(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) الأحزاب



" فإن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يقدم نفسه إلى العالم زعيماً سياسياً ، أو قائداً وطنياً أو رجل فكرة ومذهب، أو مصلحاً اجتماعياً ..بل لم يتخذ لنفسه ، خلال حياته كلها ، أي سلوك قد يوحي بأنه يسعى سعياً ذاتياً إلى شيء من ذلك ."
محمد سعيد رمضان البوطي – فقه السيرة النبوية



ويجب الانتباه للأفكار التي تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه عبقري من العباقرة أو مصلح اجتماعي أو صاحب ذكاء وقاد ، أو انه قاد ثورة اجتماعية طبقية سانده الفقراء ونجحت ثورته ضد الرأسماليين.
محمد بن عبد الله الذي انتشل الأمة من الظلام إلى النور، لم ينتشلها بجهود فردية بل بعناية وإرادة سماوية من لله عز وجل.

  • الأفكار الذاتية والتحليلات الهوائية للبعض المدفوعة بقراءات لمثقفين عرب تتلمذوا على أيدي المستشرقين بشكل وظيفي أو ساذج ليس الهدف منها إلا تفريغ السيرة النبوية من محتواها ، لأن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم هي التطبيق الدقيق للشريعة الإسلامية ولكلام الله وبدون هذه السيرة ندخل ضمن تحويل كتاب الله لكتاب ثقافي يفسره كل واحد وفق هواه بحسب الميول الاجتماعية والسياسية والحزبية.

ولقد انتبه المستشرقون لهذه الدقيقة ووضعوا كل ثقلهم فيما مارسوه سابقاً على الإنجيل والتوارة، فيما يسمى النقد الأعلى والنقد الأدنى ونجحوا في العهد القديم والجديد لسبب بسيط هو حجم التحريفات في هذه الكتب.
لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً مع القرآن الكريم فانطلقوا لتحريف تفسيراته ، لكن طالما بقيت السيرة النبوية شارحة لهذا الكتاب فستتحطم خطتهم، ولذلك بدأت الحملات المسعورة بشتى أنواع الخبث لضرب السيرة النبوية والحديث الشريف وتحويلها لتاريخ ثقافي يؤخذ منه ويرد، ولذلك لن نستغرب إذا سمعنا هذا المثقف يردد حديثاً هنا أو قصة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو يقتبسها ضمن منهج واضح أنها ثقافة ماضية يمكن الأخذ والترك منها بل والتعديل والتحريف بحسب الضرورة والحاجة.



بغض النظر عن الخلفيات فهذا السلوك لم يتوقف عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكنه تجاوزه لله عز وجل.
ولا شك أننا إذا وقفنا عند قبول البعض لنسف سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا شك أننا سنقف عند مشكلة أكبر في علاقتهم مع الله عز وجل.
وكما تسربت الأفكار الاستشراقية ولاقت قبولاً لديهم ، فإن عقائد مذاهب الأمم الأخرى تسربت لقلوبهم كالمذاهب اليهودية الهرمسية منها والكابلا بل الماشيحانية.
ربما نسمع أو نقرأ من يقول أنا مؤمن بإله إسبنوزا وذلك يقول أنا مؤمن بإله أينشتاين
فمن هو إله إسبنوزا ؟ ومن هو إله أيشنتاين ؟
وإذا كان إله محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم يختلف عن إله إينشتاين وإسبنوزا فأيهما سيختار ؟
الإجابة في مقال آخر بإذن الله
طارق حقي