ما جرى وقد جرى
لكنه كان سراً من الأسرار
في الأزمة السورية الأخيرة
يزداد السواد نصاعة في قلوب البعض
لكن البياض يزداد بياضا
على سطح إحدى البنايات سترى من يسرق الماء من جاره
وفي إحدى الحواري الضيقة سترى خرطوم ماء يمتد عشرات الأمتار ليسقي الجار جاره
في إحدى البنايات طرق الجار على جاره :
جاءت المياه ... جاءت المياه
هرع كل أهل البناية في حالة استنفار فهي لن تدوم أكثر من ساعة
قالت الزوجة لزوجها : جارتنا أم جورج لا تملك مولدة.
قال سأعطيهم مولدتنا ونزل سريعا
دق الباب على جاره أبو أسعد
جاري تعال واحمل معي : جارتنا أم جورج ليس لديها مولدة وهي مقطوعة وابنها بالشغل.
-يالله يالله .
- جارتنا سنشغل المولدة لتأتي المي
قالت العجوز لكني لا أملك ( دينمو ) .
قال أبو أسعد سهلة سأحول خطي لخزانكم
هرع الاثنان لأسفل البناية
قال أبو أسعد لجاره منصور لكني لا أملك مفكا
دق منصور على جارهم أبو أحمد
زكاتك جاري مفك المواسير كي نحول المياه لخزان جارتنا أم جورج حرام ست كبيرة ومقطوعة .
أسرع الثلاثة للعمل حتى تمت المهمة وبدأ ضخ الماء لخزان للعجوز
وبعد أكثر من نصف ساعة هم كل واحد للعودة لمنزله لتكملة مهام تعبئة المياه فسمعوا صوتا:
بابا .. بابا انقطعت المي ..
ضحك الثلاثة وقال أبو أحمد : تمضى يا جيران .. الله كريم.

وبينما كان الثلاثة يصعدون الأدراج
كانت قد بدأت تمطر في الخارج
لقد كانت تمطر بغزارة .

طارق شفيق حقي