مشكلتنا ليست مع الإسلام بل مع الهجرةالمهاجرون العرب إلى الغرب غير متجانسينعدم وجود حكماء وعلماء بينهم أفقدهم القدرة على التأثير علينانطالب بمعاهد لتأهيل الأئمة إذ لا يعقل ان يكون جزار إماماالإسلاموفوبيا هي صراع بين الهجرة والإسلامالموالون لإسرائيل يغذون الصراع بين الغرب والإسلامالغرب منبع الإرهاب وإسرائيل دولة إرهابيةعمان- أسعد العزونيقال مدير معهد الدراسات الجيوسياسية في باريس “د.شارل سان برو”،أن المسلمين في الغرب لا يمثلون جوهر الإسلام ،وهم غير متجانسين ،ويفتقدون للحكماء والعلماء ما أفقدهم قدرة التأثير علينا ،مضيفا أن مشكلة الغرب تكمن في الهجرة وقوانينها وليست في الإسلام.وأوضح في حوار في عمّان”على هامش مشاركته في مؤتمر بعنوان”الإسلام والغرب”،ان الموالين لإسرائيل يؤججون الصراع بين الغرب والإسلام ،وإن الإسلاموفوبيا هي صراع بين الهجرة والإسلام،مؤكدا أن الغرب هو منبع الإرهاب بسبب سياساته الخارجية ،وان إسرائيل دولة إرهابية.وإلى نص الحوار:كيف تنظر إلى الإسلام في الغرب بعامة وفي فرنسا بوجه خاص؟الإسلام في الغرب غير موجود بجوهره ومفهومه العام ،وهذا ما جعله غير معروف كليا في العالم الغربي ،وبالتالي يتعذر علينا فهمه،وهناك من لا يفرق بين الإسلام كدين وحضارة ،وبين الأصولية الإسلامية،الأمر الذي يعزز صراع الحضارات وفق نظرية صموئيل هنتنغتون الشهيرة.لدينا في الغرب مسلمون من إفريقيا والمشرق والمغرب وأفغانستان،وهؤلاء لديهم وجهات نظرهم الخاصة ،وهناك صراعات مستفحلة بينهم ويكرهون بعضهم بعضا،ونلمس فرقة واضحة بين الجزائريين والمغاربة على سبيل المثال،ولدينا في فرنسا ما بين 25 -28% أصوليون،والبعض الآخر ملحدون ،وآخرون يذهبون أحيانا إلى المساجد ويصومون شهر رمضان المبارك.لدينا أيضا نساء مسلمات سافرات ،وأخريات محجبات ومنقبات ،وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على عدم وجود إسلام موحد في الغرب،ناهيك عن وجود صراع بين الإسلام والهجرة ،فلدينا مهاجرون بنسب كبيرة من العالم منهم أوروبيون ومن رومانيا والهند والصين وفيتنام وهؤلاء ليسوا مسلمين.هناك خطأ كبير إرتكبناه في الغرب وهو فتح أبواب الهجرة للجميع ،وكنا نركز مثلا على الزواج من مواطنة ،ونمنحه الجنسية فورا،وأصبح لدينا حاليا مهاجرين كوّنوا عائلات كبيرة ،ولا يعرفون شيئا عن وطنهم الأم،وباتوا يعانون من مشاكل معقدة ،ويشعرون بأنهم منبوذون ،فعندما يزور الجزائري بلده الجزائر يقولون له أنه فرنسي ،وفي فرنسا يقولون له انه جزائري،بمعنى أن أحدا لا يريدهم،وتبعات ذلك كثيرة وخطيرة،وأجزم ان هذه ليست مشكلة الإسلام بل هي مشكلة الهجرة.كان الحصول على فرصة عمل في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم في أوروبا بشكل عام سهلة،لكنه يصعب اليوم حتى على المواطن الأصلي الحصول على فرصة عمل،ما تسبب في إتساع رقعة البطالة وإزدياد عدد العاطلين عن العمل في صفوف المهاجرين،إضافة إلى ضعف أداء الإقتصاد الغربي بعامة،ولذلك نرى أن التوتر أصبح سيد الموقف،ولا ننسى ان بعض المسلمين يعطون فكرة سيئة عن الإسلام وخاصة في الملبس ،ما يجعل الفرنسيين على سبيل المثال ينفرون منهم ومن الإسلام ،لأنهم يريدون التجانس في كل شيء.لماذا الإسلاموفوبيا؟