الأيام التي تسبق الحروب

802 - 803 هـ
شهدت فيها غزو تيمورلنك لسوريا وما كان من عجز السلطان وولاته عن دفع هذا الغزو، ثم ما كان من تلك المذابح التى تميز بها الغزو التترى المغولى والتى لم يسجل مثلها التاريخ بشاعة وقسوة.

وشهدت هذه الحقبة أيضا أسوأ صورة للخلاف والصراع بين سلطان وكبار رجال دولته بحيث فنى كثير منهم تحت عقوبته وبحد سيفه. ومع ذلك استمروا فى صراعه حتى تغلبوا عليه وقتلوه بقلعة دمشق سنة 815 هـ.
وشهدت فيها فيضان النيل (806- 807 هـ) مما أدى إلى الجدب العظيم الذي شمل البلاد وأصابها بسنة من السنين العجاف التى حلت بالدولة الإسلامية على مدارج التاريخ.

وشهدت هذه الفترة أيضا انتشار الطاعون (808 هـ، 813 هـ) والموتان المنتشر بين السكان شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.

كما شهدت الغلاء الفاحش والفقر المدقع والجوع الشامل.

وانعكس أثر ذلك كله فى الحياة السياسية والاقتصادية والعمرانية ففسدت الأحوال وتولى الأمور من لا يحسن أداءها، وتوصل كل طالب وظيفة إليها بالرشوة والبذل، ثم تسلط بعد ذلك على رقاب ذوى الحرف والتجار والزراع يفرض عليهم أنواع الضرائب والإتاوات، ولا يكف عن طلبها ولا يعف فى تحصيلها، وابتلى أهل الريف خاصة بكثرة المغارم وتنوّع المظالم، فاختلت أحوالهم، وجلوا عن أوطانهم.

النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة، المقدمةج 13، ص: 4