لم نكن حداثيين أبداً - برينور لاتور
( بحث في الانتربولوجيا التناظرية)
ترجمة د. إياس حسن وعدنان محمد
صادر عن دار المدى للثقافة والنشر
سوريا دمشق 2000
" إذا كانت قراءة الصحف اليومية هي الطقس اليومي للإنسان الحداثي فإنه إنسان غريب جداً ذلك الذي يمارس طقوسه اليومية بقراءة هذه الأمور المختلطة والمتشابكة ، فالثقافة كلها و الطبيعة كلها تتشاركان كل يوم"
ما هو الحداثي: للحداثة من المعاني بعدد المفكرين أو الصحفيين، إلا أن كافة التعريفات تشير بشكل أو بآخر إلى مرور الزمن، فمن خلال الصفة " حديث" نشير إلى نظام جديد/ وإلى تسارع وإلى القطيعة وإلى ثورة في الزمن
إن فرضية هذا البحث هي أن كلمة حداثي تشير إلى مجموعتين من الممارسات مختلفتين تماماً، ويجب لكي تبقيا فاعلتين أن تظلا متمايزتين، لكنهما بدأتا بالاختلاط منذ عهد قريب.
يتكلم الكتاب عن العام المعجزة
العام الذي سقطتت فيه الاشتراكية بسقوط جدار برلين عام 1989 وأعلنت انتصار الليبرالية والرأسمالية والديموقراطيات الغربية على الآمال الخائبة للماركسية.
هذا هو بيان النصر للذين نجوا في الوقت المناسب من اللينينة
ومع رغبة الاشتراكية في إلغاء استغلال الإنسان للإنسان فقد ضاعفت منه إلى ما لا نهاية.
ديالكتيك عجيب ذلك الذي أحيا المستغل ودفن مقوض النظام بعد أن علم العالم الحرب الأهلية على أوسع نطاق
لقد عاد المكبوت وعاد بشكل مضاعف
الشعب المستغل الذي باسمه هيمنت طليعة البروليتاريا عاد فأصبح مجرد شعب
والتخبة الطموحة التي اعتقدنا بإمكانية الاستغناء عنها عادت من جديد وبقوة إلى ممارسة عملها الاستغلالي القديم في البنوك والتجارة والمصانع والغرب الليبرالي ما أكبر فرحه لقد ربح الحرب الباردة
إلا أن هذا النصر قصير الأمد
ويعتبر المراقبون عام 1989 هو نهاية الرأسمالية ونهاية آمالها الخائبة في الغزو غير المحدود وفي السيطرة الكاملة على الطبيعة
والرسمالية إذ غربت في تحويل استغلال الانسان للإنسان إلى استغلال الإنسان للطبيعة
فقد ضاعفت الأمرين بكشل لا نهائي
لقد عاد المكبوت وعاد بشكل مضاعف فالأعداد الكبيرة التي أرادوا إنقاذهامن الموت تغرق بمئات الملايين في البؤس والطبيعة التي أرادوا السيطرة عليها تماما تسيطر هي علينا بالكامل من خلال تهديدها لنا جميعا ، لإنه ديالكتيك عجيب ذلك الذي يجعل من العبد الخاضع سيدا على الإنسان ومالكا له، والذي يعلمنا فجأة أننا ابتدعنا تدمير البيئة والمجاعات على أوسع نطاق
كتاب لم نكن حداثيين أبداً كتاب يستحق القراءة وقد نلقنا لكم نبذة عنه في موقع أسواق المربد
ويمكننا التحاور حول مفاصله لمن أراد