق عليها، والأنثى مطلوب لها ذكر ينفق عليها، إذن فنصف حظ الذكر يكفيها إن عاشت دون زواج، وإن تزوجت فإن النصف الذي يخصها سيبقى لها، وسيكون لها زوج يعولها. إذن فأيهما أكثر حظا في القسمة؟ إنها الأنثى. ولذلك جعلها الله الأصل والمقياس حينما قال: { لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ }

فهل في هذا القول جور أو فيه محاباة للمرأة؟ إن في هذا القول محاباة للمرأة؛ لأنه أولاً جعل نصيبها المكيال الذي يُرد إليه الأمر؛ لأن الرجل المطلوب منه أن ينفق على الأنثى، وهي مطلوب لها زوج ينفق عليها."

لم يبين هنا حكمة تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث مع أنهما سواء في القرابة .

ولكنه أشار إلى ذلك في موضع آخر وهو قوله تعالى : { الرجال قَوَّامُونَ عَلَى النسآء بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } [ النساء : 34 ] لأن القائم على غيره المنفق ماله عليه مترقّب للنقص دائماً ، و المَقُوم عليه المنفق عليه المال مترقب للزيادة دائماً ، والحكمة في إيثار مترقّب النقص على مترقّب الزيادة جبراً لنقصة المترقّب ظاهرة جِداً .
انتهى كلام الشعراوي

- لله دره رحمه الله من عالم جليل ومفسر لكتاب الله عز وجل وقد ذكر من المعاني ما لا يخطر على قلب أحد بفضل لله
وحقاً إن التفكير العاقل الواقعي سيدرك من خلال المهام التي أوكلت للرجل في الحياة أنه أعطاه أكثر من الأخت ليعينه على المسؤولية وليس تفاخراً وتكريماً.
وفي مجتمعنا الشرقي والذي لازال يتمسك بدينه إلى حد بعيد لا زال الرجل يصرف ويعيل أخته بل وربما البنات التي يرتبط بهن من الدرجة الأولى وربما الثانية و الثالثة، فلو أن الرجل أخذ مثل الأنثى وتخلى عن مسؤوليته تجاه الأنثى لظلمت الأنثى أيما ظلم في هذا العالم.
فلو أننا قسمنا مليون ليرة بين أخ وأخت بالتساوي لاستطاع الشاب لما أعطاه الله من قدرة من استثمار المال وتنميته ولوجدت الفتاة ألف صعوبة في ذلك وأهدرت المال سريعاً.
طبعاً هذه هي القاعدة العامة وقد نرى في المجتمع العكس ، لكن القواعد العامة لا تقام على الشاذ بل على الراسخ والعام.
وإن أي فتاة خاصة في سورية لو نظرت لما آل إليه وضع أخيها في ظل الحرب على سورية ، لوجدت أن شباب سورية أنفقوا أرواحهم قبل أموالهم دفاعاً عن نساء سورية وأطفال سورية.
والحكمة الربانية من آية الميراث تصدقها الوقائع ويدركها كل عاقل وعاقلة،
لكن الذين يريدون تضييع المراة بحجة تحريرها يدفعون الرجل للتخلي عن مسؤوليته تجاه أخته وأمه فتضيع المرأة في غابة من ذئاب التسليع
وإن أي أمة ومجتمع ليقوم على الأسرة الناجحة وإن سر الأسرة الناجحة هل الأم فإذا ضاعت المرأة ضاعت الامة.
وإن وعي المرأة لهذه الحقيقة هو الحجر الذي سيرجم غواية إبليس ورجاله.