الإسلاموفوبيا هي صراع بين الهجرة والإسلام ،وهناك من يغذي هذا الصراع وهم المؤيدون لإسرائيل ،الذين ينشطون بعد حصول تفجيرات إرهابية هنا أو هناك،ومع ذلك لاحظنا أن يهود فرنسا رفضوا دعوة نتنياهو لهم بعد التفجيرات الأخيرة ،بمغادرة فرنسا إلى “إسرائيل”وقالوا له انهم لن يغادروا وطنهم الأم، ويتضح لنا أن اليهود في إسرائيل يغادرون إلى أمريكا وأوروبا وكندا ،في هجرة معاكسة،وهناك من يرى ان الولاء لإسرائيل في الغرب يعني العداء للمسلمين ،وهذا ما نرفضه لأنه تمييز عنصري ضد المسلمين.كيف تقرأ ملف الحوار بين أتباع الأديان؟الحوار بحد ذاته أمر جيد ومقبول ،لكن هناك عقبة كأداء أمام الحوار،فالعديد يتحدثون عن المسيحية –الصهيونية ،وهذه لا علاقة لها باليهودية أو بالمسيحية،فإله اليهود ليس هو إله المسلمين ،لكن إله المسلمين هو إله المسيحيين ،ولدينا نحن والمسلمون نفس القيم ،ونظام العائلة ،ويجب مواصلة الحوار من أجل تقريب وجهات النظر وتبادل الأفكار وخاصة في موضوع التوحيد والتثليث،وليس لتمكين الصراع .قبل ثمانية عقود إلتقى القديس فرنسيس مع خليفة المسلمين آنذاك في جلسة حوار ،وكان الحوار بناء ،ولم يغير أحدهما دينه،لكنه أرسى للحوار ،وهذا ما نريده اليوم ،شرط ان يقوم به حكماء وأناس يفهمون دينهم جيدا.كما يبلغ عدد المسلمين في الغرب؟يتراوح عدد المسلمين في الغرب إضافة إلى روسيا ما بين 70-90 مليونا،ويجدر القول ان المسلمين الروس في القفقاز والشيشان ليسوا مهاجرين بل هم مواطنون،وهناك أعداد كبيرة من المهاجرين المسلمين في ألمانيا وغالبيتهم من الأتراك،كما توجد أعداد كبيرة من المهاجرين الجزائريين في فرنسا ،يقابلهم مهاجرون مغاربة في بلجيكا وهولندا .ماذا أضفى المسلمون على الغرب؟لم يضفوا شيئا يذكر علينا ،فهم متناقضون وغير متجانسين ،ويفتقدون للعلماء والحكماء ،كما ان غالبيتهم فقراء جاؤوا إلينا من دول فقيرة تعاني صراعات سياسية داخلية ،وهم في غالبيتهم غير مؤهلين علميا،وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لنا لأن أئمة المساجد عندنا غير مؤهلين ،فترى على سبيل المثال جزارا يقوم بإمامة المسلمين في المسجد،كما انهم لا يتقنون لغة البلد ولا يتحدثون بها،ولا يفهمون حتى دينهم ،ولذلك فإننا نطالب بإنشاء معاهد إسلامية لتأهيل الأئمة كما فعلوا في المملكة المغربية،ونتمنى إدخال الحداثة للإسلام بما لا يحدث خللا فيه.لماذا ربط الإرهاب بالإسلام؟علينا في الغرب تقدير مواقف العرب الذين قمنا بتدمير بلدانهم مثل العراق على سبيل ،وألا نلوم العراقي الذي فقد بيته وعائلته إذا ما عبر عن رأيه تجاهنا،وكذلك الأفغاني ،وأن نعي جيدا ردود أفعالهم ضدنا لأننا قمنا بتدمير كياناتهم السياسية والإجتماعية.الغرب مسؤول عن التطرف والعنف في الشرق الأوسط، فأمريكا على سبيل المثال دمرت العراق ،كما عملت على تدمير فيتنام واليابان وأفغانستان،ولا ننسى ان الغرب هو الذي أسس إسرائيل التي تعد دولة إرهابية بإمتياز، بسبب إحتلالها لفلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني ومصادرة حقوقه،ونحن نحمل أمريكا تحديدا مسؤولية الخلل في الشرق الأوسط،ويقودنا ذلك إلى القول ان المشكلة سياسية وليست دينية.إذا أردنا القضاء على الإرهاب وإجتثاث جذوره، علينا معرفة أسبابه ،والأسباب معروفة ،يتقدمها الإحتلال ،بمعنى انه يتوجب على الإسرائيليين الإنسجاب من فلسطين ،وان على أمريكا الإنسحاب من العراق وأفغانستان،وعندها سينتهي الإرهاب كليا.