د خالد الخير
" مما لا شك فيه أن الدستور اللبناني كان منحة أعطيت للبنان من الدولة المنتدبة كما أعلن حينها المفوض السامي الفرنسي دي جوفنال وهو مستمد من دستور الجمهورية الثالثة في فرنسا 1875، حيث مهدت سلطة الانتداب لوضع الدستور، بعرض مسوداته على الشخصيات السياسية اللبنانية من مختلف الطوائف، على شكل أسئلة متعلقة بتصور هذه الشخصيات لتشكيل الحكم وتكوين البرلمان، ومسؤولية رئيس الجمهورية والوزراء واعتماد قاعدة الطائفية في توزيع المقاعد النيابية، وطريقة الانتخاب،وتحديد عدد النواب ،ومدة ولايتهم وكيفية اختيار أعضاء مجلس الشيوخ. ووضع الدستور في غفلة من النواب، ومن دون تشكيل لجنة تأسيسية، بدليل ما حفظته ذاكرة بعض هؤلاء وبينهم الأمير خالد شهاب الذي نقل عنه قوله :"من وضع الدستور؟ لا أعرف،كتبوه بالفرنسية، وترجموه الى العربية"